مد وجزر مع كثير من التوتر، كانت محصلة العلاقة بين مصر وايران طوال السنوات الطويلة الماضية ووصلت في مرحلة إلي حد الازمة بعد قرار حكومة ايران قبل سنوات اطلاق اسم عبود الزمر، قاتل الرئيس السادات علي أحد شوارعها الرئيسية بالعاصمة طهران، ثم في مرحلة لاحقة وقبل ثلاث سنوات تحديدا انتجت ايران فيلما يسىء الي الرئيس السابق حسني مبارك، وفجأة حدثت انفراجة للأزمة مع تأكيدات عن بداية صفحة جديدة في العلاقة بين البلدين، بدأت بقرار الرئيس مرسي بالمشاركة في قمة عدم الإنحياز وتلبيةً دعوة الرئيس الإيرانى"أحمدى نجاد". أيمن الزهيدي أمين عام حزب الحرية والعدالة بجنوب سيناء قال "إن اهتمام الحزب يأتى بالدرجة الأولى بأن تكون علاقة مصر بكل الدول جيدة، وأن تكون المصلحة العليا لمصر هى الأهم بالدرجة الأولى، مشيرا "أما علاقتنا بإيران يجب أن تكون جيدة فى الأيام القادمة حتى نستطيع عمل حائط صد مع جبهة أخرى ضد أمريكا وإسرائيل". وأوضح أن إيران هى دولة إسلامية على كل الأحوال، وأن العلاقة بها ليست مشينة، وقال "نحن لسنا بصدد إقامة علاقات متبادلة مع دولة مختلفة "كلياً "عن مصر مثل اسرائيل بعكس الامر مع ايران التي تعد من الدول الاسلامية المهمة في المنطقة ويجب للتحاور معها. وقالت الدكتورة باكينام الشرقاوي أستاذ النظم السياسية بجامعة القاهرة، إن عودة العلاقات المصرية الإيرانية هي خطوة إيجابية تصب في المصلحة الوطنية لمصر، وأضافت أن مصر بعد ثورة 25 يناير يجب أن تنفتح على العالم أجمع، وأن تتجه نحو المعسكر الشرقي، فالنظام الدولى العالمى يتجه اليه الآن، مؤكدة أن هذا سيؤدى إلي مزيد من التوازن فى العلاقات المصرية الدولية. وأوضحت "الشرقاوي" أن العلاقة مع دولة هامة مثل إيران لابد أن يتم بالتحاور والتعاون، وأن لا يخضع لتأثير الغرب على مصر، فهذا القرار هو قرار مصري ذو سيادة عليا ولابد أن تحترمه جميع الدول الغربية، بل على العكس يجب على الدول الغربية أن تتحاور مع إيران لإحتواء المشاكل معها. وعن إثارة المخاوف حول إنتشار المذهب الشيعي بوجود علاقات مع إيران، قالت إن موضوع انتشار الشيعة فى مصر هو ملف تحكمه الهواجس أكثر من الحقائق، وأوضحت أن التدين فى مصر راسخ فى جذور الشعب المصري، ويجب علينا أن نتحاور مع إيران فى الجزء المشترك بيننا فى حب "آل البيت" بدلاً من إثارة البلبلة. وأشار الدكتور إبراهيم بيومي أستاذ علم الإجتماع السياسي بالمركز القومى للبحوث، أن زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران لن تكون زيارة دولة لنظيرتها، بل هى زيارة لحضور مؤتمر قمة عدم الإنحياز، ولكنه بالتأكيد سيتقابل مع الرئيس الإيرانى. وأوضح أن الزيارة فى عمومها لا شئ يشوبها على الإطلاق، وأنها تصب فى مصلحة مصر لأنها تعبر عن إتجاه السياسة المصرية، وتؤكد أن الإتجاه الحالى هو التحرر من القيود والهيمنة الأمريكية. وأضاف " البيومي" أن على مصر عمل علاقات دولية قوية مع إيران فهى إحدى أكبر دول الجوار، ووجود علاقات مع دولة مثل تركيا فى الشمال وأثيوبيا فى الجنوب وإيران فى الشرق، هى ضرورة قصوى للدفاع عن مصلحة مصر العليا. وقال إن التخوف من إنتشار المذهب الشيعي فى مصر بتجدد العلاقات المصرية الإيرانية هو أمر لا خوف منه على الإطلاق، فالمذهب الشيعي غامض ولا ينتشر بسهولة إلا فى الأماكن التى نشأ فيها، ومصر وشعبها ينتمون الى المذهب السني وهو مذهب واضح ومن غير المعقول أن يترك الشعب المصري الوضوح ليتجهوا الى الغموض. وأكد أن مصر لها تأثير فى نشر مذهب الإسلام الوسطي المعتدل فى جميع دول العالم وهذا يؤكد أنه لا يمكن أن تتاثر بالمذهب الشيعي أو تقوم دولة أخرى بالتأثير عليها فى الجانب الديني. أما الدكتورة منى مكرم عبيد -عضو الهيئة العليا لحزب المصري الديموقراطي- قالت إن مصالح مصر العليا هى الأهم فى الوقت الحالي، ووجود علاقات دولية مع إيران شئ مهم فهى دولة كبيرة فى المنطقة، ولكن يجب أن نتساءل أولاً هل إستعادة العلاقات معها يفيد مصر هذه الأيام أم أن الإنتظار والإحتكام لمصالح مصر القادمة أفضل؟ وأضافت "مكرم عبيد" فى كل الأحوال لايمكن أن يستمر العداء مع إيران مثل ماكان يحدث فى عهد النظام السابق، ومصلحة مصر العليا هى الأهم. وقال "أحمد عودة" عضو الهيئة العليا للوفد "أنه لا مانع من عودة العلاقات الدولية مع إيران ولكن فى حذر والإحتياط حتى لا يحدث تجاوز على حساب مصر، وأضاف أن علاقة مصر مع أى دولة ومع إيران يجب أن تكون لمصلحة مصر وبالتأكيد سنرفض أى وصاية أو خضوع لأى دولة. وأوضح أن زيارة الرئيس محمد مرسى لحضور قمة عدم الإنحياز بإيران هو عمل سياسي دولي لا حرج فيه ولا مانع فى القيام به حتى لو تم نتيجة له إستعادة العلاقات المصرية الإيرانية. وأضاف "عودة" أن إيران دولة لها وزنها وموقفها واضح ضد أمريكا، حتى وإن تجاوزت حدودها مع دول الخليج، إلا أن هذا الأمر يسهل معالجته. وقال "عماد جاد" الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام أن زيارة مرسي لإيران ستسبب توتر فى العلاقات المصرية الخليجية خاصة مع دول السعودية، والكويت، والإمارات، كما أنها ستسبب غضب الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف "عماد جاد" أن ما يهمنا فى مثل هذه العلاقات أن تكون ذات مصالح جيدة متبادلة خاصة لمصر، وأن تعتمد على الإحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية المصرية.