طالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قادة العالم الإسلامي ال 57 الذين سيجتمعون بمؤتمر القمة الإسلامي بجدة بالمملكة العربية السعودية بسحب المبادرة العربية ردا على ممارسات الاحتلال خلال الفترة الماضية ضد مدينة القدس والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة التي طالت الحرم القدسي. "معا" وفي بيان أصدره أمس قال شيخ الأزهر "لمَّا كان "الدِّين النصيحة" كما ثبَتَ عن نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم، فإنَّ الأزهرَ الذي يُعبِّرُ عن ضمير الأمَّةِ، ومشاعرِ أبنائِها كافَّةً، في هذه الظروفِ التاريخيةِ الدقيقةِ، التي تستوجب الصدق والمصارحة، يتوجّه إلى أئمة المسلمينَ وقادَتِهم بالنصائحِ التالية: أن كلَّ مَن يتابعُ أحوالَ العالمِ الإسلامي المعاصِرِ، ومشكلاتِه المتتابعةَ، وما يَموجُ به من أزماتٍ، يعلمُ علمَ اليقينِ أن مَرَدَّ ذلك كلِّه، إلى قضيَّةِ القَضايا، ومنشَأِ المشكلاتِ والأزماتِ جميعًا، وهى قضيةُ فلسطينَ، التي حرصَتِ القوَى الدولية، فيما بعد الحربِ العالميةِ الثانيةِ، أن تظلَّ جُرحًا نازفًا في جسَدِ الأمةِ، يتهدَّدُها بالأخطارِ، ويضعُ مقدَّساتها في مَهَبِّ رياحِ الغدرِ والبغي والتآمرِ الرخيصِ، وغيرُ خافٍ على أحدٍ ما يجرى فوقَ الأرضِ المقدَّسةِ الآنَ، من تصفيةٍ للوجودِ العربي فيها، وتهويدٍ لكلِّ معالمِها، وابتلاعٍ لما بَقِى من أطرافِها، وهو لا يزيدُ عن عشرينَ بالمائةِ من أرضِ فلسطينَ بالاستيطانِ، وتغييرٍ للمعالمِ والموازينِ الديموجرافيةِ والمعماريةِ، حتى طالَتْ أخيرا "الحرمَ القدسي نفسه"، وليسَ القدسَ العربيةَ وحدَها، إذ يُنادِى قادَةُ الاحتلالِ الباغي بتقسيمِه بينَ العربِ واليهودِ، كما فعَلُوا في الحرمِ الإبراهيمي من قبلُ.
وتابع: "إن لم نستَطِعْ أن نُواجِهَ هذا البغي الذي يُمثِّلُ جريمةً صريحةً في نظر القانونِ الدولي والمواثيقِ المرعيةِ بالقوةِ المُلزِمةِ، فلنَسحَبِ المبادرةَ العربيَّةَ التي استُقبِلَتْ أسوأَ استقبالٍ، ونشقَّ طريقًا جديدًا يقومُ على الشفافيةِ والمصارحةِ لمواجهةِ هذه السياساتِ الظالمةِ القائمةِ على فرضِ الإذعانِ وقبولِ الأمرِ الواقعِ على أمةِ العربِ والمسلمينَ، فإنَّ المشاعرَ - أيها القادةُ - مُستَفزَّةٌ، والأخطارَ مُحدِقةٌ، ولا بُدَّ من موقفٍٍ صريحٍ، يجمعُ الأمةَ من ورائِكم، ويُوحِّدُ المواقفَ والصفوفَ، وأوَّلها الصفُّ الفلسطيني قبلَ أي شيءٍ آخَر"َ.
واعتبر الطيب أن هذا الاجتماع حدث جليل بالغ الأهمية والخطر، في ظروفٍ عالمية قلقة ومضطربة، وبخاصة في ربوع العالمِ الإسلامي نفسه، الذي يموج بالمشكلات، والقضايا العالقة والأزمات.