في ظل عقود من الاستبداد عاشتها مصر، كرست خلالها الأنظمة المستبدة عوامل الفرقة بين تيارات وقوى المجتمع ومؤسساته، وكان للقوى الإسلامية ومؤسسة الأزهر النصيب الأكبر من هذه الفرقة التي عزلت الأزهر عن المجتمع والواقع الإسلامي، وتراجعت بدوره إلى الوراء. فيما أثبتت وقائع التاريخ أن الأزهر إذا انتصب لدوره في ريادة الأمة وتوجيهها، يكون له أبلغ الأثر في صد العدوان عن الأمة. وفي هذا الإطار طرحت الجبهة السلفية مبادرة لإحياء دور الأزهر. والتي تهدف إلى 1- استعادة الأزهر لدوره التاريخي، والذي عمدت عهود الاستبداد إلى فصله وعزله عن قضايا المجتمع ونوازله. واستعادة الدور الريادي للأزهر في مصر والعالم لن تكون إلا بفك ارتباطه بالمؤسسة الحاكمة، وامتزاجه مرة أخرى بقضايا الأمة والناس. 2- التقليل من التضارب في الفتاوى والمواقف بين الكتل الإسلامية الرسمية وغير الرسمية، والخروج بصوت وموقف إسلامي أكثر قربا واتساقا، بما يجمع قلوب الناس ويوجهها ويحميها من الفتاوى الشاذة التي تحرف وجهة الشريعة 3- بناء سياج إسلامي قوي يمنع عودة الظلم والاستبداد مرة أخرى. 4- فتح آفاق الانتفاع من الثراء المعرفي والرصيد التاريخي والوسطية الرائدة للأزهر، والتي جعلته المرجعية الأكبر والأكثر قبولا في العالم الإسلامي. 5- استيعاب الاجتهادات المتميزة للعلماء وأهل الرأي المعتبرين ممن شهدت لهم الأمة، والتي نشأت من خلال تفاعل الحركات الإسلامية المختلفة مع قضايا الأمة ونوازلها في العقود الأخيرة. كما اقترحت المبادرة: 1 - تشكيل لجنة استشارية لشيخ الأزهر تتكون من ممثلي المؤسسات الإسلامية الرسمية من المفتي ووزير الأوقاف، ومن قيادات التيارات الإسلامية المعتبرة ورموز الفكر الإسلامي. 2- تقوم هذه اللجنة بوضع آليات بما تراه مناسبا لإعطاء الأثر المطلوب لقرارات اللجنة بما يحقق أهداف هذه المبادرة 3- فتح باب التعليم الأزهري الشرعي لخريجي الجامعات المصرية غير الأزهرية لتوسيع دائرة الانتفاع من التعليم الأزهري.