د. مجدي بدران: الاتزان وتمالك النفس واتخاذ القرار المناسب سبب رئيسي في التفكير بإيجابية د. جمال شفيق: الانسان السوي الذي يتمتع بالصحة النفسية هو الذي يستطيع ان يتغلب علي مشاكلة د. علاء رجب: الاعتزاز بالنفس وحب الذات وتقديرها ركيزة أساسية في توليد طاقة إيجابية شهدت قاعة ضيف الشرف ندوة بعنوان "المناعة النفسية" ضمن البرنامج الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب والتي ادارها الدكتور جمال شفيق استاذ علم النفس بجامعة عين شمس ومقرر لجنة الطفولة بالمجلس الأعلى للجامعات بحضور الاعلامي المشهور الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الاطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس و الدكتور علاء رجب استشاري الصحة النفسية والارشاد الاسري. في البداية قال الدكتور جمال شفيق: إن الإنسان يصاب بنظرة سلبية للمجتمع، بسبب تعرضه لظروف اجتماعية أو نفسية سيئة، مشيرا إلى أن الشخص الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة، يمتلك القدرة على مواجهة الأزمات، فيستطيع وضع أولويات تساعده على الحل. وأشار الي أن أسباب الاكتئاب في عصرنا، ترجع إلى "البعد عن الله وعن عبادته"، ولا يقصد بالعبادة الصلاة فقط، لكن تحتوي أيضا على الأعمال الخيرية والعمل وتحصيل العلم والسعي وراء إرضاء الوالدين، بالضافة الي حاجتنا الي معرفة كيفية توصيل المعلومات الطبية والصحية بصورة مبسطة للجمهور العام لأنه من القلائل الذي يمتلك الاعلام الطبي واوضح الدكتور شفيق : ان هناك تعريف شامل للصحة النفسية وهو القدرة على الحب والعطاء وهو حب بمعناه الواسع لله والوطن والأهل والاصدقاء وحب الخير وحب الضعفاء ، وان كان لدي الانسان درجة من الحب والعطاء دون انتظار للمقابل وهو ما يساعد علي تقويه المناعة النفسية داخله. وكشف الدكتور شفيق ان الأنسان في الوقت الحاضر اصبح محاصر بكثير من المشاكل النفسية نتيجة تغيرات وعوامل قد تكون داخلية او خارجية محلية او دولية ،اجتماعية او نفسية ،ولكن في مجال الصحة النفسية نري ان الانسان الذي يمتلك قدر مناسب من الصحة النفسية هو الانسان الذي يستطيع ان يسير اموره ،ويتغلب على الصعوبات التي تواجهه مصداقا لقوله سبحانه وتعالي "ولقد خلقنا الأنسان في كبد" ولو تمعنا ذلك فسنجد الانسان يمر بصراعات مع الشقاء والمشاكل النفسية التي يجب ان يتغلب عليها. ولفت الي ان الانسان السوي الذي يتمتع بالصحة النفسية يستطيع ان يواجه اي مشكلة ويحولها لاي عناصر اخر ويضع لها حلول وبدائل، ويضع لكل بديل مميزات وخصائص ويضع لكل بديل المشاكل المرتبطة بهذا الحل ويبدأ بعد ذلك بواقعية لحل المشكلة والتغلب عليها. وقال الدكتور شفيق ان حل المشكلة لا يجب ان يكون فردى بل هناك مشاكل تحل على مدي بعيد او قريب وقد تلبي او تحل في شهور او سنه، وبالتالي الانسان السوي الطبيعي الذي يتمتع بالصحة النفسية هو الذي يستطيع ان يتغلب علي مشاكلة ويتمتع بحياة سعيدة مطمئنه، لكي لا يصبح صنيعا للتوتر والمخاوف والترقب والتوجس والوساوس ومن هنا يصاب الانسان بالاضطرابات النفسية اذا لم تحل او تعرض على متخصص. وقال ان الاعمال الخيرية عبادة وتحصيل العالم عبادة والسعي على الوالدين عبادة وهي ليست قاصرة على الفرائض بل اصلاح العلاقة بين العبد وربه بحيث تكون العلاقة طيبة ويكون هناك رضي من الرب على العبد، وان تكون هناك علاقة طيبة بين الشخص ونفسة بحيث لابد أن يكون هناك تكيف وتوافق نفسى بأن اقدر نفسي بشكل صحيح ، لان الله سبحانه وتعالي خلقنا مختلفين لكي يحدث تكامل ما بيننا البعض ويكون هناك تعاون وتكامل بين البشر بعضا ببعض، وبالتالي يجب ان نكون في علاقة سوية مع النفس لكي نثق في الاخرين بعد تقدير الذات وشدد الدكتور شفيق علي انه يجب ان يجد الانسان شخصيته وحياته من خلال الاخرين التي تقوم على الرضي والتفاهم والتسامح واذا قدرنا ان نحقق الثلاث عناصر الاساسية فتكتمل عناصر المثلث الاساسية ويستطيع الانسان ان يعيش امنا مطمئنا ويكون لدية اعلى درجات من الصحة النفسية بينما قال الدكتور علاء رجب، إن أخطر ما يسبب الأزمات النفسية هي الذكريات القديمة السيئة التي يسترجعها الإنسان من وقت لآخر، وهي أخطر أنواع الإحباط المكتسب، مشيرا إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن الإنسان يسترجع الذكريات الحزينة أكثر من السعيدة. ونوّه الدكتور علاء رجب الي أن الخوف والفقر وعدم الثقة بالنفس وعدم احترام الذات هو سبب الاكتئاب النفسي والتوّتر، مؤكدا أنه رغم صعوبة الحياة وآلامها إلا أنه علينا مواجهتها بإيجابية، مشيرا أن الاعتزاز بالنفس وحب الذات وتقديرها، ركيزة أساسية في توليد طاقة إيجابية، واكمل أن من ينتقد الآخرين كثيرًا ولو مزحًا يرجع لضعف ثقته، وعدم حبه لذاته، وسلبيته التي يخفيها وراء اكتئابه وكبته. وشدد الدكتور رجب علي ان الانسان يجب ان يكتب سيناريو حياته وحياة الاخرين ،ونحقق اهدافنا ويكون اساسي في بنك المشاعر والاحساس والعطاء ، وهنا تكمن قيمة الانسان وقيامه بيوزع الاشياء الايجابية وخاصة ان السعادة ليست شخصية بل بناء على عطاء داخلي يسعد به الاخرين. وقال علاء ان الاشكالية لدينا تكمن في انه اصبح هناك ضيف افق ،ومشكلتنا اننا لا نسمع بعض وبالتالي الشباب ليس له ثق في الكبار وبالتالي يجب ان يحصن الأنسان نفسة بالتفاؤل ، وبالتالي ينتج عن ذلك ان هناك 90% من الشاب مصاب بالإحباط والاكتئاب وهي امراض نفسية وليس عضوية، ولدينا فقر في العطاء وخاصة لدي الصغار لانهم لا يروي توجيه سليم من الاسرة في تعليم العطاء والانتماء للوطن. ولفت الدكتور علاء رجب الي ان ثقافه الشباب اصبحت في النجوم والكورة والفن ولا يلتفت احد من الشباب بشكل كبير للثقافة والتوعية والعلم ، وهو ما يدل علي ان المردود النفسي لدينا اصبح وراء القدوة اللامعة فقط وفقدنا القدوة العلمية والعلماء نتيجة عدم تسليط الاضواء عليهم. وقال ان المنظمات والهيئات الحكومية او المدنية ترصد فقط ولكن لا تعالج ولا نجد علاج وعندما نجد ظواهر نجد فقر في بعض الفئات في مصر، لان حالتنا النفسية مقياسها هو العيشة التي نعيشها ولكن ليس لدينا مجتمع يستجيب لنصائح وارشادات الوقاية النفسية في مصر، والنظرة للصحة النفسية نظرة خاطئة ولا يوجد توجيه سليم ،ولكي نكون مناعة نفسية بجد يجب ان نتغلب على الخوف لأنه عجو اساسي للإنسان من بداية الولادة وتخويف الاسر للأطفال وعندما نربي نربي بالموروث وبالتالي يجب ان نقدر الاخرين ويكون لدينا عزه بالنفس. وعرض الدكتور مجدي بدران، رؤيته الطبية حول المناعة النفسية وطرق تقويتها قائلا: "إن الاتزان وتمالك النفس عند الغضب، واتخاذ القرار العلمي المناسب سبب رئيسي في التفكير بإيجابية، مرجحًا أن قلة النوم، التوتر، والخرس الاجتماعي، سوء التغذية، يتسبب في عدم القدرة على الحب والعطاء، كما أن الاكتئاب يسببّ نقصًا في قدرة المناعة على أداء دورها، مما يساهم في الإصابة سريعًا بالأمراض. وقال الدكتور بدران ان اللحظات السيئة في حياتنا انظر اليها نظرة مختلفة بأن احب الظلام لان كل الظلمات كنت متفائل بأن هناك نور سيأتي ،واعلان مفهوم جديد للمناعة النفسية وتواصل الخلايا. لدينا 17 مليون حالة مرضي القلب يموتوا بسبب الاكتاب النفسي ،ومعهد الخدمة الاجتماعية دورة تراجع وتراجع دور الأخصائي النفسي في المدارس وتحدث الدكتور مجدى بدران عن نقص مناعة الانسان وعن ظهور حساسية جديدة، وهى حساسية التعامل مع الآخرين وعن أهمية رفع الروح المعنوية وعلو تقدير الذات وعن الفوائد الصحية لحب الوطن. وكشف عن العديد من الفيروسات التي تواجه الانسان منها فيروسات نقص مناعة الوطن والتي تحرم الوطن وأبناءه من مناعة ضد الأخطار وفيروسات الشرذمة التي تمزق المجتمع وتبث الفرقة والانقسام وفيروسات ضيق الأفق وهي التي ترفض الإصلاح وتنمى العناد والتشبث بالأخطاء وفيروسات التخريب، والتي تخرب الموارد البيئية وتحرق الأخضر واليابس والجهل وهي التي تجعلنا نتخلف عن التسلح بالعلم أساس البقاء والتقدم والرخاء .