رحب سياسيون بزيارة الرئيس محمد مرسي الي الصين وإيران والتي تبدأ اليوم ووصفوها بأنها خطوة مهمة لاعادة التوازن في علاقات مصر الدولية. وأكد جمال زهران أستاذ العلوم السياسية أن زيارة الدكتور محمد مرسي للصين تحمل معاني كثيرة باعتبار التنين الصيني قطبا كبيرا يتجهز لقيادة العالم إقتصاديا فيما أضاف أن مشكلات الاقتصاد المصري سواء البطالة وضعف الناتج القومي وازدواج النظام الأقتصادي بين الرأسمالية والأشتراكية عقبات تجاوزها النظام الصيني بحلول يمكن الاستفادة منها في مصر. وأوضح زهران أن الرهان علي الصين إيجابي باعتبارها دولة تملك حق النقض في مجلس الأمن علي ذلك تدافع الصين عن سوريا وإيران داخل مجلس الأمن ومنع أي قرارات ضدهما مما يؤكد أنها دولة عظمي تحافظ علي حلفائها. وأشار زهران الي المشكلات التي يعاني منها النظام الإقتصادي الغربي بعكس الإقتصاد الأسيوي المتنامي, مطالبابتقارب مع دول القارة الأسيوية وتحديدا إيران والصين وتركيا ودول جنوب شرق أسيا. من جانبه قال الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية إن زيارة رئيس الجمهورية للصين لها أبعاد سياسية وإقتصادية, مشيرا إلي أن التجربة التنموية في الصين تستحق الدراسة لاستخدام ذلك النموذج في التنمية بمصر. وأوضح أن الجانب السياسي للزيارة يتمثل في محاولة تأسيس علاقات خارجية متوازنة مع القوي الدولية الكبري سواء الصين وروسيا أو الاتحاد الأوروبي وأمريكا, مطالبا بالاهتمام بتحسين مستوي العلاقات مع الهند والبرازيل بإعتبارهما قوي إقتصادية. وأكد إن زيارة مرسي لإيران تفتح صفحة جديدة للعلاقات المصرية الإيرانية وتحقق التوازن في علاقات مصر الدولية وتدعم الروابط مع القوي الإقليمية في المنطقة مثل تركيا وإيران والسعودية. وقال المهندس أحمد بهاء شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري وعضو الأمانة العامة في الجمعية الوطنية للتغيير ترحيبه بزيارة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية إيران, موضحا أن هذه الزيارة مهمة لأن إيران دولة من الدول الكبري في المنطقة ولا يستقيم الحال بعد ثورة يناير أن تظل علاقة مصر مقطوعة معها بسبب استجابة النظام السابق للضغوط الأمريكية التي حالت دون إعادة العلاقات المصرية الإيرانية.وأضاف شعبان أن هذه الخطوة ايجابية وتأتي في سياق تنشيط حركة عدم الانحياز التي كانت مصر دولة قائدة ومؤسسة لها في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وقال الدكتور ممدوح حمزة رئيس المجلس الوطني المصري إن هذا حق وواجب مصري بأن تشارك مصر في هذا المؤتمر ولابد أن تستعيد مصر مكانتها العالمية والقيادية من جديد. وطالب بضرورة أن يصطحب الدكتور محمد مرسي معه في هذه الزيارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ووزير الأوقاف والثقافة. وفي الوقت نفسه رحب الدكتور فريد زهران عضو الهيئة العليا بالحزب المصري الديمقراطي بعودة العلاقات بين مصر وإيران واعتبار تلك الخطوة مهمة لربط القوي الإقليمية المهمة في المنطقة مثل تركيا وإيران والسعودية. وشدد علي ضرورة أن تكون هذه العلاقات قوية ومتوازنة وطيبة شريطة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية وألا تصدر إيران النموذج الخاص بها وهو المذهب الشيعي, فهذا طموح لديها يتعارض مع مبدأ عدم التدخل.وأشار إلي أن هذه الزيارة ستكون فرصة ضرورية لتحسين العلاقات ولدرء أي مخاطر محتملة للصدام وللتوتر في العلاقة بين الشيعة والسنة. ومن جانبه, أعلن حزب الحرية والعدالة تأييده زيارة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية لإيران للمشاركة في قمة عدم الانحياز, لأن مصر حاليا تختلف عما قبل ثورة يناير, وأصبحت تتعامل بسياسة الندية وتبادل المصالح ولها رؤية وكرامة ولا تقبل التدخل في شئونها الداخلية. وقال الدكتور فريد إسماعيل, عضو المكتب التنفيذي للحزب, إن أغلبية الدول لديها علاقات بإيران, ومن يتحدث عن دعمها لنظام بشار الأسد في سوريا, فإن مصر لا تقبل ذلك, كما أن مصر تعتبر أمن الخليج من أمنها القومي, وأن عمل الرباعية الإسلامية مصر والسعودية وإيران وتركيا سيمنع التدخل الأجنبي في سوريا. وأضاف أن إحياء دور الرباعية سيكون له أثر إيجابي كبير لعودة مصر مرة أخري للريادة والصدارة, مؤكدا في الوقت نفسه أن جماعة الإخوان المسلمين وحزبها كفصيل سياسي مصري لاتقبل أبدا بالمد الشيعي. وعلي الصعيد نفسه صرح الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين بأن الخوف من انتشار المذهب الشيعي في مصر غير مبرر لوجود اتفاقات مع دولة المذهب الشيعي بعدم نشر المذهب داخل الدول السنية, وأن الزيارة المرتقبة للرئيس محمد مرسي إلي إيران تأتي في إطار البروتوكول الخاص بحضور قمة عدم الانحياز حيث ترأس مصر القمة في دورتها الحالية وليس زيارة إلي إيران من اجل التقارب, وأن مصر دولة تقع في محيط ولاينبغي أن تنعزل عن محيطها أو تتخذ عداوات مع دول بدون أسباب. ومن جهته أكد محمود خليل عضو أمانة التثقيف والتدريب بحزب الحرية والعدالة العضو البارز بجماعة الإخوان أن الزيارة تأتي في وقتها فمصر هي الرئيس الحالي للقمة ولايمكن للرئيس أن يتغيب عن الحضور ولا يصح سياسيا أن يحل محله نائبه لما عرف عن الرئيس مرسي الجسارة وعمق القوة, وأن مصر تقع في مثلث صناعة القوة في المنطقة المتضمن تركيا وإيران وفي القلب منه السعودية ولايمكن تجاوز نقطة في هذا المثلث بل إننا نتطلع إلي يوم يكتمل فيه محيط الدائرة بانضمام ماليزيا وإندونيسيا ومصر ومن قبلهم تركيا والسودان إلي وحدة كبري. اما حزب الأحرار فيري رئيسه حلمي سالم أنه ليس من المفروض أن تتخلف مصر عن أي مؤتمرات دولية أو إقليمية, فالمشاركة في حد ذاتها فرصة لتوضيح وجهة نظر مصر حول العديد من الأمور التي تحتاج إلي تشاور وفرصة ولتبادل وجهات النظر والتشاور مع الدول الأخري حول الموضوعات التي تهم المنطقة بأسرها ولذلك فمن الطبيعي المشاركة في مؤتمر طهران لاعلان وجهة نظر مصر حول أهم القضايا الإقليمية والدولية. وقال إن المشاركة فرصة لكسر حالة الجمود في العلاقات المصرية الإيرانية لأن السياسة هي فن الممكن وفن الواقع أيضا وحتي لاتستمر الأمور علي حالة الجمود التي تسيطر علي العلاقات المشتركة بين مصر وايران في الوقت نفسه أوضح الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء السابق للشئون السياسية ونائب رئيس حزب الوفد أنه يفضل فتح صفحة جديدة للعلاقات المصرية الإيرانية بشرط أن تكون العلاقة قائمة علي الوضوح والشفافية ومراعاة مصلحة مصر في الأساس. وأشار السلمي إلي أن مصر لن تتأثر بالمد الشيعي لأنها من قديم الأزل دولة سنية ووسطية, مؤكدا أن العلاقات السياسية والتجارية قائمة علي تبادل المصالح وماستجنيه مصر من وراء عودة العلاقات, واكد أن النظام القديم كان يروج للتخويف من المد الشيعي تطبيقا لأجندة أمريكية لأنه ليس من مصلحة أمريكا أو إسرائيل تحسين العلاقات بين مصر وإيران. وقال السلمي: إن الأساس في إقامة أي علاقات مع أي دولة وضع مصلحة مصر فوق أي أعتبار, ومن ناحيته أكد أحمد عودة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ومساعد رئيس الحزب أن إيران دولة إسلامية ومحورية في المنطقة ولها وزنها ولامانع من إعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها مع الحذر لأن التجربة أثبتت أن لكل دولة أطماعا ومساعي لتحقيقها ولو علي حساب الغير وهنا نوافق علي إعادة العلاقات والاتصالات مع الحذر من أي تجاوز.