جمالات شيحة".. قصة سيدة تربعت على عرش "الموال الشعبي " 55 عاما

منذ نعومة أظافرها، عشقت غناء العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والفنانة فايزة أحمد وآخرين وحفظت أعمالهم الفنية عن ظهر قلب، وهو ما لاحظه كل من والدها ووالدتها منذ أن بلغت سن الثانية عشر عاما.. فقررا دعمها ومساندتها ومن هنا بدأت رحلة جمالات شيحة الغناء فى مولد " شيخ العرب السيد" وهو مولد كبير وغيره من الموالد الكبرى إلى أن اكتشفها فنان الشعب ورائد الفن الشعبي زكريا الحجاوى، عندما كانت فى زيارة للقاهرة وذهبت إلى ملاهى على حسن، وكان يقع بالملاهى مسرح زكريا الحجاوى، وتعرفت عليه وقتها وسمعها ، وقام بتوظيفها هى وشقيقتها رضا فى مسرح القلعة بالمقطم ووقتها كان الراحل ثروت عكاشة يشغل منصب وزير الثقافة والراحل عبدالمنعم الصاوى وكيل الوزارة قبل أن يصبح وزيرا، وقاما بتكوين فرقة الفلاحين للغناء الشعبى منذ عام 1961 التابعة لوزارة الثقافة، وحققا نجاحا كبيرا.
على مدار 65 عاما صنعت الفنانة جمالات شيحة تاريخا من الأعمال الفنية تربعت بحق على قمة هرم " الموال الشعبى" بعدد كبير من الأغنيات والمواويل الشعبية التى تأصل للحياة الأجتماعية فى مصر، غنت فيها مواويل نذكر أشهرها "ياما دقت عالراس طبول، على ورق الفل دلعنى، اتدلع ياحلو، ياعينى على الزمن"، وهى من أشهر المواويل التى قدمتها جمالات شيحة عبر حفلاتها التى ذهب فيها فى جميع دول العالم من شرقها إلى غربها، وعبر العديد من الأوبريتات التى قدمتها بالتلفزيون ومنها "خيال المآتة"، وغيرها.
ابتعدت سيدة الموال الشعبي عن الساحة الفنية بسبب معاناتها من أمراض مزمنة بالقلب وهشاشة العظام، فى سن السابعة والسبعين، ولم يتبقى لها سوى معاش نقابة الموسيقيين، وبالرغم من تناسى وزارة الثقافة لها ولفنها لفترة طويلة إلا ان فترة النسيان لم تطول بتكريم المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، برئاسة الدكتور عاصم نجاتى ، بالتعاون مع لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة وجمعية المأثورات الشعبية، والمقرر أن يحدث غدا فى حفل فنى كبير لتكريما لها ولتاريخها الناصع فى فن الموال الشعبى، والمقرر أن يكون فى السابعة مساء غدا الأحد الموافق 17 مايو بمركز إبداع بيت السحيمى التابع لصندوق التنمية الثقافية، فى إطار أسابيع الثقافة والفنون التى ينظمها المركز.
يتضمن برنامج الحفل تكريم الفنانة جمالات شيحة وحديث معها يُديره المخرج عبد الرحمن الشافعى، وعرض لفرقة النيل للموسيقى الشعبية، كما يُهدى المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية درعاً للفنانة جمالات شيحة.