قال الروائي، جمال الغيطاني، في حواره ببرنامج "مساء الخير"، الذي يقدمه الإعلامي محمد علي خير، عبر فضائية "سي بي سي تو"، إن القراءة مهمة للغاية لأى رئيس يحكم مصر، مدللا بقوله إن الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر استلهم ثورة 1952 من رواية "عودة الروح" للكاتب الكبير توفيق الحكيم، لافتا إلى أن أهم الكتب التي يجب أن يقرأها من يحكم مصر هي "سندباد مصر " و"تكوين مصر" و"شخصية مصر" و"مصر ورسالتها". وحول حياته، أكد الغيطاني أنه لولا هموم الرزق لقرر الاقامة فى البر الغربي من مصر، مشددا على أن الصحافة صنعت له الكثير من الأزمات بسبب مواقفه المعلنة، وأنه ليس من الاعلاميين الذين كونوا ثروات كبيرة. وحول علاقته بالكاتب الصحفي، إبراهيم سعدة، وصف علاقته به ب"المعقدة"، مشيدا بدعم سعدة لمجلة "أخبار الأدب" لمدة 17 سنة كاملة. وشدد الروائي على أنه لا يوجد كاتب يستطيع أن يعيش من دخله، وأنه كان الوحيد من رؤساء التحرير الذين لم يتم التحقيق معهم لتضخم ثرواتهم بالكسب غير المشروع على مر تاريخه، موضحا أنه سار على درب موسى صبرى وابراهيم سعدة ولم يتقاضى مليما واحدا من دخل الاعلانات بالصحف. وفيما يتعلق بدخله الأساسي، قال إنه من ترجمة أعماله الأدبية، قائلا :"الحال مستور والحمد لله". ونصح الغيطاني :" نصيحة لكل حاكم ب 5 أكلات وزيارة 5 أماكن وقراءة 5 كتب ليعرف قيمة البلد التى يحكمها"، مشددا على أن مصر تمتلك قيادة سياسية نزيهة وحكيمة لكنها تعمل وسط بنية أساسية من الفساد. وأكد الكاتب الصحفي أن الاستعمار لم يحاول هدم مصر طوال تاريخها، بل أن جماعة الإخوان المسلمين هم أول من حاولوا هدمها عندما حكموها بعد ثورة 25 يناير، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن عملية إدارة الدولة بعد ثورة 30 يونيو لم تكن بالكفاءة التى انتظرها الملايين الذى خرجوا للإطاحة بالإخوان. وفيما يتعلق برؤيته للاوضاع السياسية الحالية، قال الغيطاني إنه كان يتمنى أن يجلب الرئيس عبد الفتاح السيسي وجوها جديدة لإدارة الدولة، وأن لا يحدث تعامل مع الوجوه القديمة الخاصة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، مشددا على أن "قدر" المصريين يكمن في نجاح الرئيس السيسي، مطالبا إياه باستكمال المؤسسات الرئاسية. وطالب بعودة ضباط أمن الدولة أصحاب الخبرة فى التعامل مع الإرهاب مالم يكن أحدهم مدان قضائيا، لافتا إلى أن غرفة صناعة الصحف الخاصة مضرة بالعمل الصحفى والنقابة وأى كيان أخر يفتت الدولة. وصرح الغيطاني إنه كان يتمنى أن يصطحب السيسي وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى فى رحلته لإيطاليا، منوها إلى أن وعى الشعب المصري أعلى من النخب الموجودة، موجها قوله للسيسي :"لو مش قدها.. بينا هتبقى قدها". وأوضح جمال الغيطاني أن أهم مزايا السيسي أنه أعاد لمؤسسة الرئاسة طهارة اليد، محذرا من أن هناك بعض رجال الاعمال يديرون حملة خفية ضد الرئيس، خاصة موقف جريدة "المصري اليوم" الذي "يقلقه" بحسب وصفه. وأشار الروائي إلى أن هناك صراعات بين الرئيس وبعض مراكز القوى من رجال الاعمال، وأن هذا تكرر فى التاريخ المصري قبل ذلك، مشددا على أن لصوص المال العام هم أعداء الوطن، مطالبا بعمل نظام ضريبي جديد يحفظ للوطن حقه أمام هؤلاء. ورأى الغيطانى أن المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، :"راجل طيب"، موضحا أن هناك وزراء يجب تغييرهم فورا لأنهم لا يدركون طبيعة المرحلة، مطالبا جابر عصفور، وزير الثقافة الحالى، بترك الوزارة والتفرغ لمشروعه الأكاديمي. ولفت إلى أن حكومة محلب تفتقد الرؤية، ويقلقه عدم وجود ظهير سياسي للرئيس، قائلا :"دولة السيسي بلا إعلام، وأطالب بتطبيق نموذج هيئة الاذاعة البريطانية لإدارة المنظومة الاعلامية فى مصر". وأكد أن الفضائيات لعبت دور مهم فى مساندة الدولة بزمن الإخوان، وأنه ترك عمله فى زمن الإخوان، قائلا :"من لطف الله أنهم حكموا حتى يجرب الناس بأنفسهم، وأنا لم اتقاضى راتبي لمدة 6 شهور فى زمن الإخوان، وكنا مقدمين على فترة تصفيات جسدية لو فشلت 30 يونيو". وحذر من أن الدستور الحالى يؤدي الى تفتيت مصر بحجة اللامركزية، وأن مصر مازالت مهددة بالمؤامرات الخارجية، رافضا صدور قرار بتجريم سب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، بالرغم من كونه يرى أن يناير ثورة حقيقية، وأن ما حدث فىها يعتبر ثورة بلا رأس، وأن الإخوان ركبوها هم وأتباع الخارج، بحسب وصفه. واستكمل قوله إن المعارضة موجودة فى الصحف الخاصة، وغياب المعارضة بشكل عام يضعف النظام الحاكم، مشددا على أن الشعب يصبر على الرئيس السيسي لثقتهم به ومنحه 64 مليار جنيه فى وثائق القناة لنظافة يده، كما أن البسطاء تبرعوا لصندوق "تحيا مصر" وأنه يجب على الشعب دعم الرئيس وحماية مصر من التهديدات. وقال الغيطاني إن صيغة كيسنجر للحكم فى مصر إنتهت يوم 25 يناير، والسيسي يقيم الآن توازن جديد فى العلاقات الدولية، مشيرا إلى أن مصر ليست أكبر أو أقوى دولة فى العالم، ولكن أى تغيير فيها يغير وجه السياسة الدولية. وحول رؤساء مصر السابقين، قال :"حكم الرئيس الأسبق أنور السادات كان كارثي بلا انجازات وحسني مبارك كان أمامه فرصة لدخول التاريخ لو تنحى بعد 10 سنوات، ومحمد مرسي وهم، وجمال عبد الناصر زعيم وطنى طاهر اليد، والسيسي وطنى وطاهر ومطلوب منه إنجاز أقوى". وصرح الكاتب الصحفي إن جابر عصفور مثقف كبير وليس وزيرا، والدكتور محمد البرادعى أكبر وهم فى السياسة المصرية أكثر من محمد مرسي نفسه. وختم بقوله :" أقول للمصريين قبل 2015.. إحذروا الاحباط".