وزير الدفاع يلتقي نظيره القبرصي لبحث التعاون المشترك بين البلدين    من منتدى «اسمع واتكلم».. ضياء رشوان: فلسطين قضية الأمة والانتماء العربى لها حقيقى لا يُنكر    استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لحماية المرأة    البورصات الأوروبية تغلق على تباين وسط ترقب تطورات المفاوضات التجارية    محافظ دمياط: إطلاق حزمة من الإجراءات لإحياء حرفة النحت على الخشب    وفد البنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية في زيارة لمنشآت صحية بأسيوط    محافظ الغربية يجرى جولة بمدينة طنطا سيرا على الأقدام    رومانيا تعين رئيس وزراء مؤقتا بعد هزيمة ائتلاف في انتخابات الرئاسة    اقتصادي: مصر قد تستفيد من الحرب التجارية بين الصين وأمريكا    الكرملين: بوتين سيزور الصين في أغسطس المقبل    بولندا تتهم روسيا بالتدخل في حملة الانتخابات الرئاسية    الأهلي يفوز على سبورتنج ويتأهل لنهائي كأس مصر لكرة السلة    سموحة يتعادل مع طلائع الجيش في الدوري    ضبط متهمين بالاستيلاء على مبلغ مالي من شخص بالجيزة    مدير المركز القومي للترجمة تبحث سبل تعزيز التعاون مع القائم بأعمال سفير الهند بالقاهرة    نجوم الفن وصناع السينما يشاركون في افتتاح سمبوزيوم «المرأة والحياة» بأسوان    أحدث ظهور ل ابنة نور الشريف    قصر ثقافة الفيوم ينظم محاضرة بعنوان "الأيدي العاملة"    ظافر العابدين ينضم لأبطال فيلم السلم والثعبان 2    سنن الحج المؤكدة ومتى يبدأ الحجاج بالتلبية؟.. التفاصيل الكاملة    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    أمين الفتوى: الزواج قد يكون «حرامًا» لبعض الرجال أو النساء    حالة الطقس غدا الأربعاء 7-5-2025 في محافظة الفيوم    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 في محافظة البحيرة الترم الثاني 2025    النائب العام يشارك في فعاليات قمة حوكمة التقنيات الناشئة بالإمارات    البابا تواضروس الثاني يزور البرلمان الصربي: "نحن نبني جسور المحبة بين الشعوب"    بعد اغتصاب مراهق لكلب.. عالم أزهري يوضح حكم إتيان البهيمة    ولي العهد يتلقى رسالة خطية من رئيس الحكومة المؤقتة في بنجلاديش    منها إنشاء مراكز بيع outlet.. «مدبولي» يستعرض إجراءات تيسير دخول الماركات العالمية إلى الأسواق المصرية    ضبط مصنعات لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمى فى حملة بسوهاج    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025 في مصر والدول العربية    تأجيل محاكمة 7 متهمين في خلية "مدينة نصر" الإرهابية ل 16 يونيو    رئيس شركة فيزا يعرض مقترحًا لزيادة تدفق العملات الأجنبية لمصر -تفاصيل    رئيس "شباب النواب": استضافة مصر لبطولة الفروسية تعكس مكانة مصر كوجهة رياضية عالمية    نجم برشلونة يضع محمد صلاح على عرش الكرة الذهبية    في يومه العالمي- 5 زيوت أساسية لتخفيف أعراض الربو    مشروبات صحية يُنصح بتناولها لمرضى السرطان    وزير الاستثمار يلتقى رئيسة البنك الأوروبى لتعزيز الاستثمارات الأوروبية فى مصر    الأهلي يحيي الذكرى ال 23 لرحيل صالح سليم: الأب الروحي..لن ننساك يا مايسترو    تأجيل محاكمة نقاش قتل زوجته فى العمرانية بسبب 120 جنيها لجلسة 2 يونيو    بعد رحيله عن الأهلي.. تقارير: عرض إماراتي يغازل مارسيل كولر    نائب وزير الصحة: تحسين الخصائص السكانية ركيزة أساسية في الخطة العاجلة لتحقيق التنمية الشاملة    المخرج جون وونج سون يزور مقر مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالقاهرة    ضبط محل يبيع أجهزة ريسيفر غير مصرح بتداولها في الشرقية    جامعة كفر الشيخ تنظّم ندوة للتوعية بخطورة التنمر وأثره على الفرد والمجتمع    "الخارجية" تتابع موقف السفينة التي تقل بحارة مصريين قبالة السواحل الإماراتية    الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري    جزاءات رادعة للعاملين بمستشفى أبوكبير المركزي    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    مجلس مدينة الحسنة يواصل إزالة الآثار الناجمة عن السيول بوسط سيناء    ادعوله بالرحمة.. وصول جثمان الفنان نعيم عيسى مسجد المنارة بالإسكندرية.. مباشر    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    باكستان تتهم الهند بوقف تدفق مياه نهر تشيناب    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 6 مايو في مصر    إلغاء الرحلات الجوية بعد استهداف مطار بورتسودان بمسيرات للدعم السريع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دهشور.. حدوتة مصرية
نشر في الوادي يوم 11 - 08 - 2012


كتب - ربيع السعدني وتامر فرحات وأحمد سامي
حينما تنعدم عنك المياه والكهرباء والهواء فأنت إذن في دهشور التي صارت بلا ماء ولا هواء أو نور، فماذا يتبقى لك فى الحياة وقتها سوي العدم متمثلاُ فى ثوب مهترئ بالٍ يظن البعض انه يستر العورة رغم أنه يكشف سؤات وعورات لأناس ماتت ضمائرها وتناسوا أمال وآلام المواطنين عبر السنين.
قديما كان أجدادنا وآباءنا يقولون لكل من يدخل منا إلي الجيش لقضاء مدة الخدمة العسكرية وفترة التدريب في معسكر دهشور "خد بالك انت رايح دهشور يعني لا ميه ولا نور والأكل بالطابور ولو جالك أجازة نط من ع السور، فماذا نعرف عن هذا المكان الجغرافي الأثري الكبير.
دهشور.. تلك المنطقة الواقعة فى الجزء الجنوبي من محافظة الجيزة وعلى بعد عشرة كيلو مترات من مركزى العياط والبدرشين وتقع فى منتصف كلا من المنشية والسبيل، في حين ان معسكر الجيش يوجد على بعد خمسة كيلو مترات من القرية، حيث يبدأ من الجيزة إلى الفيوم وأطلق عليه معسكر دهشور.
ثلاثون الف نسمة هى اجمالي المساحة الكلية لسكان القرية التى لا يتراوح عدد المسيحيين فيها الألف قبطى بما يمثل نسبة 1% من عدد مسلمى القرية، يمتلك فيها الأقباط أكبر مخزن للمياة الغازية للتجارة والتوزيع فى محافظة الجيزة... مخزن عماد عريان وشقيقه منصور.
ذلك المخزن الذى تم إنشاؤه منذ عشر سنوات علي أطراف القرية ليخدم عشرات الأسر المسلمة من سواقين وعمال وأمناء مخازن ومحاسبين.
وهذا ما أكده سعد عبدالشافى فرج 34 عاماً، أمين عام المخزن الذى إستنكر الأحداث الأخيرة بالقرية بين المكوجي المسيحي "سامي سامح يوسف" وأحمد ضاهر وأسفرت عن مقتل معاذ حسب الله حرقا بالمولوتوف بعد محاولاته التهدأة، خاصة بعد تفاقم الأحداث التى يصفها البعض زوراً بالطائفية – رغم أنها مجرد أحداث عادية تحدث يومياً فى مختلف القرى المصرية ولكن الاعلام لعب الدور الأكبر فى إشعال نار الفتنه بين الطرفين.
ومن جانبه أكد منصور العريان، صاحب المخزن أنه لم يكن يتوقع ذلك الهجوم الإسلامى على بيوت ومحلات وأعمال المسيحيين التجارية بالقرية رغم طول العشرة القديمة فيما بينهم على مدار السنوات الماضية، فضلاً عن تعيينه أكثر من ثلاثين عاملاً مسلماً بالمخزن الخاص به دوناً عن أقرانه من الأقباط.
وأضاف العريان أنه لم يقترف ذنباً أو خطيئة فى حق إخوانه المسلمين الذين لا يستأمن سواهم على أمواله وتجارته.
وقد أسفرت الأحداث الأخيرة عن مجموعة من التلفيات الهائلة بالمخزن فى المبنى الإدارى والمكاتب وأجهزة الكمبيوتر والخزينة وما يقرب من 20 ثلاجة بيبسى تم تكسيرهم بخسائر أولية تجاوزت الثلاثة ملايين جنيهاً.
المصنع الوحيد بالقرية.. يمتلكه مسيحيون بعمالة مسلمة
فى البداية توجهنا إلى مخزن عماد العريان للمواد الغازية للتجارة والتوزيع الذى كان أشبة بالثكنة العسكرية المكتوب عليها "ممنوع الإقتراب أو التصوير" فى ظل تزايد عدد قوات وحدات الأمن المحيطة بالمكان وسيارة مطافى واحدة لما يزيد عن عشرة ايام فى هذا الموقع.
وحاولنا الإقتراب أكثر من الجنود للوقوف على ذلك التواجد الأمنى الكثيف الذى وصل إلى نحو 30 مجند، يقضون جل دورياتهم فى الحراسة، مؤكدين على المعاملة الكريمة من قبل أهالى القرية الطيبين الذين لم يبخلوا عنهم بطعام ولا شراب، فضلاً عن الروح الخفيفة التى تسود بين المواطنين مسلمين أو مسيحيين.
- عائلات القرية
وعن أشهر العائلات حدثنا الحاج إبراهيم عباس ابو منسى، عمدة القرية، قائلاً "هناك عائلات المنسى وأبو همام وحنبولى وأبو خليفة وفرج وأبو راتب وحمودة وفرحات وأبو شيشة وأبو طه وهليل".
وفى المقابل توجد عائلات قبطية شهيرة ومنها "عريان، جرجس، نصير، عدلى عزيز، ملاك موسى، سامى يوسف، ميخائيل ، سعيد موسى" مضيفاً أن سعيد موسى كان يُضرب به المثل في الوحدة الوطنية حينما كان يشغل إذاعة القرآن فى منزله ومحل عمله علي مدار اليوم.
- مستشفيات دهشور
فاطمة عاشور، إحدى الممرضات فى مستشفى النور التخصصى للنساء والتوليد للدكتور محمد حسن مأمون ذكرت أنه لا يوجد مستشفيات أخري بالقرية سوى الجمعية الشرعية، الشاملة لكافة التخصصات الطبية، فضلاً عن وجود العديد من العيادات الخاصة المتفرقة بالقرية ما بين صدر وجراحة وعظام وأسنان وأطفال بالإضافة إلي المستشفي العام بالبدرشين وسط تزايد معدلات الإصابة بأمراض الكبد والفشل الكلوي بنسبة كبيرة بين أهالي القرية.
- الزراعة في خطر
"البلد من ساعة المظاهرات والقرف زائد والحكومة لا تهتم وطول حياتنا وإحنا عايشين فى هم وغم وبهدلة ولا فيه مسئول واحد بيعتل همنا".. كلمات جاءت على لسان حسن محمد أحمد- أحد فلاحى القرية– الذى أخذ يشكو من إنعدام الضمير لدى المواطن المصرى بعد الثورة فى ظل حالة الإنفلات الاخلاقي والغزو السكانى على الأراضى الزراعية وغياب الرقابة المجتمعية عليها.
500 فدان زراعى إجمالى المساحة المزروعة فى دهشور صارت ضائعة بين التجريف والتبوير بفضل ذلك الأخطبوط السكانى من ناحية، وإنقطاع المياه عن الترعة الرئيسية بالقرية منذ ما يزيد عن شهر تقريباً من ناحية أخرى مع إرتفاع جنوني في أسعار الأسمدة والمواد الكيماوية.
الأمر الذى يدفع المزراعون نحو الرى من مصرف ترعة المريوطية "للصرف الصحى" فى أغلب الأوقات على مدار الموسم الزراعى وهو ما يهدد حياة المواطنين بالإصابة بأمراض الفشل الكلوى والكبد الوبائى نتيجة الرى بمياة المجارى.
ومن جانبه طالب أنور سيد المليجى، فلاح بشق ترعة جديدة بدلا من الترعة الوحيدة بالقرية التى تخدم نحو 500 فدان وتمتد من الدمنياوية مروراً بترعة بهبيت وصولاً إلى الشوبك ليصل أجمالى طولها نحو 15 كيلو متر.
- بيوت الله في دهشور
وعن أبرز مساجد القرية يحدثنا محمد عبدالرازق شلتوت إمام مسجد النور فيؤكد أنه يوجد عدد لا بأس به من المساجد فى دهشور كما هو الحال في كافة أنحاء الجمهورية، لعل أبرزها مساجد : الوحدة، النور، الهدى، السنية، سيدى إبراهيم، بن عيسى، التوحى، الدعوة، الرحمن، لطيفة".
وفى المقابل توجد كنيسة واحدة بالقرية "مارى جرجس" حيث تم تأسيسها منذ 10 سنوات على أنقاض جمعية أحمد أبو عياد "دار مناسبات".
وقال "شلتوت" إن النظام القديم كان يعين فى كل مسجد ثلاثة أشخاص "الإمام – المؤذن – العامل" أحدهم كان يعمل مرشداً لأمن الدولة فى الوقت الذى كانت تترك فيه الدولة الرقابة أو الإشراف على الكنيسة علي حد قوله.
فيما اشار سعد فرج، عضو المجلس المحلي السابق عن الحزب الوطني المنحل إلى أنه رغم إرتفاع نسبة التعليم بدهشور إلا أن معدلات البطالة فيها مخيفة وفى تزايد مستمر نتيجة ضعف المستوي التعليمي والكثافة الطلابية الزائدة في الفصول.
وفي المقابل نري انخفاض شديد في نسبة التعيين فى الوظائف الحكومية لتصل إلى 20% وهو ما يدفع العديد من هؤلاء الشباب خريجى الجامعات والمؤهلات العليا للعمل فى المهن الحرفية، على دراعتهم حسبما يقول.
وأكد العمدة ابراهيم عباس أبو منسى أن الإعلام المصرى يعانى من مساوئ عديدة حيث يسعى دائماً نحو تصوير الأشياء بصورة سلبية من أجل خلق مزيد من الأزمات الشائكة بدلاً من المساهمة في حلها، مشيراً إلى تزايد نسبة الأمية فى القرية بنسبة 50% من سكانها نتيجة ضعف الآداء التعليمى فى المدارس، فضلاً عن الكثافة السكانية الزائدة فى الفصول.
- نقص المدارس وراء ارتفاع نسبة الأمية
وهناك أربعة مدارس إبتدائية وإعدادية بدهشور بداية من مدارس "السلام، دهشور والزاوية والشهيد السعدى الإعدادية" ومركز شباب وحيد بالقرية منذ ما يقرب من 15 عاماً ويقوم على إدارته المحامى سعد فرج، عضو المجلس المحلى عن الحزب الوطنى المنحل.
- جمعيات دهشور الأهلية والخاصة
ومن أبرز الجمعيات الأهلية والخيرية بالقرية توجد الجمعية الشرعية والمرؤة والمودة التابعة للإخوان المسلمين تحت مسمى "جمعية المساعدات والخدمات الدينية المشهرة برقم 1256 لسنه 96، وجمعية رسالة والمستقبل واخيرا جمعية التنمية المحلية بدهشور.
- 5 آلاف عاطل سنويا
محمد حمدين 25 عاماً، خريج تجارة منذ سنتين ويعمل حاليا فى إحدى الشركات السياحىة بشرم الشيخ كل همه فى الحياة أن يتزوج ويجد الوظيفة التى تناسبة ولكنه ما زال يبحث عنها حتي الآن.
ويشير "حمدين" إلى أن معظم شباب الخريجين بالقرية يقضون جل أوقاتهم فى مركز الشباب أو على المقاهى والنواصى والطرقات نتيجة البطالة التى تعانى منها "دهشور" مثل باقى القرى والمراكز المصرية الأمر الذى يدفع نحو 5 ألاف شاب للمعاناة سنوياً بعد خمسة عشرة عاماً من التعليم في ايجاد وظيفة عمل مناسبة.
- معالم دهشور الخمس السياحية
أثار دهشور.. تقع علي بعد حوالي 10 كيلومترات جنوب سقارة وتوجد بها مجموعة من الأهرامات أهمها : هرم دهشور الشمالي ويبلغ طول الضلع في قاعدته 220 متراً وارتفاعه 99 متراً وقد كانت جبانة منذ الأسرة الرابعة حيث بني فيها الملك سنفرو اثنين من أهراماته الثلاث، وهما الهرم المنحني والهرم الأحمر، وقد كان الأخير أول هرم كامل في مصر.
وفي الدولة الوسطى قام بعض ملوك الأسرة الثانية عشرة، وهما أمنمحات الثاني، وسنوسرت الثالث، وأمنمحات الثالث بتشييد أهراماتهم هناك.
فى هذا المكان شيد الملك ( سنفرو) أول فراعنة الأسرة الرابعة مجموعته الهرمية، كما أسس أسرة ملكية جديدة، وقد تزوج الملكة (حتب حورس) التي عُثر عن أثاثها الجنائزي المعروض حاليا بالمتحف المصري فى بئر بجوار هرم ابنها (خوفو) صاحب الهرم الأكبر بالجيزة .
وهرم سنفرو الشمالي هو أقدم الأهرام الذي اتخذ الشكل الهرمي الكامل وقد تم تشيده من الحجر الجيري وبني على شكل مصطبة بسيطة ذات قاعدة مربعه حتى بلغ سبع مصاطب، وقد زال هذا الآن كما لم يتبق منة غير ثلاث مصاطب ويبلغ طول كل ضلع من أضلاعه من القاعدة نحو220 مترا أي أنة يقل فقط عشرة أمتار عن طول هرم خوفو كما يبلغ ارتفاعه 99 مترا.
والهرم الجنوبي الذى يطلق علية الهرم المنحنى الذي يقع على مسافة كيلومترات جنوبي الهرم الشمالى ولذا سمي بالهرم الجنوبي وهو مشيد من الحجر الجيري المحلى وله كساء من الحجر الجيري الأبيض والهرم مربع القاعدة وطول كل ضلع من اضلاعة 188.60 مترا وارتفاعه 101.15 مترا.
وبفضل تلك الاثار الفرعونية العريقة صارت دهشور موقع هام من مواقع التراث العالمى التابعه لمنظمة اليونيسكو منذ عام 1979.
- الوحدة المحلية والصحية بدهشور
الجدير بالذكر أنه تم إنشاء الوحدة الصحية بدهشور "صحة المرأة" فى العشرين من أكتوبر لعام 2001 فى عهد الرئيس المخلوع "مبارك" والمستشار محمود أبو الليل محافظ الجيزة.
ويؤكد عاشور عطية، الإدارى بالوحدة أنها الجهة الصحية الوحيدة بالقرية التى تلجأ إليها مئات المرضى شهرياً، خاصة المرأة القروية.
وفى المقابل وعند مدخل دهشور بجوار ترعة المريوطية تقع الوحدة المحلية التى أنشئت فى عهد الرئيس السابق "حسني مبارك" وتحديداً فى الأول من أبريل لعام 1996 فى حضور الدكتور عبدالرحيم شحاته محافظ الجيزة.
وتضم الوحدة المحلية لقرية دهشور كلاً من مزغونة والزاوية ومنشأة كاسب ومنشأة دهشور.
- أزمات ومشاكل دهشور
كباقي القري المصرية.. غارقة في الأزمات والهموم وتاني من نقص الخدمات الضرورية للحياة من الألف إلي الياء تواجه القرية السياحية المطرودة من جنة الحكومة، حسبما يروي محمد إبراهيم، عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب الحرية والعدالة الذى أكد أن الزراعة أصبحت شبه معدومة فى القرية، نتيجة نقص حصة دهشور فى المياة وجفاف الترعة الرئيسية بها طوال أيام السنة.
وأضاف أن الفلاحين يعتمدون على مياة المجارى والصرف الصحى فى رى المحاصيل الزراعية، فضلاً عن حالة الإنفلات الأخلاقى الذى تعانى منه القرية بعد كمية المباني التى إلتهمت التربة والأرض الزراعية بشكل كبير ومخيف في الوقت ذاته.
وايضا هناك قضية هجرة صنايعية دهشور إلي المملكة العربية السعودية وليبيا سواء عن طريق شرعي او تهريب وهو ما يكلفهم أرواحهم في كثير من الأحيان نتيجة البحث عن لقمة العيش بدلا من تغميسها بالذل في بلادهم.
هكذا هو لسان حالهم، فضلا عن أزمات الغاز التي كانت تعاني منها القرية علي مدار سنوات عديدة قبل انشاء مستودع غاز بها ومنح ترخيص خاص ل"محمد شحاته همام"، أمين الحزب الوطني المنحل بالبدرشين رغم أنه كان من أكبر تجار بيع الغاز في السوق السوداء وحينما حاول "همام" استغلال الأهالي وتوزيع الغاز المدعم علي أصدقائه القدامي من التجار تدخلت اللجان الشعبية بدهشور لحل الأزمة وتولت إدارة المستودع الذي تم انشاؤه وسط البيوت حتي تم حل مشكلة المواطنين مع أنابيب البوتاجاز.
كما قامت اللجنة الشعبية أيضا بتولي قضية الخبز وتوزيعه علي البيوت بالكوبونات بعد الإصرار الكبير من قبل "الصعيدي" علي احتكار التوزيع والبيع وكانت تلك اللجان مشكلة من "سيد ابو عياد وصلاح فخري ومحمود عطية".
- وطارت منحة ال50 مليون دولار
وعلي صعيد أخر منحت جمعية "كاريتاس" الإيطالية القرية خمسين مليون دولار لتطوير وتجميل طريق المريوطية السياحي الذي تم انشاؤه في عام 1984 كطريق سياحي رئيسي لدهشور، الممتد من سقارة حتي برنشط، ذلك الطريق الذي يشهد أكبر نسبة حوادث بالجيزة حيث لا يمر يوما بدون وقوع حادثة ولكن المنحة طارت وتبخرت حسبما يروي سيد أبو عياد.
ومن جانبه أوضح إبراهيم ربيع، مديرالوحدة المحلية بالقرية أن المعدات المتوفرة بدهشور غير كافية على الإطلاق للنهوض بزقاق وليس قرية بحجم دهشور بالإضافة إلى بطء الإجراءات التنفيذية والتحركات الحكومية تجاه الأزمات التى تواجه القرية وغياب الرقابة وآليات المحاسبة والعقاب.
وأفاد "ربيع" أن البلدة ينقصها الكثير من الخدمات الاساسية بدءا بمحطتي مياة وكهرباء وشبكة للصرف الصحي وحل عاجل وجذري مدروس لأزمة القمامة المنتشرة في كل شوارع القرية وتحاصر الوحدة المحلية ذاتها بروائحها الكريهة.
- موالد دهشور من الشهيد لابي درع
تمتاز دهشور كغيرها من البقاع المصرية بعشق أولياء الله الصالحين وإقامة الموالد والأضرحة لهم تخليداً لذكراهم الشريفة العطرة ومن أشهر تلك الموالد..
مولد الشهداء نسبة إلي محمد صلاح السعدى أو ما يعرف بمولد "سيدى سيعيد" ولصاحب هذا الضريح قصة كفاح طويلة تستحق الوقوف عندها، حيث أن ذلك الضابط كان يشغل وكيلاً لوزير التربية والتعليم ونقيب معلمى الجيزة .
ومن ضمن الأمنيين المسئولين عن تأمين الدير البحرى "معبد حتشبسوت"، فى أحداث الأقصر (97) التى راح ضحيتها عشرات السياح وتم على أثرها إقالة وزير الداخلية الأسبق اللواء حسن الألفي، فيما عُرف ب"مذبحة الأقصر والهجوم الإرهابي الذي تعرضت له في السابع عشر من نوفمبر وأسفر عن مقتل نحو 58 سائحا.
ذلك الرائد تم قتلة فى حاجث مرورى بعد الحادثة بيومين وحتى لا يكشف أسرار الواقعة أمام النيابة وتخليداً لذكراه تم إنشاء مدرسة الشهيد السعدى الإعدادية التى تحولت فيما بعد إلى مدرسة دهشور.
كما تم تغيير اسم المولد إلى مولد سيدى سيعيد نسبة إلى الشيخ سعيد أبو مسلم الذى تم أحراق ضريحه من قبل أحد السلفيين منذ شهرين تقريباً.
وبعد الثورة تم إلغاء مراسم الإحتفال بذلك المولد تماماً بعد أن كان يجرى الإحتفال به فى الخامس عشر من أبريل من كل عام.
وايضا من ضمن الموالد التى كانت تشهدها القرية قبل الثورة بشكل دورى.. مولد سيدى درع، ويتم الإحتفال به فى الثامن من أبريل (قبل مولد سيدى سيعيد) بأسبوع ويوجد ضريحه أمام منزل كل من سامح سامى يوسف، الذى تم طرده خارج دهشور إثر إلقاءه المولوتوف على الشاب المسلم معاذ حسب الله ويقول أكثر من شاهد بالقرية أن أصول سيدى درع مسيحية من الأساس.
- آل الصعيدي.. محتكري العيش في دهشور
ويوجد بالقرية ثلاث افران موزعة ما بين (ألى / نصف ألى) لصلاح الصعيدى وأبن عمه هشام إبراهيم الصعيدى وأشرف صادق منسى.
وعن عائلة الصعيدى حدثنا عبدالناصر حسن سالم الشهير ب"ناصر العقيد" فنى كهرباء فى شركة الحديد والصلب، فيقول إنهم مهجرين من إحدى محافظات الصعيد ووافدين على القرية من سنوات قريبة ومع ذلك يحتكرون أفران الخبز وتوزيعه والإتجار به في السوق السوداء.
- فتنة القميص ليست الأولي
ويرى "العقيد" أن واقعة الفتنة الطائفية التى كانت حديث الرأى العام والشارع المصرى خلال العشرة أيام الأخيرة لم تكن الأولى من نوعها فى دهشور، بل سبقتها أحداث ووقائع أخرى مماثلة ولكن معظم تلك المشاكل كان يتم السيطرة عليها وإحتوائها.
وأخرها مثلاً ما حدث فيما بينه وبين نفس الشاب المسيحى "سامح المكوجى" بسبب كثرة الخلافات والمشادات التى كانت تقع من جانب الأخير تجاه أبناءه وجيرانه، فكان يرميهم بالمياة القذرة من أعلي بيته ويتهم الحاج أمين عبدالمقصود، جاره بأنه من الكفار، فضلاً عن محاولاته تكرار فعلته الأخيرة والإعتداء علية بمياه المكواه الساخنة فما كان منه إلا أن انتزعها منه وحطمها.
واتهم "العقير" والدة ذلك الشاب بزرع الكراهية بداخله وشقيقه ضد المسلمين وتحريضهم بالإعتداء عليهم .
ويعد "شعبان حدوقه" أشهر مخبري القرية الذين كانوا يكتبون تقارير أمنية علي أهلهم وناسهم بالقرية لمجرد أن توجهاتهم اسلامية "اخوانية" بصفة خاصة.
وتلعب تجارة الآثار الدور الأكبر في ثراء معظم عائلات القرية، خاصة أن جبل دهشور علي بعد خطوات من القرية وثري بالأثار ويتم التنقيب من خلاله عن الكنوز الأثرية والفرعونية وتهريبها للخارج مقابل دولارات معدودة سمسرة.
- "الصاغة".. تجارة الأقباط الأولي والبصل.. تجارة دهشور الأولي.
ومن أكثر الأعمال التجارية التي يمارسها الأقباط في دهشور "الذهب" والتي تشتهر بها عائلات "أيوب والعريان والديناوي" بالإضافة إلي ممارسة البعض الحرف الصناعية كالنجارة والخياطة والميكانيكا.
ومن أكثر المزروعات والمحاصيل الزراعية التى تمتاز بها القرية.. البصل الذى تشتهر به عائلة أبو خليل ويتم تصديرة سنوياً للخارج.
- أم جمعة تعشق المخلوع وتكره الرئيس
ومن أمام مؤسسة الزكاة بمسجد "لطيفة" كانت تفرش الست عايدة محمد برعي، الشهيرة بام جمعه .. ذات الخمس وستين عاما، بضاعتها وخضرواتها وطماطمها علي ناصية الطريق منذ السادسة صباحا وحتي السادسة مساءا من أجل الانفاق علي أبنائها الخمس بعد وفاة والدهم منذ ما يقرب من اثنتي وعشرين عاما .
وتقول "أم جمعه" أنها تعشق الرئيس المخلوع "حسني مبارك" لأنه حسبما تروي "غلبان ومعملش حاجة وحشة في حد وطول عمره في حاله ومشغل البلد تمام وكافيها م الحروب مع اسرائيل وبيعمل الخير للناس كلها ومنه لله بن الحرام اللي شاله م القصر وجاب مرسي مكانه".
هكذا كانت "دهشور" .. وهؤلاء هم أهلها وتلك هي طبيعة حياتهم اليومية التي تشبه كثيرا جُل قري ونجوع مصر، بأمالها وآلامها وأفراحها وأتراحها وعمالها وشبابها بمخبريها وناشطيها الذين يريدونها أن ترجع قريتهم من جديد إلي دهشور.. مدينة النور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.