ناقشت الحلقة 29 من برنامج آمنت بالله العلاقة بين الدين والتدين والتطور والتقدم العلمي و هل لا بد الفصل بينهما للتقدم وإلا فكيف يكون الجمع بينهما في الماضي والمستقبل بوجود الحبيب على الجفرى فى ضيافه خيرى رمضان وجه خيرى رمضان سؤاله الى الحبيب الجفرى قائلا هل الدين لا يملك تفسيراً للحياة ولا هو المفتاح السري للحياة المثالية وأن العقل وحده من يمتلك تلك القدرة على الفهم والابتكار العلمي؟ وقال الحبيب الجفري الإشكالية الأولى هل هناك تباين بين الدين والنظرة الإيمانية للكون وبين العقل والنظرة العلمية وأنهما لا يجتمعان معاً؟ و الإشكالية الثانية هل اكتشافات الحسن بن الهيثم وغيره من علماء المسلمين كانت نتيجة لتنحية الدين عن العلم أم كان للدين دخل فيها؟ والإشكالية الثالثة الخلط بين الجانب العقلي والجانب النفسي وهل السؤال عن الدين والعلم هو سؤال عقلاني أم من قبيل ردة الفعل النفسية؟ و الإشكالية الرابعة الطريقة التي تستخدم اليوم للترويج لفكرة اللادينية وتطرح مثل هذه التساؤلات هل هي طريقة منهجية عقلية. وأضاف الحبيب أن هناك مشكلة في تديننا نحن واستخدام الكثير منا الدين ذريعة لتسكين النفس ومبرراً للتقصير في العمل الجاد والمتقن و هل حاسبت نفسك أولاً على تقصيرك في اتقان العمل قبل أن تقول حسبي الله ونعم الوكيل لكل من عاب عليك سوء المنتج؟ فالحسن بن الهيثم أسس لما يعرف اليوم بالمنهج العلمي التجريبي القائم على قاعدتي الاستنباط والاستقراء وعدم الاكتفاء بالمسلمات الموروثة والاستقراء والاستنباط التي اتخذها الحسن بن الهيثم منهجاً تجريبياً كانا في الأصل منهج علماء أصول الفقه في فهم النصوص الشرعية و الحسن بن الهيثم نقل منهجية استنباط وفهم نصوص الشريعة وجعلها منهجية في فهم الحياة فأحدث نقلة نوعية في المنهج التجريبي العلمي و قيام الاختراعات الغربية على غير أساس ديني لأن الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى جعلت الدين وسيلة لدحض العلم و كم خطبة جمعة في السنة تسمع فيها من على المنبر نوعاً من الحث على العلم التجريبي وإعمال ما توصلت إليه العلوم الحديثة في حياتنا؟ وأشار الحبيب الجفري إلى أن الدين لم يأت ليصبح هو منظم الحياة بل جاء ليوجد فينا قابلية تنظيم الحياة وحسن عمارة الأرض من مقتضيات الخلافة عن الله تعالى و المعيار الحقيقي للمجتمع المتدين شيوع ثقافة التكافؤ والتكافل والانتاج ونفع البشرية وعدم تقبل الخيانة والكذب والكراهية وأكل أموال الناس بالباطل و التدين فهم مراد الله تعالى عز وجل في هذه الحياة والسعي نحو تطبيقه بمعنى يشمل النفس البشرية وعمارة الأرض وعلاقاتنا بالبشر فيما بيننا