ذكرت تحقيقات نيابة الوراق فى الجيزة، أمس، أن مركب الوراق، الذى غرق فى النيل بعد اصطدامه بصندل الشركة الوطنية للنقل النهرى، مساء الأربعاء الماضى وراح ضحيته 40 شخصا، مرخص له بالسير، وأن جميع تراخيصه سليمة، وتاريخ انتهائها أغسطس المقبل، مؤكدة أنه لا يوجد حظر لسير المراكب بمنطقة الوراق، كما أن صندل نقل البضائع المتسبب فى الحادث حاصل على التراخيص. وتبين من خلال التحقيقات التى أشرف عليها المستشار باهر حسن، رئيس النيابة، أن ابن شقيق صاحب المركب، الذى كان على متنه وقت الحادث، عثرت فرق الإنقاذ النهرى على جثته أمس الأول، وتم التصريح بدفنها، بينما لا تزال جهود البحث جارية عن قائد المركب، الذى لا يعرف ما إذا كان غارقًا أو هاربًا حتى الآن. وأكدت مصادر قضائية هروب صاحب المركب «المنكوب» بعد إجرائه عملية جراحية بأحد مستشفيات إمبابة لدى علمه بطلب جهات التحقيق استدعاءه للتوصل إلى هوية قائد المركب، وتواصل قوات الشرطة إجراء تحرياتها لتحديد مكانه وسرعة ضبطه وإحضاره. وتسلمت النيابة تقارير هيئة النقل العام للنقل النهرى، التى وردت بسلامة تراخيص المركب والصندل ، وحمّلت أقوال شهود العيان خلال التحقيقات مسؤولية الحادث إلى سائق المركب، موضحين أن ما وصفوه ب«رعونة» سائق المركب النيلى أدت إلى وقوع الكارثة. كما أوضحت أقوال الشهود، خلال التحقيقات، أن سائق الصندل النهرى كان يسير فى طريقه بشكل مستقيم، بينما المركب الغارق يسير بجواره، ثم أصدر سائق الصندل عدة تحذيرات ب«كلاكسات» وإشارات ضوئية لسائق المركب الغارق، وعندما لاحظ زيادته السرعة للعبور من أمامه وقطع الطريق إلى الناحية الأخرى، لم ينتبه سائق المركب للتحذيرات، حيث كان منشغلاً مع أصوات ال«دى جي» المرتفع من المركب، ورقص الفتيات، والتدخين، وأصر على العبور دون انتظار الصندل والعبور من خلفه. وأشارت التقارير الفنية إلى أن سائق المركب عندما أراد العبور من أمام الصندل وزاد من سرعته، لم تسعفه قوة المحرك، فاصطدم بالصندل من الجانب الأيمن من الناحية الأمامية، ما أدى لوقوع المركب على جانبه وامتلائه بالمياه، وغرق الأطفال والنساء والشباب. وتبين من خلال التحقيقات أن 5 أشخاص هم الناجون من الموت، من بينهم 3 أطفال، أعمارهم أقل من 3 سنوات، ولا يمكن استجوابهم، وسيدة تُدعى شيرين جمال محمد، محتجزة بمستشفى معهد ناصر، ولا يمكن استجوابها، بعد إصابتها بحالة انهيار عصبى لوفاة نجلتها الوحيدة فى الحادث، بينما تمكنت النيابة من سماع أقوال ناجٍ واحد، وهو شاب فى أوائل العشرينيات من عمره، فأكد أنه تمكن من السباحة والعبور إلى بر الشاطئ الآخر، وأدان فى أقواله سائق المركب النيلى بعد إعطاء سائق الصندل له عدة تنبيهات صوتية ب«كلاكسات» وإشارات ضوئية، لكنه لم يلتفت إليها جميعًا، بل حاول الدوران من أمام الصندل، وقطع الطريق عليه، فاصطدم به وغرق المركب على مسافة تبعد قرابة 150 مترا من شاطئ النيل، وكانت المنطقة شديدة الظلام. وتناقضت أقوال الناجى مع إفادة شاهد عيان أشار خلال التحقيقات إلى أن سائق الصندل لم يصدر تنبيهات لقائد المركب النيلى، وسار بالمنطقة ليلاً مخالفًا قواعد السير بنهر النيل، خاصة المنطقة محل الحادث. وبحسب التحقيقات، فإنه لم يتم استجواب أحد من أهالى الضحايا منذ الحادث، لسوء حالتهم النفسية واستمرار انتشال الجثث، كما تبين أن ذوى الغارقين لم يحرروا محضرًا بقسم شرطة الوراق ولم يتهموا أحدًا من المسؤولين، وأن الشرطة هى التى حررت المحضر بمعرفتها فور انقلاب المركب النيلى، وعرضت صورًا للجثث المنتشلة بمستشفيى معهد ناصر وإمبابة العام على الأهالى الذين تعرفوا إليهم.