علي الرغم مما أعلنه رئيس هيئة مترو الأنفاق الأسبق عن تطهير معظم محطات المترو من الباعة الجائلين, وخص بالتحديد محطة مترو فيصل إلي جانب محطات المترو الأخري, ولكن الواقع العملي يدل علي غير ذلك, بل يزداد سوءا لدرجة أن الباعة الجائلين فرضوا سيطرتهم بسهولة كاملة علي محطة مترو فيصل التي باتت تمثل رمزا من رموز الإهمال. ما بين سيدة تضع أمامها وعاء كبيرا به جبنة قديمة, وسيدة أخري تبيع بيض الخارجون وخبزا ريفيا, وثالث تأهب للعام الدراسي الجديد وأخذ يبيع أقلاما وكراسات وأدوات مدرسية أخري, ورابع يفترش أحذية, ناهيك عن الفاكهة والخضراوات, وجميعهم يتلفظون بأبشع الألفاظ التي تخدش حياء الكبير والصغير, وتعوق حركة الدخول أو الخروج من المحطة. وعلي الرغم من أن هذه ليست المرة الأولي التي يشتكي فيها المواطنون من هذه التجاوزات والإشغالات, فإنهم قرروا عدم الاستسلام لهذا الوضع. يقول عمر الديب مدرس ثانوي إنه حاول أن يقنع أحد هؤلاء البائعين بأن الجلوس هنا يتنافي مع الدين, وأنه يجب أن يعطي الطريق حقه, فما كان من هذا البائع إلا أن قال له أنت مررت بالسلامة, وأنت هكذا الذي تعوق الطريق.. شوف حالك يا بيه وقال إنه كان في شدة ضيقه من رد هذا البائع, ولولا تدخل البعض لحدثت مشكلة كبيرة بيني وبين كل البائعين في المحطة. ويقول محمد العيسوي إنه يعاني الأمرين عندما يستقل مترو الأنفاق, لأنه من سكان فيصل, وأن ساقه كسرت أثناء خروجه من المحطة بسبب الزحام الذي يسببه الباعة الجائلون. ويضيف أنهم لم يكتفوا بما يسببونه من زحام ولكن يلسنون علي الركاب أثناء خروجهم ودخولهم. وأن الباعة يعرضون بضاعتهم داخل وخارج المحطة بشكل يعوق الصعود والهبوط, وبالتالي تتكدس المحطة حتي يصل الأمر إلي أن يجيء قطار آخر ويكون مواطنو القطار السابق لم يفلحوا بعد في الخروج من المحطة. ولم يكتفوا باحتلال الشارع الذي يقع أمام المحطة, بل فرضوا سيطرتهم علي المحطة ذاتها من الداخل وأصبحت المحطة سوقا لمختلف أنواع السلع من خضر وفاكهة ولعب أطفال وملابس لدرجة بيع غرف نوم للأطفال!. وتقول منة الله سيد( طبيبة) ان الخطير في الموضوع أن معظم هؤلاء الباعة يمارسون جميع أنواع البلطجة ضد المواطنين. فما بين محاولات البيع بالإكراه التي لا تفلح في أغلب الأحيان تارة, إلي رفض الاستبدال أو الترجيع. ففي حالة قيام أحد الزبائن بالشراء واعترض علي البضاعة لسوء حالتها وأراد أن يسترجعها, يكون نصيبه الضرب والإهانة, وذلك إلي جانب المعاكسات الدائمة للفتيات, والكارثة تحدث عندما تكون هناك سيدة تنزل في محطة فيصل لأول مرة, وتعتقد أن طريقها للدخول أو الخروج آمن, وتحمل طفلها وإذ بها تقع بسبب الحواجز والباعة والبضائع, ناهيك عن المعاكسات السخيفة والألفاظ الخارجة. ويقول بلال السيد موظف بأحد البنوك أنه مع اقتراب بداية العام الدراسي الأسبوع المقبل, ومن بعده العام الجامعي, حيث تمثل محطة فيصل احدي المحطات المهمة نظرا لقربها من جامعة القاهرة, فإن الأمور معرضة للتفاقم حيث يستخدم عدد كبير مترو الأنفاق للذهاب إلي الجامعة والمدارس القريبة منه صرح المهندس محمد شيمي رئيس شركة مترو الأنفاق لالأهرام المسائي بأن هناك حملات مكثفة بدأت بالفعل ويقوم بها رجال شرطة النقل والمواصلات بالتعاون مع قيادات المترو للقضاء علي هذه الظاهرة. واستهدفت الحملة ملاحقة الخارجين عن القانون وذلك لإعادة الانضباط والحد من ظاهرة الباعة الجائلين والمتسولين الذين يروعون المواطنين داخل المحطات والقطارات, بالإضافة إلي رفع جميع الإشغالات الخاصة بالباعة الجائلين الذين يفترشون الأرض بأحواش ومداخل ويتسببون في إعاقة وتعطيل حركة الركاب في الدخول والخروج. وأشار إلي أن الحملة أسفرت عن ضبط العديد من هؤلاء الباعة الجائلين وعمل محاضر لهم. وهو الأمر الذي استقبله المواطنون أصحاب الشكاوي بالارتياح. وأكد الشيمي أن هذه الحملات دورية وليست لفترة محددة وستستمر لحين القضاء علي كل الظواهر التي تسيء إلي صورة مترو الأنفاق, خاصة الباعة الجائلين والمتسولين. كما أشار إلي أن الراكب سيشعر بالتغيير خلال الفترة المقبلة وسيلمس بنفسه اختفاء الباعة بدرجة كبيرة, مشيرا إلي أن الشركة أعدت حملة إعلامية وتذاع بالإذاعة الداخلية حاليا بالمحطات وتهدف إلي إيصال رسالة مفادها أن سبب وجود الباعة الجائلين والمتسولين واستمرارهم هو إقبال المواطنين علي الشراء منهم وبسبب منحهم المساعدة المالية, وبالتالي فإن التوقف عن الشراء من هؤلاء الباعة سيجعلهم يغيرون أماكنهم.