رفض الفنان صلاح السعدني أن تتحول ندوة تكريمه عن تاريخه الفني مساء اليوم الجمعة بمركز الإبداع بالإسكندرية، علي هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي، أن يكون الحديث عنه وعن تاريخه الفني، وطالب بأن تكون ندوة لتكريم رفيق عمره المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ، وطالب من الحضور الوقوف لقراءة الفاتحة علي روحه. وقال السعدني إنه فقد رفيق حياته منذ عهد عبد الناصر والسادات ومرورا مبارك، حتى هذا العصر الذي لا يعرف اسمه وملامحه - علي حد قوله - الأمر الذي دعي الحضور إلي التصفيق الحاد، مشيرا إلي أن مصر الان بين مجتمعين احدهما مدني والاخر ديني، مشيرا إلي أن المجتمع المدني ليس "كافرا"، وتمني أن يحدث حالة من التوازن في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة. وسرد السعدني للحاضرين عددا من القصص التي جمعت بينه وبين المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ، والعديد من المواقف الكوميدية التي جمعت بينهم، كما حكي السعدني العديد من المواقف الإنسانية التي شاهدها من خلال المخرج الراحل، وكيف كان عبد الحافظ معبرا عن الشخصية المصرية الحقيقية الاصيلة، والفلاح المصري بكرم اخلاقه وانسانيته خلف الكاميرات والاضواء، موضحا أن عبد الحافظ جاء مصر بالجلابية ولم يتنصل منها او يخرج من ثوبه حتي قبل وفاته، واكد السعدني أن صاحب لقب "العمدة" الحقيقي هو إسماعيل عبد الحافظ، فقد كان العمدة الحقيقي خلف الشاشة. ولم يخفي السعدني سعادته بتكريمه من مهرجان الإسكندرية السينمائي، مؤكدا أن هذا المهرجان له خصوصية لديه، ودائما يمتزج هذا المهرجان بطبع هذه المدينة الساحرة ورائحة البحر، كما تتميز أفلام المهرجان بهذا الطابع، مشيرا إلي سعادته بالتكريم هذا العام بالتحديد، لأنه يحتفل بمرور 50 عاما علي تاريخه الفني منذ وقوفه اول مرة عام 1962 علي خشبة مسرح كلية الزراعة. وطالب السعدني من عدد من الفنانين والمخرجين والنقاد الحديث عن إسماعيل عبد الحافظ، حيث أكدت المخرجة إنعام محمد علي، أنها تربطها علاقة زمالة منذ الستينيات من القرن الماضي بصلاح السعدني وإسماعيل عبد الحافظ وحتى رحيل المخرج العبقري، مشيرة إلي أن عبد الحافظ شخص يملائه الطيبة ولدي قدر كبير من السماحة، وهذا الشخص استطاع بخطوات من الثقة أن يحتل مكانة كبيرة، وبالرغم من ذلك لم تتحول شخصيته التي عرفتها في شبابه، وبالرغم من رحيله إلا أنه لم يموت واعماله ستظل خالدة في وجدنا. وأضاف الفنانة سميرة عبد العزيز أنها لم تتشرف بالعمل مع إسماعيل عبد الحافظ في أي عمل، ومن خلال مشاهدتها كفنانة أكدت أن هذا الشخص دخل كل بيوت المصريين بنموذج للعمل التليفزيوني المحترم من خلال "ليالي الحلمية"، وهي رائعة لم تتكرر بالإضافة إلي العديد من الاعمال التي تخرج من وجدان المواطن والأسرة المصرية بدراما حقيقية بعكس ما نشاهده الان من اعمال منفصلة عن الأسرة المصرية. وأشار الكاتب والسيناريست الكبير محفوظ عبد الرحمن إلي أنه في لحظة تراجيديا بعد رحيل احد اعمدة الدراما العربية، وطالب محفوظ بدراسة اعمال المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ ومناقشة اعماله في حفل لتكريمه، مؤكدا أنه كان يربطه علاقة صداقة بعبد الحافظ منذ ايام الدراسة وحتى رحيله ولم يشاهد من هذا العملاق اي امر سئ. فيما وجهت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي كلامها للفنان صلاح السعدني، قائلة إن السعدني استطاع تقديم اعمال قادرة علي الصمود سواء من خلال المسرح والسينما والتليفزيون، مشيرا إلي أن السعدني يمثل قيمة للفنان الحقيقي بأن يخرج الشخصية المكتوبة علي الورق إلي الشاشة كما تخيلها الكاتب وتصورها المخرج بمنتهي الالتزام والدقة والحرافية. حضر الحفل عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والنقاد والفنانين والمخرجين، وادار الندوة الناقدة فايزة هنداوي.