كتب - رضا صلاح الدين وهبة الشافعى قوائم الانتظار في المستشفيات الحكومية مثل صارخ على إهانة المصري في وطنه، غالبا ما تكون هذه القوائم بداية النهاية والسفر للآخرة، بعد أن ينتظر المريض كثيرا لاجراء جراحة ما، دون أن يصبه الدور والاغرب أن مبررات إدارة المستشفيات تكون فى الغالب باردة مرددة أن "ان وزارة الصحة لا تتعاون معهم ولا ترسل الاجهزة الطبية اللازمة للجراحات أو أن الطبيب الاستشارى الكبير لا يوجد لديه مواعيد لأكثر من 5 مرضى كل أسبوع في حين تضم قائمة الانتظار مئات المرضي". واقع الامر أن شريحة كبيرة من المواطنين ليس أمامهم إلا المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة لتلقى العلاج بالمجان أو بأسعار فى متناولهم، حيث يضطر المريض ل"الدوران" من مستشفى لآخر بسبب "عدم توافر الأسرة"، يتبع ذلك أيام وربما أسابيع وأشهر على قوائم الانتظار المرير لإجراء الكشف ناهيك عن إجراء جراحة، وحين يأتى عليه الدور يفاجأ بقائمة طويلة من المشتريات التى أقلها القطن، وأكياس الدم أيضاً، وهذا لا يقتصر علي مستشفي القصر العينى فقط وإنما يشمل أغلب المؤسسات العلاجية الحكومية على مستوى الجمهورية وبالتحديد تلك التى تقدم خدماتها بالمجان أو بأسعار رمزية. المشكلات التي تواجه القصر العينى هى نفس المشكلات التي تواجه المستشفيات الميري الاخرى وإن كان أسخنها المشاكل المادية وهنا نشير أن الميزانية المخصصة للقصر العينى سنويا لا تغطي سوي 50% أو 60% من حجم احتياجات المستشفي سنويا بينما النسبة الباقية تغطيها التبرعات. اضافة الي نقص عمال النظافة داخل المستشفي ونقص امكانيات العناية المركزة بكافة تجهيزاتها اضافة الى تراكم اعداد المرضي الذين يحتاجون إلي إجراء جراحة القلب المفتوح، وبالاقارم نشير إلى مستشفي قصر العيني حيث يضم 24 سرير رعاية مركزة للمخ والأعصاب وإصابات الرأس ويتردد عليه حوالي 15 مريضا يوميا في الوقت الذي تستلزم الحالة بقاء المريض داخل العناية لمدة 6 إلي 10 أيام. المشكلة أصعب بالنسبة ل"قوائم الانتظار" في قسم العظام التي تضم 30 مريضا يوميا، وتتزايد في الأعياد والمناسبات إلي 60 80 حلة يوميا. وبالرغم من المشاكل العديدة التى يتعرض لها قسم القلب بالقصر العينى الا ان مصادرنا من داخل المستشفى أكدت أنه يتم اجراء 10 عمليات اسبوعيا وأكدوا أيضا أن المستشفيات الحكومية تعاني من عدم قدرتها على زيادة عدد الجراحات التى تجريها لنقص الامكانيات المادية، وأوضحوا ان القسم الذى يضم ثلاث وحدات عمليات وغرفتى رعاية مركزة يبلغ عدد الاسرة فيها 60 سريرا وتلقي المستشفي ب80 % من التكاليف على المريض ولا يتلقى اي تبرعات من اى جهة فى مصر وبالرغم من الدعم المادى لوزارة الصحة وهيئة التأمين الصحى الا انه غير كاف خاصة فى ظل ضرورة التوسع فى إجراء المزيد من الجراحات لإنقاذ اكبر عدد ممكن منهم. ومن داخل قسم القلب والامراض المتوطنة "امراض الكبد" قالت السيدة "فايزة ابراهيم" أن ابنتها فتاة صغيرة عمرها (12 سنة) مشكلتها ظهرت عندما كان عمرها ثلاث سنوات حيث اصيبت بارتفاع فى درجة الحرارة، ولكن الطبيب الذى وقع الكشف عليها نصح الام بضرورة اجراء فحوصات علي القلب وهناك اكتشفت الام وجود غشاء تحت عضلة القلب وكان حجمه صغيرا ونصحها الطبيب بالمتابعة المستمرة ومنذ ستة اشهر اكد لها طبيب ضرورة إجراء جراحة لان الغشاء الموجود تحت عضلة القلب يزداد حجمة ومن المنتظر اجراء عملية في الايام المقبلة الا انها في انتظار تبرعات لان العملية تكلفتها باهظة وهى لا تقدر تحملها. وقال خلف حسن 64 سنة متزوج ولدية 7 اولاد عامل باليومية، انه مريض بالقلب وكان يعاني من نوبات متكررة وحالات اغماء مستمر منذ عامين تقريبا ومنذ عام اكتشف مرضه بعد ان اجرى بعض الاشاعات علي القلب بانه لديه صمام بالقلب وتم تحويله الي القصر العينى وتم حجزه 15 يوم ثم خرج بامر من المستشفي لعدم وجود امكانيات لديهم وبعد فترة عاد اليهم ولكن بعد انغلاق صمام اخر في القلب نتيجة الاهمال وعدم العناية بمرضه واكد الاطباء انه يحتاج الي عملية وتكلفتها 200 الف جنيه وتم حجزه بالمستشفي الا ان تبرع له احد الاشخاص بالمبلغ وهو في انتظار اجراء العملية. عبدالحليم محمد علي 42 سنة من المنصورة فلاح متزوج ولديه 3 اولاد مصاب بتضخم في الشريان الاورطى ظهر مرضه وهو في سن 14 عام نتيجة البلهارسيا يتردد علي مستشفي القصر العينى للحجز واكد له الاطباء انه بحاجة الي عملية جراحية تكلفتها عالية ونسبة نجاحها قليل وهو لم يقدر علي ثمنها خاصة انه بعد مرضة لم يعد يقدر علي العمل نظرا لظروفه الصحية واضطر ان يخرج اولاده من التعليم لمساعدته علي اعباء الحياة . وقال حسنين ابراهيم ابنه مريض بالقلب 17 سنة انه كان يحتاج الي توسيع بالون في القلب ولم يقدر علي استكمال تعليمه نظرا لظروفه الصحية واضاف العملية تحتاج الي 30 الف جنيه تم حجز ابنه في المستشفي حتى تلقي تبرعات ساعدته علي اجراء العملية الجراحية وهو في انتظار الخروج بعد اسبوع من المستشفي. كمال علي احمد 35 سنة متزوج ولدية 4 اولاد يعمل فلاح قال إنه اجري عملية صمام في القلب منذ 3 سنوات ظهر نتيجة مكروب في الدم وبعد اجراء العملية بقترة تكررت اعراض المرض تتكرر مرة اخري مما ادى الي حدوث شلل نصفي ونتيجة التهاب في الصمام ومكروب في الدم وهو مازال محجوز بالمستشفي ولم يكرر الاطباء الي الان كيف سيكون مصيره. الدكتور نادر حسن النائب الاول لمدير مستشفى الصدر بالجيزة أكد لنا ان قوائم انتظار المرضى لا يزيد عددهم عن 7 مرضى فى قسم الجراحات وهى غالباً ليست من نوع الجراحات الخطيرة مثل جراحات اورام الرئة والمرىء او استئصال فص بالرئة. وأشار نادر الى أن المستشفيات الحكومية تعانى من نقص فى عدد الاستشاريين المتخصصين فى جراحات الصدر لذلك يتم التعاقد مع اساتذة من الجامعات المصرية وعلى رأسها جامعة القاهرة (القصر العينى) لإجراء جراحتين كل أسبوع يصل مدة الجراحة الواحدة 4 ساعات على الأقل وتابع نادر، واذا رفض المريض الانتظار فمن السهل تحويله لمستشفى حكومى آخر لا يكون بها قوائم انتظار طويله ولكنه يقنع بأن مدة الانتظار لا تزيد عن 10 أيام فقط فيظل معنا حتى نجرى الجراحة له. ويقول نادر: عادة ما يتم خروج يومى للمرضى وبالتالى يكون هناك أسرة خالية للمرضى بصفة مستمرة تمنع تواجد قوائم انتظار طويلة حيث يوجد بالمستشفى حوالى 630 سرير، أما عن الحالات الحرجة العاجلة بحسب نادر، فهى أيضاً لا تدخل قوائم الانتظار لأنها تدخل عمليات من قسم الطوارىء الذى يوجد به 8 أسرة فى الاستقبال حريمى ورجالى لافتا إلى أن هذه النوعية من الجراحات لا تشكل خطورة على حياة المرضى مثل بلع طفلة لدبوس أو شىء سميك هنا تدخل هذه الطفلة لقسم الطوارىء ويجرى لها جراحة عاجلة وتخرج فى ذات اليوم أو اليوم التالى على الأكثر. وأكد الدكتور نادر بأن مستشفى الصدر تعانى من نقص شديد فى الصيانة للأجهزة الطبية والمبانى وطالما طالب وزارة الصحة بسرعة الاصلاحات دون جدوى، موضحا أن الصيانة تسبب ازمة كبيرة فى سرعة اجراء الجراحات وكى يتخطى هذه الازمة فقد فتحت ادارة المستشفى الباب لقبول التبرعات العينية من اجهزة ومستلزمات طبية وبعض الادوية والبطاطين والملايات. واشار نادر الى أن الأطباء عانوا بعد الثورة وكان بالطو الطبيب الابيض وراء سبهم والاساءة لهم وخاصة من مرضى الرعاية المركزة وذويهم حيث ان عدد الأسرة لا تزيد عن أربعة سرائر مما يغضب أهالى المرضى ويجعلهم يتشاجرون معهم حتى يدخلوا مرضاهم الرعاية المركزة بالقوة ويطالبوهم بطرد أحد المرضى بالداخل للشارع حتى يضعوا مريضهم مكانه وهذا الامر جعله يرفض منصب مدير المستشفى مرة اخرى بعد الثورة.