قال الدكتور محمد أحمد مراد، مدير معهد القلب، فى حواره ل«المصرى اليوم» إن إدارة المعهد تسعى لوضع خطط مستقبلية ليكون الحجز للكشف فى المعهد عن طريق التليفون أو عبر موقع خاص على شبكة الإنترنت، فى محاولة للقضاء على الازدحام الذى يشهده المعهد يوميًا من المواطنين، تفاصيل الحوار فى السطور التالية: ■ كم مريضًا يترددون على المعهد يوميًا؟ - تستقبل العيادات الخارجية فى المعهد يوميًا نحو 1400 مريض، منهم 1000 من المترددين لمتابعة حالتهم الصحية، أو للكشف لأول مرة، فيما تستقبل وحدة الاستقبال ما يقرب من 400 مريض يوميًا، ولدينا 9 غرف للعمليات تُجرى بها نحو 2000 عملية جراحة قلب مفتوح سنويًا، وهناك خطة لزيادة هذا العدد إلى 3 آلاف عملية، أما غرف القسطرة فيبلغ عددها 4 غرف، يُجرى بها 12 ألف عملية، ما بين توسيع شريان وتركيب دعامات سنويًا، ونسعى لإضافة غرفتين أخريين لاستيعاب الأعداد المتوافدة على المعهد، ويحتوى المعهد على 460 سريرًا، منها 120 فى غرف العناية المركزة. ■ ما تفسيرك لتكدس المرضى فى طرقات المعهد وأمام العيادات؟ - مساحة المعهد لا تتناسب مع أعداد المرضى الذين يتوافدون عليه يوميًا، حيث يقع فى منطقة سكنية، وغير قابل للتوسع الجغرافى، سواء أفقيًا أو رأسيًا لالتزامنا بارتفاع المبانى السكنية فى المنطقة، لذلك يتكدس المرضى أمام العيادات، وحاولنا التغلب على المشكلة بافتتاح مراكز لعلاج أمراض القلب فى الأقاليم، يشرف على العلاج فيها أطباء أكفاء من المعهد ومن مستشفى قصر العينى، لكن ثقافة بعض المرضى تجعلهم يصرون على المجىء من المحافظات لتلقى العلاج فى المعهد القومى، كما أننا نقلنا عيادات النساء الخارجية إلى مستشفى العجوزة، لتخفيف الزحام، وسيتم تخصيص جزء كامل لمعهد القلب فى المستشفى، بعد انتهاء أعمال التطوير به، وخصصنا ساعات زمنية لاستقبال المرضى المتوافدين على المعهد، ففى الفترة من 9 صباحًا حتى 12 ظهرًا نستقبل المرضى المترددين لمتابعة حالتهم الصحية، ومن الساعة 12 حتى الواحدة نستقبل المرضى الجدد والذين يمثلون 30٪ من إجمالى المرضى المترددين على المعهد يوميًا، وهناك خطط لتخصيص خطوط تليفون لحجز الكشف هاتفيًا، أو عبر شبكة الإنترنت. ■ يستنكر بعض المرضى اشتراط المعهد حصولهم على تحويل مسبق من قبل أى جهة طبية لتوقيع الكشف الطبى عليهم، وكذلك إجبارهم على التبرع بكميات كبيرة من الدم قبل إجراء الجراحات، فما تعليقك؟ - بالنسبة لمشكلة التبرع بالدم فهى موجودة فى جميع المستشفيات الحكومية، لوجود نقص شديد فى الدم على مستوى الجمهورية، وبالنسبة لمسألة اشتراط تحويل أى جهة طبية المريض للمعهد قبل توقيع الكشف الطبى المبدئى عليه، فذلك كى نتأكد من أن المريض يعانى فعليًا من مشكلة فى القلب، لأننا لو فتحنا الباب أمام المرضى لإجراء هذا الكشف الأولى الذى قد يثبت عدم حاجة المريض للمعهد، فسوف نستقبل أعدادًا طائلة، لن يستوعبها المعهد على الإطلاق، وتخفيفًا على المرضى يقبل المعهد الحالات المحولة من أى جهة طبية، سواء كانت مستشفى حكوميًا، أو عيادة خاصة يختارها المريض، حتى لا نشق عليهم. ■ بعض المرضى يتهمون بعض الأطباء والتمريض بسوء معاملتهم، كما يشكون من مساومة بعض الموظفون لهم على دفع رشاوى للحصول على خدمات المعهد فى وقت قصير.. ما تعليقك؟ - لن أنكر إساءة بعض الأطباء أو الممرضين معاملة المرضى، بسبب زيادة أعداد المرضى التى تفوق طاقتهم، فلدينا ضعف فى قوة التمريض والأطباء الموجودة حاليًا، بسبب ضيق المساحة اللازمة لتشغيلهم، وعدم توافر تكلفة التشغيل، فالطبيب الواحد يوقع الكشف الطبى على ما يقرب من 50 مريضًا خلال ساعتين، ولا مجال لأن يأخذ المريض من وقته أكثر من دقيقتين، على الرغم من أن الحد الأدنى لتبادل الحوار بين المريض والطبيب لابد ألا يقل عن 15 دقيقة، لكن كل هذه الأسباب لا يمكن اعتبارها شماعة لتعليق الأخطاء عليها، لذلك نتعامل بكل حزم مع أى شكوى تقدم من المرضى، شريطة أن تكون موثقة ومكتوبة وليست شفهية، كى تأخذ مجراها الصحيح فى التحقيقات المتبعة، لكننا فى أغلب الأحوال نفاجأ بتراجع أغلب المرضى عن تقديم شكاواهم عندما نطالبهم بكتابتها، وبالنسبة لموارد المعهد المالية فجميعها مدونة فى الكشوفات وتخضع لرقابة إدارية مشددة. ■ ما متوسط الفترة الزمنية لقوائم انتظار المرضى حاليًا سواء لإجراء عمليات القلب المفتوح أو القسطرة أو الفحوصات الطبية؟ - تراجعت قوائم انتظار المرضى لإجراء العمليات أو الفحوصات الآن بشدة، حيث بلغت أقصى مدة انتظار لإجراء جراحة القلب المفتوح 5 أشهر، أما القسطرة فتستغرق بضعة أسابيع، وتبادر إدارة المعهد بالاتصال تليفونيًا مرتين ثم إرسال خطاب بريدى للمريض فى حالة مجىء دوره لإجراء الجراحة أو الفحوصات. ■ ما الدور الذى تساهم به التبرعات فى تحسين مستوى الرعاية الطبية فى المعهد؟ - تعد التبرعات أحد أهم موارد المعهد، ويتلقى المعهد سنويًا نحو 6 ملايين جنيه تبرعات، قابلة للزيادة والنقصان، فى بعض المواسم، مثل شهر رمضان، الذى تزيد خلاله التبرعات بكثرة، ونحرص على إجادة توظيف أموال التبرعات بمنتهى الدقة، وقمنا مؤخرًا بإصلاح جهازى القسطرة المعطلين بالمعهد، وتجاوز عمرهما 10 سنوات، ويعمل كل واحد منهما لمدة 20 ساعة يوميًا، بدلاً من 10 ساعات، أى ضعف طاقته الاحتمالية، وهناك جهازان جديدان فى طريقهما للمعهد، أحدهما تبرع به مستشفى سرطان الأطفال، ومازال المعهد بحاجة إلى جهاز مساعد البطين، والذى يستخدم لحالات الأزمات القلبية، وللحالات الحرجة بعد الجراحة، ويتيح المعهد العديد من الفرص للراغبين فى التبرع سواء بتبنى علاج حالة بعينها، أو بشراء أجهزة خاصة، أو مستلزمات، مثل الصمامات والدعامات، كذلك المساهمة فى تطوير العيادات الخارجية، وذلك كحلول تمهيدية لحين أن يتحقق حلمنا الأكبر وهو إنشاء معهد قومى للقلب فى إحدى المدن الجديدة، يوفر للمرضى جميع أشكال الرعاية الطبية التى يحتاجونها.