عقد الأزهر مؤتمره الأول عن الرؤية المستقبلية لتطوير الأزهرفي غياب ممثلين عن القوى السياسية، والإخوان والسلفيين واللجنة الدينية بمجلس الشعب، وجبهات المعارضة بالأزهر، بعدما تم تجاهلهم في توجيه الدعوة لهم. وطالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال المؤتمر بضرورة استرداد الأزهر لأوقافه، مؤكدا انه لا يزال له في ذمة وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي نحو 150 ألف فدان، يجب إعادتها إلى الأزهر. ودعا المسئولين للاسراع بإقرار المساواة الكاملة بين طالب جامعة الأزهر وزملائه في الجامعات الأخرى، وأن يقتلعوا من الجذور هذه التفرقة بين المتساويين ، لانها تفرقة جائرة لا تتناسب الآن مع مصر الثائرة، ورجالها الأحرار، لافتا إلى أن الجانب المادي لم ولن يقف أبدًا عقبة أمام العمل النافع الجاد في الأزهر الشريف. وقال لابد أن نتصارح أن الخريج الأزهري لم يعد اليوم كما كان من قبل من حيث التمكنً من أحكام دينه، وإدراكًا لهذا الواقع المؤلم الذي أدت إليه، منذ أكثر من نصف قرن أمور تعرفونها، فقد عملنا من خلال مجلس الأزهر الأعلى لإعادة النظر في المناهج الأزهرية – بعد ما أصابها من ضمور وتسطيح وخلل، فتقرر إنشاء شعبة للدراسات الإسلامية والعربية، في الثانوية الأزهرية، إلى جانب الشعبتين العلمية والرياضية. ولفت الطيب إلى أن الهدف من تعديلات بعض مواد قانون الأزهر التي دُرِسَت عامًا كاملاً في المشيخة، وأقرها مجمع البحوث الإسلامية، وأدخل عليها بعض التعديلات، وأصدرتها السلطة المختصة، ونوقش مضمونها وهدفها في بعض لجان مجلس الشعب، هو تحقيق استقلال الأزهر بشؤونه فعلاً وواقعًا، مع بقاء الأزهر مؤسسة كبرى ضمن مؤسسات الدولة. واشار الى ان الازهر على المستوى العربى والاسلامى لعب دورا ويكفي أن وثائق الأزهر الخمس قد نالت القبول العام من كل الأطياف في مصر، وكثير من علماء العالمين العربي والإسلامي. بل من دول أوروبا أيضًا، غير أن الدعم الحقيقي لهذه المكانة ولذلك الدور إنما يتمثل أولاً وقبل كل شيء في ترتيب البيت من الداخل. من جانبه أكد الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق، أن الأزهر يعد المرجعية الأولى للمسلمين في العالم اجمع، وينبغي أن يترسخ ذلك في وعي كل مواطن، مشيرا إلى أن الحديث عن الرؤية المستقبلية للأزهر، يعني التحدث عن عهد إصلاح لهذه المؤسسة. وأشاد زقزوق بقانون الأزهر الذي صدر بمرسوم من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لأنه ارتكز على نقطتين وهما استقلال الأزهر بحيث أصبحت أموره طبقا لهذا القانون تنتهي عند شيخ الأزهر، ولم يعد رئيس الوزراء وزير شئون الأزهر كما كان في السابق. أما النقطة الأخرى فهي إعادة إنشاء هيئة كبار العلماء التي ستختار شيخ الأزهر، مشيرا إلى أن فضيلته قد بدأ بالفعل في تطبيق هاتان النقطتان، داعيا الأزهريين أن يمسكوا على هذا القانون . وأوضح زقزوق أن الهدف من الأزهر الشريف ليس تخريج أعداد أو أرقام بل تخريج علماء، وهذا يتطلب إصلاح شامل في المعاهد الأزهرية والمناهج، لافتا إلى أنها تحتاج لثورة ليس في إعداد المناهج فقط بل في إعداد المدرسين أيضا وكذلك الكثافة في الفصول. وأكد أن جامعة الأزهر في حاجة إلى ثورة إصلاحية شاملة في مناهج التعليم وتكوين الأساتذة والبحث العلمي الذي هو أساس في الحكم على مستوى الجامعة. وأشار الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، الي أن مواصفات الخريج لا تليق بمستوى الأزهر سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي، لافتا إلى أن الأمر يحتاج إلى نظرة متفحصة في أركان العملية التعليمية من مقررات وأساتذة وطلاب.