واصل برنمج آمنت بالله فى الحلقة 27 طرح أسئلة المشاهين من خلال خيري رمضان الى الحبيب الجفرى فقال خيرى رمضان شاب يسأل كيف نعلم أن القرآن هو كتاب الله وأن كل سوره وآياته وحي من عند الله تعالى وليست مدسوسة أو متلاعب بها؟ وإذا سلمنا بصحة قوله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ؛ فما المانع أن يقصد بالذكر هنا الرسالة وليس المصحف أو القرآن بشكله الحالي . وقال الحبيب الجفري أن السؤال مشروع ومن حق السائل وآن الأوان لتصحيح مسار تعاملاتنا مع نوعية التساؤلات التي ترد إلى بيت الخطاب الإسلامي و ينبغي أن نقررها قاعدة السؤال القائم على أساس حب المعرفة وبهدف الوصول إلى الحق مشروع ومنهج أصيل في ديننا قال خيري رمضان لكن هناك من يمنع تلك الأسئلة استناداً إلى قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم؟ ورد الحبيب أن المشكلة في عدم أخذنا لسياق الآية لأن المقصود هو عدم استعجال السؤال قبل نزول الوحي أو التراتب المنطقي الصحيح للمسألة و هناك منطقة لا ينبغي السؤال عنها لأنها تتصل بجزئيات تتعلق بحقوق آخرين أو لمجرد طرح أسئلة دون التفات للأجوبة عليها و أكثر الصحابة في إحدى المرات من الأسئلة على النبي عليه الصلاة والسلام وبعضها طرح على غير سياق الوصول إلى الحق فقال النبي عليه الصلاة والسلام: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا و من حقكم أن تسألوا عما شئتم.. فقط أنتم بحاجة إلى انتقاء من تسألون ممن يمتلكون مؤهلات الاختصاص في الأمور العقلانية الوجودية و أقول لساداتي من العلماء لا تشعروا الناس بأن الدين عاجز عن الإقناع في الأمور الخارجة عن تخصصاتكم والأفضل قول لا أعلم و نتأكد من أن القرآن الموجود بين دفتي المصحف هو كلام الله تعالى من جانبين: فلسفي علمي وإيماني روحاني واضاف ان الجانب العلمي يكون بطريق إعمال منهجية علم التوثيق في مسائل تدوين القرآن وتسلسل وصوله إلينا في المصاحف و توثيق القرآن اعتمد منهج التلقي القائم على الحفظ الجماعي والكتابة المبكرة و ضعف اللغة العربية عند الجيل أضعف فهمهم للغة الخطاب القرآني ومن لا يملك لغة فهم الكتاب كيف له أن يحكم عليه؟ و استشعر في قراءة القرآن أن الرب الخالق العظيم يخاطبك وللإمام الغزالي كتاب نفيس بعنوان جواهر القرآن لمن أراد فهم المقاصد العظمي للقرآن الحبيب الجفري: نعاني من ظاهرة ترف التلقي التي أنتجت نوعاً من الاتكالية والكسل الفكري فلا نتعامل إلا مع ما هو سهل ومباشر وقال أن ترف التلقي يقضي على الحرية الفكرية ويجعلنا مستهلكين وأسرى لمن يملك القدرة على تقديم العلم و المعرفة بالطريقة التي نحبها و هناك تقصير في بيت الخطاب في معالجة المباحث العقلية التي أضحت واجب الوقت مع الدعوة إلى العمل عليها بشكل يرقى إلى إصابة المطلوب و كلمة الذكر هي القرآن قولاً واحداً لمن يعرف اللغة وتفسير القرآن والذي لم يدرس علوم الخطاب وأساليب البيان ليس من حقه الاعتراض و عليكم بكتاب صغير الحجم جامع للرؤية الفلسفية والمنهجية العلمية بأسلوب مبسط للعلامة محمد سعيد رمضان البوطي بعنوان تدوين القرآن الكريم