مؤامرة ضد رغيف عيش الغلابة

كشفت مصادر قريبة من الدوائر الاقتصادية، أن حكومة الدكتور هشام قنديل تدرس الآن سرا تحريك سعر الرغيف فئة ال 5 قروش إلي 10 قروش، وقالت أن 16.2 مليار جنيه فاتورة الحكومة لدعم "رغيف العيش" سنوياً.
وعلمت " الوادى " أن وزارة التموين تعتزم البدء فى تجربة إنتاج رغيف خبز جديد يقال إنه مدعم يزن 170 جراماً بسعر 10 قروش فى 6 محافظات، بالمخابز التابعة لشركة القابضة للصناعات الغذائية بالتعاون مع وزارة الاستثمار بطاقة إنتاجية تصل الى 200 طن يومياً.
وقالت مصادر داخل وزارة التموين أن الرغيف الجديد يحل مشكلة طوابير العيش، ولن يكون بديلاً عن الرغيف المدعم فئة 5 قروش، موضحة أنه لا نية لزيادة سعره حيث يتم إنتاجه وتوزيعه على المواطنين من خلال 20 ألف مخبز أهالى على مستوى الجمهورية بمعدل 250 مليون رغيف يومياً.
المواطنون أبدوا قلقهم بعد تسريب هذه الأنباء وقالت ولاء جاد "ربة منزل" أثناء وقوفها فى إحدى طوابير "العيش" فئة الخمسة قروش للحصول على 10 أرغفة، إن الرغيف الجديد سعره يعتبر غالى بالنسبة لنا ولكثير مثلنا من محدودي الدخل ومن هم تحت خط الفقر، مؤكدة أن زيادة رغيف العيش لا يحل مشكلة طوابير العيش وتابعت، نحن على استعداد للوقوف فى الطوابير بالساعات ولكن يظل سعر رغيف العيش كما هو، وقالت ولاء أن زوجها يعمل باليومية وليس له دخل ثابت وممكن أن يجلس فى المنزل دون عمل لأيام كثيرة، ورغيف العيش فئة 5 قروش ممكن أن يكون هو الطعام الوحيد لنا طول اليوم.
وطالبت ولاء الحكومة بتحقيق أهداف الثورة التى أولها عدم زيادة الأسعار قائلة "ودلوقتى عاوزين يرفعوا سعر الطعام الأساسى للغلابة".
ومن طابور "السيدات" إلى طابور "الرجال" توقفنا قليلا مع هشام حامد "سمكرى سيارات"، وقال ضاحكاً إنه "واقف منتظر ظهور البدر أى رغيف العيش اللى بخمسة قروش، معلقاً على تجربة الحكومة بإنتاج رغيف عيش جديد بعشرة قروش قائلاً "هي الحكومة مش عاوزة تسيبنا فى حالنا، حتى رغيف العيش بتاع الغلابة عاوزه تتاجر فيه أنا برفض تماماً رغيف العيش الجديد مطالبا بثبات سعر الرغيف الحالي ".
وقال محسن المظلوم صاحب مخبز إن الرغيف الجديد لن يحل مشكلة الطوابير طالما عدد المخابز كما هو وليس هناك جديد بل هو مجرد زيادة فى سعر الرغيف تمهيداً لإلغاء الرغيف المدعم فئة 5 قروش، رغم تشديد الحكومة على عدم المساس بالرغيف المدعم، مؤكدا أن الرغيف الجديد لن يكون بديلاً عن الرغيف المدعم فئة 5 قروش.
من جانبها توقعت غرفة صناعة الحبوب إرتفاع الأسعار العالمية للقمح بنسبة 20% خلال الشهرين المقبلين نتيجة أزمات الجفاف بالدول المنتجة وتراجع الإنتاج الأمريكى للقمح .
وقال على شرف الدين رئيس الغرفة إن السعر العالمى للقمح يتراوح بين 315 و 340 دولاراً محققاً زيادة نسبتها 40% عن أسعار شهر مايو الماضى .
وأشار شرف الى أن تلك الزيادة تؤدى إلى زيادة فاتورة الدعم الخاص برغيف الخبز والبالغة 16.2 مليار جنيه كما ستؤدي إلى زيادة كبيرة فى تكلفة إنتاج المكرونة والخبز الأفرنجى والحلويات والمخبوزات، مما ينذر بارتفاع قريب في أسعارها.
كما أوضح شرف الدين أن مشروع إنتاج رغيف خبز جديد بعشرة قروش والذى تعتزم الحكومة تنفيذه على سبيل التجربة يمثل زيادة الأعباء المفروضة على الدولة دون مبرر واضح مؤكداً أن تجربة ( الرغيف الطباقى ) شهدت تهريب معظم كميات الدقيق المخصص لإنتاجه.
وقال إننا نستهلك نحو 70ألف طن دقيق للرغيف الطباقى شهرياً يتم تهريبها لمحلات المخبوزات والحلويات ومصانع البسكويت خاصة أن سعر الدقيق 76 المخصص لذلك الرغيف يبلغ 900 جنيه للطن بينما يزيد سعر الطن الدقيق الحر على 2300 جنيه للطن.
أضاف أن الغرفة طالبت بفصل الإنتاج عن التوزيع لوقف تهريب الدقيق 76 وتوفير ملايين الجنيهات المهدرة .
يذكر أن مصر هى أكبر دولة مستهلكة للقمح فى العالم و يبلغ متوسط إستهلاك الفرد نحو 163 كيلو جراماً سنوياً بينما يبلغ المتوسط العالمى للإستهلاك نحو 36 كيلو جراماً فقط.