وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر - اليوم رسالة إلى رؤساء الدول المشاركة في مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في مكة، أكد فيها أن الأزمات التي يعيشها العالم الاسلامي ترجع إلى القضية الفلسطينية. وطالب الطيب الزعماء المشاركين في المؤتمر بسحب المبادرة العربية التي استقبلت أسوأ استقبال ، وشق طريق جديد يقوم على الشفافية والمصارحة لمواجهة هذه السياسات الظالمة القائمة على فرض الإذعان وقبول الأمر الواقع على أمة العرب والمسلمين. ولفت الطيب إلى ما يجري فوق الأرض المقدسة الآن، من تصفية للوجود العربي فيها، وتهويد لكل معالمها، وابتلاع لما بقي من أطرافها بالاستيطان، وتغيير للمعالم والموازين الديموجرافية والمعمارية، حتى طالت أخيرا "الحرم القدسي نفسه" وليس القدس العربيةَ وحدها. وحول الأزمة السورية الراهنة طالب الطيب الوقوف إلى جانب الشعب المظلوم، ودفع الظلم عنه واتخاذ قرار عملي وواقعي وصريح، ليكون طوق نجاة للشعب المناضل. وتناول الطيب مشكلة "الروهينجيا المسلمة" في دولة ميانمار، من تمييز عرقي، وإنكار لهويتهم الوطنية، وطردهم بالتضييق والاضطهاد الجماعي إلى الدول المجاورة، مما قد يصير نموذجا يتهدد الأقليات المسلمة المتعددة في جنوب شرق آسيا، مطالبا الشعووب الاسلامية إنقاذ مسلمى الروهينجا حتى يرتدع هؤلاء الذين يرتكبون ضد مواطنيهم المسالمين جرائم ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية. وفيما يتعلق بالوضع في أفغانستان والصومال والعراق ومناطق اخرى، بسبب التدخلات الأجنبية دعا الطيب إلى رفض أن يكون المسلمون حقلا لممارسات الطغاة، أو ضحايا لسياسات الاستعمار القديم أو الجديد، فتقدموا الصفوف، بموقف صريح ضد هذه السياسات الباغية. وأشار الطيب في ختام رسالته إلى أن النفوس قلقة، والمشاعر مستفزة، والأخطار محدقة، والتاريخ يسجل المواقف، والشعوب أصبحت حكما لا يمكن خداعه أو تهميشه . كما أثنى الأزهر على المملكة العربية السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي جهودهما في عقد هذا المؤتمر، وتنظيم هذا اللقاء الاستثنائي البالغ الأهمية، مذكرا المشاركين جميعا أن الأمة كلها تنظر إليهم، وتترقب قرارات جادة وحاسمة، وقابلة للتنفيذ، بعيدة عن العبارات العاطفية، والبيانات التقليدية .