حملت الجامعة العربية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقيادة السياسية والعسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي ،الذين مارسوا هوايتهم في قتل الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني ،مسؤولية مقتل الوزير الشهيد زياد أبو عين رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مطالبة بملاحقة مرتكبيها وخاصة إنهم جزء من الحكومة الإسرائيلية الحالية. ودانت الجامعة العربية في بيان أصدره قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة مساء اليوم الخميس بشدة هذه الجريمة النكراء ، مؤكدة ضرورة العمل على ملاحقة ومحاسبة من قاموا بذلك هم وقياداتهم والذين أعطوا الأوامر العسكرية لفعل ذلك، مشيرة إلى أن تلك الأوامر العنصرية أدت إلى استشهاد 45 فلسطينيا في هذه المدة اثر العدوان والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وتتوقع جامعة الدول العربية تصاعد وتيرة هذه الجرائم والاعتداءات بشكل "حرب مفتوحة" على الشعب الفلسطيني بسبب اقتراب موعد الانتخابات وبدء التنافس على لقب من هو صاحب العدوان الأكثر تطرفا ومن هو صاحب الرصيد الأكبر من انتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني. وقالت الجامعة "إن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المجتمع الدولي بدءا من مجلس الأمن والأمم المتحدة وأمينها العام ومنظمات المجتمع المدني في وقف هذا العدوان المستمر والإرهاب المنظم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل"، مشيرة إلى تصريح وزير الإسكان الإسرائيلي الذي أعرب فيه عن نواياهم في ضم الضفة الغربية كاملة ولو حتى بعد مرور 40 عاما، منبهة في هذا الإطار إلى أن توجه القيادات الإسرائيلية للدولية اليهودية يعد أمراً بالغ الخطورة وسيزيد منطقة الشرق الأوسط عدم استقرارا وفوضى. وأكدت الجامعة العربية أن هناك مسؤولية خاصة تقع على عاتق كافة الدول التي تقوم فيها مجموعات خاصة بجمع التبرعات المالية وتحويلها إلى المستوطنات والمستوطنين لتمكينهم مع الدعم الرسمي من الحكومة الإسرائيلية من ارتكاب المزيد من الجرائم، الأمر الذي يجب وقفه فورا إذ أن تلك التبرعات تساهم في انتشار الإرهاب وفي انتهاك كافة الأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، بالإضافة إلى مساهمتها في حرمان المزارع الفلسطيني البسيط من فلاحة أرضه والذي من ابسط حقوقه أن يعيش بعيدا عن التهديد الدائم من قبل المستوطنين. وأشارت إلى أن البطل زياد أبو عين استشهد وآثار التعذيب لا تزال محفورة على جسده الطاهر جراء سجنه وتعرضه للتعذيب مرات عدة سابقة في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ هذا الجسد الذي لطالما وقف أمام محاولات جيش الاحتلال لكسر عزيمته وإطفاء نوره الذي كان يشع بالأمل في كل مكان وهو يدافع ويناضل من أجل حقوق الفلسطينيين، إذ كان من أكثر المشاركين نشاطا في دفاعه عن الأسرى الفلسطينيين في المؤتمر الدولي للأسرى الفلسطينيين الذي انعقد ببغداد في نهاية عام 2012. وقالت الجامعة إن استشهاد المناضل الفلسطيني البارز زياد أبو عين يأتي والأراضي الفلسطينية تعيش أجواء التحضير لأعياد الميلاد ورأس السنة وأجراس الكنائس تقرع في بيت لحم وترد الجماهير الفلسطينية في بيت لحم وفلسطين "المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة". وأضافت الجامعة العربية أنه في تلك الأجواء التي يحتفل بها الفلسطينيون ومعهم العالم بميلاد السيد المسيح ذهب زياد أبو عين مع جماهير غفيرة ومتطوعين أجانب في مظاهرة سلمية لغرس أشجار الزيتون في أراضي قرية فلسطينيه مهددة بالمصادرة من قبل المستوطنين اسمها "بلدة ترمسعيا"، هؤلاء المستوطنون الذين قدموا من مستوطنة "عادي عاد" وقاموا بالهجوم على المسيرة السلمية، كما قام الجيش الإسرائيلي بالتدخل الفوري وتفريق المظاهرة بشكل وحشي مستعملا الغازات المسيلة للدموع بشكل كثيف والضرب المبرح بأعقاب البنادق ولكمات الجنود، مشيرة إلى أن زياد أبو عين تعرض إلى ضرب مبرح واستنشق كميات كبيرة من الغاز أودت بحياته خاصة وأنه تم منع سيارة الإسعاف من الوصول إليه بشكل سريع لتقديم الإسعاف الأولي.