17 مليون من مرضي القلب يموتون بسبب الاكتئاب بدران : نعانى من فيروسات الكسل و الكراهية و تجريف التاريخ أكد خبراء الصحة النفسية خلال مشاركتهم في ندوة قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي أقيمت تحت بعنوان "المناعة النفسية" أنه في ظل المشاكل التي تحاصر المواطن المصري إذا تمكن من الوصول إلى الرضا والتفاهم والتسامح سيكون لديه أعلى درجات من الصحة النفسية، مطالبين بضرورة تغيير ثقافة المواطن ونظرته تجاه الصحة النفسية. في البداية قال الدكتور جمال شفيق أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، والذي أدار الندوة، إن الإنسان يصاب بنظرة سلبية للمجتمع، بسبب تعرضه لظروف اجتماعية أو نفسية سيئة، مشيرا إلى أن الشخص الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة، يمتلك القدرة على مواجهة الأزمات، فيستطيع وضع أولويات تساعده على الحل. وأشار إلى أن أسباب الاكتئاب في عصرنا، ترجع إلى "البعد عن الله وعن عبادته"، ولا يقصد بالعبادة الصلاة فقط، ولكن أيضا الأعمال الخيرية والعمل وتحصيل العلم والسعي وراء إرضاء الوالدين. وأوضح شفيق أنه لكي يكون هناك علاقة طيبة بين الشخص ونفسه لإحداث التوافق النفسي فلابد من أن يقدر الإنسان نفسه بشكل صحيح، مشيرا إلى ان ذلك يجعله قادر على الثقة في الآخرين. من جانبه قال الدكتور علاء رجب، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، إن أخطر ما يسبب الأزمات النفسية هي الذكريات القديمة السيئة التي يسترجعها الإنسان من وقت لآخر، وهي أخطر أنواع الإحباط المكتسب، مشيرا إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن الإنسان يسترجع الذكريات الحزينة أكثر من السعيدة. ونوّه رجب إلى أن الخوف والفقر وعدم الثقة بالنفس وعدم احترام الذات هو سبب الاكتئاب النفسي والتوّتر، مؤكدا أنه رغم صعوبة الحياة وآلامها إلا أنه علينا مواجهتها بإيجابية، مشيرا أن الاعتزاز بالنفس وحب الذات وتقديرها، ركيزة أساسية في توليد طاقة إيجابية، لافتا إلى أن من ينتقد الآخرين كثيرًا ولو مزحًا يرجع لضعف ثقته، وعدم حبه لذاته، وسلبيته التي يخفيها وراء اكتئابه وكبته. وانتقد رجب المنظمات والهيئات الحكومية باعتبارها ترصد فقط ولكن لا تعالج ولا رغم انتشار الفقر الذي له تأثير كبير على الحالة النفسية. وعرض الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، رؤيته الطبية حول المناعة النفسية وطرق تقويتها قائلا: "إن الاتزان وتمالك النفس عند الغضب، واتخاذ القرار العلمي المناسب سبب رئيسي في التفكير بإيجابية، مرجحًا أن قلة النوم، التوتر، والخرس الاجتماعي، سوء التغذية، يتسبب في عدم القدرة على الحب والعطاء، كما أن الاكتئاب يسببّ نقصًا في قدرة المناعة على أداء دورها، مما يساهم في الإصابة سريعًا بالأمراض. وقال بدران أن هناك 17 مليون حالة من مرضي القلب يموتون بسبب الاكتئاب النفسي، منتقدا تراجع دور الأخصائي النفسي. وتحدث بدران عن نقص مناعة الإنسان وعن ظهور حساسية جديدة، وهى حساسية التعامل مع الآخرين وعن أهمية رفع الروح المعنوية وعلو تقدير الذات وعن الفوائد الصحية لحب الوطن. ولفت بدران إلى أن هناك العديد من الفيروسات التي تواجه الإنسان منها فيروسات نقص مناعة الوطن والتي تحرم الوطن وأبناءه من مناعة ضد الأخطار وفيروسات الشرذمة التي تمزق المجتمع ، وتبث الفرقة والانقسام وفيروسات ضيق الأفق وهي التي ترفض الإصلاح وتنمى العناد والتشبث بالأخطاء وفيروسات التخريب، والتي تخرب الموارد البيئية وتحرق الأخضر واليابس والجهل وهي التي تجعلنا نتخلف عن التسلح بالعلم أساس البقاء والتقدم والرخاء . كما عرض فيروسات الكسل وهي التي تشل عضلات الوطن وتصيبها بالضمور والوهن وفيروسات الكراهية التي تجعل المرء يكره كل من يعاديه بل يمقت كل من يختلف عنه أو معه وفى النهاية يبغض نفسه!، وفيروسات تجريف التاريخ وهي تحول دون التعلم من أخطاء الماضي مع أن التاريخ يعيد نفسه والإنسان يتطور بالتعلم من أخطائه وأخطاء سابقيه وهذا يغيب عن الكثير من الكائنات الأخرى، والفأر سيظل دوما يدخل المصيدة التي تنصب له على مدار الأزمان! وفيروسات الإحباط التي تهبط الروح المعنوية، فتجعلنا نفقد الأمل في عالم تسطع الشمس فيه كل يوم لتمحو ظلام الليل الدامس أولاً بأول! وفيروسات الشيخوخة التي تجعل الشباب مسنين في الفكر، فيعانون من هشاشة العقول، وسطحية الأفكار! يتأرجحون، يتخبطون، يهيمون.