كانت الأمور في الليجا تتعلق غالبا ببرشلونة وريال مدريد ولكن الطفرة التي أحدثها أتلتيكو مدريد وفالنسيا وإشبيلية على مدار للسنوات الماضية جعلت هذه الرؤية تختلف بعض الشيء، وخاصة في حالة ال"روخيبلانكوس" الذين أعادوا الحياة لدربي العاصمة وأضافوا طابعا جديدا لمواجهاتهم مع النادي الكتالوني. بخلاف مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد أصبحت الجماهير المحبة للكرة تنتظر بفارغ الصبر مواجهة الأتلتي والبرسا.. إنه ال"نيوكلاسيكو" الذي يأتي هذه المرة في موعد مبكر بالجولة الثالثة بالليجا على معقل الفريق المدريدي فيسينتي كالديرون. البداية ستكون بالضيوف حاملي اللقب والذين يخوضون المباراة وسط الكثير من الشكوك والغيابات ولكن لحسن حظ المدرب لويس إنريكي فإن ثلاثي ال"إم إس إن" الهجومي الفتاك المكون من الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروجوائي لويس سواريز والبرازيلي نيمار لا يعاني من أي اصابات أو غيابات. المشكلة الأكبر تكمن في غياب المدافع جيرارد بيكيه للايقاف والظهير الأيمن دانييل ألفيش للاصابة، خاصة وأن بديل الأخير المبتكر من قبل إنريكي سيرجي روبرتو عائد من اصابة، فيما أن دوجلاس حتى الآن يبدو خارج نطاق الخدمة. لا يمثل خط الوسط أي مشكلة في ظل عودة كل من الكرواتي ايفان راكيتيتش والإسبانيين سيرجي بوسكيتس وأندريس انييستا من المنتخب دون اصابة وفي خير حال. وستشهد حراسة المرمى المشاركة الأولى لمارك أندريه تير شتيجن في الليجا بسبب اصابة التشيلي كلاوديو برافو، الحارس الأساسي للفريق في الدوري الإسباني خلال الموسم الماضي ومنذ بداية ذلك الحالي. وسيسعى تير شتيجن بكل تأكيد لاستغلال فرصة غسل الصورة السيئة التي تركها في بداية الموسم حينما حرس عرين النادي الكتالوني في كأس السوبر الاوروبي حينما تلقت شباكه أربعة أهداف أمام إشبيلية في المباراة التي انتهت لصالح البرسا بنتيجة 5-4، وأيضا ذهاب كأس السوبر الإسباني أمام اثلتيك بلباو حينما استقبل أربعة أهداف في المباراة التي انتهت لصالح الفريق الباسكي برباعية نظيفة. لن تكون مهمة الحارس الألماني سهلة خاصة في ظل الطفرة الهجومية التي بدأت ملامحها تظهر على أتلتيكو مدريد تحت قيادة الأرجنتيني دييجو سيميوني الذي يواصل خطابه القائم على التواضع وأن الليجا بالنسبة له تعني المنافسة مع فرق تدخل في فئته وهي إشبيلية فالنسيا وفياريال تحديدا. ويقدم الضعف المفترض لدفاعات الفريق الكتالوني قبل المواجهة فرصة جيدة للمتألق الفرنسي أنطوان جريزمان صاحب الأداء الرائع والثابت والعبقري منذ الموسم الماضي ودوره الذي كان حاسما في انتصاري الأتلتي بالليجا حتى الآن. وكان اللاعب السريع والمهاري هو صاحب هدف الفوز على لاس بالماس في الجولة الأولى كما أنه كان بمثابة شعلة متقدة في المباراة الأخيرة أمام إشبيلية حيث صنع هدفين في المباراة التي فاز بها فريقه بثلاثية. وسيتوجب على سيميوني الاختيار بين الإسباني فرناندو توريس، صاحب الخبرة الكبيرة والذي على الرغم من انخفاض مستواه الحالي إلا أن شباك برشلونة ليست غريبة عليه والكولومبي جاكسون مارتينيز الوافد الجديد والذي سجل أول أهدافه مع الأتلتي في مرمى إشبيلية بشكل رائع وسيضيف الكثير للناحية الهجومية، دون اغفال الدور الذي قد يلعبه الأرجنتيني لوسيانو فييتو. وحملت الأيام الأخيرة أنباء سعيدة بالنسبة للأتلتي بعدما تعافى ظهير البرازيلي فيليبي لويس العائد من تشيلسي وأصبح جاهزا للمشاركة، حيث سيكون سيميوني صاحب الكلمة الأخيرة في مسألة اشراكه أو الدفع بخيسوس جاميز. وربما يفكر سيميوني في تكرار نفس التشكيل الذي خاض به مواجهة إشبيلية حينما دفع بيان أوبلاك في حراسة المرمى وأمامه خوانفران توريس وخوسيه ماريا خيمينيز وجودين وخيسوس جاميز وأمامه جابي وتياجو وكوكي والصاعد أوليفر توريس في خط النصف وتوريس وجريزمان في الهجوم. وسيسعى الفريقان بكل تأكيد لتحقيق الفوز خاصة أن ريال مدريد سيواجه قبلهما إسبانيول في نفس الجول لأنه اذا ما حقق الفوز وتعادل الأتلتي والبرسا فإن هذا الأمر سيجعل الكفوف متساوية بين الجميع.
