كتب - فاطمة الجيلانى وإسراء حسنى الفقر جعل بائعى المترو يتعذبون وبعضهم فتح لهم ذويهم أبواب التشرد ليسقطوا في قبضة محمد بكرى اكبر فتوات المترو هو" وشقيقاه " خالد بكرى ومصطفى بكرى الشهير ب"صاصا"، فيما يسند إلى عصام "ميه" مهمة التدريب علي النشل و"التسريح". معظم السريحة عادة ما يتخذون محطة سانت تريزا أو الاوبرا نفطة تمركزهم، بينما يتواجدون بصفة منتظمة خارج محطة مترو جامعة القاهرة ويجتمع بهم عصام ميه كل يوم خارج محطة مترو العتبة حيث يجلسون امام شارع 26 يوليو مباشرة يسلمهم البضائع التى يعطيهم اياها بدون اى مقابل غير انهم يعودون بالمكسب الذى يفرضهم عليهم من قبل "اسلام" الذى يتحكم فيمن سيبيع من الباعة الجائلين بالمترو أو من لا يبيع واسلام هذا هو حلقة الوصل بين"ميه" وبين الكبير محمد بكرى ويبلغ عمره نحو 26 عام. في المقابل نري محمد " 6 اعوام" أصغر من يسرحهم عصام وقال "للوادي" إنه تعرض للطرد من بيت ابيه بسبب زوجة ابيه التى دوما كانت تعتدى عليه بالضرب حتى تسببت له فى اعاقة فى احد قدميه، ومنذ ذلك الحين أصبح طفل غير طبيعى يعيش مأساة حقيقية ثم ساعده احد اصحاب الشارع حتى ذهب به الى عصام حتى يجعله سريح مثل صاحبه وبالفعل اصبح محمد من ضمن سريحة "الكيس الاخضر" والذى يحتوى على مصاحف ورقية صغيرة غالبا لا يشتريه منه احدا. بينما يعطون له جنيها أو أقل من باب العطف وصغر سنه، محمد طفل صغير لا يستطيع ان يجلب لهم المكسب، لذلك يواجه الضرب المتكرر ولا يأكل ولا يشرب إلا عندما يعطف عليه أحد بالطعام ، فسألناه أين تنام؟ فرد حينذاك "فى الشارع". وهناك ايضا حسين، 12 عام من بائعى "الأكياس البيضاء" والتى تحتوى على المناديل الورقية، مأساة أخرى تنقلها "الوادي" حيث وجدناه يتجول فى محطات المترو .. له اسلوب خاص فى النداء حيث يخصص نبرة صوت معينة ليلفت الانتباه اليه وهذا لكى يحقق الايراد المفروض عليه والمطلوب منه يوميا. فيما كان حسن، 8 أعوام يستلقي في محطة محمد نجيب علي سلالم المترو من كثرة العمل، فهو بلا اهل أو أصحاب أو سكن ولذلك صار الشارع هو كل ما تبقى له فى الحياة ويعتقد ان من يسرحه هو قدوته الصحيحة ويحلم أن يصبح مثلها لاحقا. وهناك من لا يسرحه "عصام ميه" ويعمل لحسابه الخاص، مثل بائع "البلالين"، 36 عام الذى يدخل على كل عربة بالمترو بجمل فكاهية يصف بها اهمية بضاعته فبعد ان سجن لمدة 3 اعوام بقضية مخدرات وخرج منذ عام، قرر ان يعمل كبائع جائل بمترو الانفاق ويأكل الحلال حتى يستطيع ان يدفع ايجار شقته الثلثمائه جنيه، مؤكدا ان الفتوات لا يتعدون عليه طالما يدفع لهم ال 10 جنيهات يوميا كإتاوات، ولفت إلى أنه يعمل هذا العمل لانه لا يجد عمل اخر وافضل من ان يسرق من مواطني الشعب المصري الذين وصفهم ب "الغلابة" . وبين البائعات اللاتي تسرحن بالمترو بائعة "الاكياس الملونة " التى تحتوى على البضائع الصينى النسائية ، هى أمرأة صغيرة السن حيث تبلغ من العمر 24 عام سجن زوجها وهو من احد بلطجية المناطق الشعبية وترك لها طفلان ولا تجد وسيلة لكى تجد لهم الطعام الا ان تبيع البضاعة التى تأخذها من الفتوات أفضل من ان تمشى فى طريق اللارجوع وهى أيضا مثل للست الجدع التى تريد أن تأكل من عرقها لا بجسدها ، فلسفتها : الحلال ولا الضلال .