الرئيس السيسي يفتح الطريق للخبرات البرازيلية للعبور إلى مصر "عبدالوارث": مصر لديها علماء كبار في مجال الزراعة ولا تحتاج إلا للإمكانيات "طنطاوي": البرازيل نهضت بزراعتها بوضع الفلاح في عين اعتبار الحكومة نقيب فلاحي البحيرة: لا معنى لنقل التجربة دون سفر المزارعين إلى البرازيل للدراسة عمليا تعكف مصر خلال الفترة الحالية على تطوير قطاع الزراعة لما له من أثر كبير على زيادة الدخل القومي، وتحسين المناخين الاقتصادي والاجتماعي، خصوصا لارتباطه بالعديد من الصناعات والأنشطة التي يمارسها نحو 50% من سكان مصر، فضلا عن سد الفجوة الغذائية التي ما زالت تؤثر في الاقتصاد القومي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع المحلية وتوفير الأمن الغذائي للبلاد. هذه الأهمية لقطاع الزراعة دفعت الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى التركيز على تنمية هذا القطاع منذ توليه مسئولية القيادة منذ عدة شهور، والاستفادة من التجارب الناجحة في الزراعة، حيث التقى مؤخرا وزير الزراعة البرازيلي نيري جيلر، وكذلك الدكتور عادل البلتاجي وزير الزراعة والسفير البرازيلي والسفير المصري لدى دولة البرازيل، لبحث التقدم الكبير الذي أحرزته البرازيل في مجال الزراعة، إذ تمكنت من زيادة إنتاجها من الحبوب خلال السنوات الماضية من 96 مليون طن إلى مائتي مليون طن. وأشار وزير الزراعة البرازيلي إلى استعداد بلاده إلى نقل خبراتها بمجال الزراعة إلى مصر، بينما أبدى الرئيس السيسي إعجابه الشديد بالتجربة البرازيلية في جميع المجالات، وعلى رأسها الزراعة. حاولنا خلال هذا التحقيق التعرف أكثر على التجربة البرازيلية في مجال الزراعة، فالتقينا الدكتور محمد عبدالوارث، رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الأراضي، الذي أكد ل"الوادي" أن التجربة البرازيلية لها خصوصيتها، مشيرا إلى أنه من الممكن الأخذ بها بما يتناسب وطبيعة التربة المصرية، وطبيعة المناخ، ثم العمل على تطويرها وتنميتها. وأوضح "عبد الوارث" أن مصر لديها علماء كبار في مجال الزراعة، ولكن ما تحتاجه مصر هو الدعم الفني والإمكانات، ولا سيما توفير مستلزمات الزراعة الحديثة للفلاح، وأشار إلى أن ما نحتاجه فعليًّا على أرض الواقع هو التنسيق والتطبيق. عبد العظيم طنطاوي، رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق ورئيس اللجنة الدولية للأرز في مصر، أكد ل"الوادي" أن الفجوة الغذائية وصلت من 50% إلى 60%"، لافتا إلى أن السبب فى ذلك يرجع إلى عدم اهتمام المسئولين بمشاكل المزارعين والفلاحين التي تعوق العملية الزراعية، وفي مقدمتها مشكلتا الإنتاج والأسمدة، بالإضافة إلى إهمال مشكلات تسويق المنتجات الزراعية، وعدم وجود مدخلات إنتاجية مثل التقاوي والأسمدة والمبيدات الجيدة. وأوضح أن أغلب المبيدات المنتشرة بين المزارعين تعد من أسوأ الأنواع، وأن بينها مبيدات صينية تضر التربة والمحاصيل الزراعية، على حد قوله، ووصف "عبد العظيم" جودة المياه بمصر بأنها متدنية للغاية، وأنه بتحليلها يتضح أن بها نسبة من مياه الصرف الصحي. ولفت إلى أن معظم هذه المشكلات كانت تعاني منها دولة البرازيل، ولكن إدراكهم للمشكلة فعلياً والبدء في إيجاد الحلول والتنفيذ على أرض الواقع، ساعد وساهم كثيراً في وصول دولة البرازيل زراعيًا إلى ما هي عليه الآن، حيث عملت حكومة البرازيل على جعل المزارعين في عين اعتبار أمام مؤسسات الدولة ككل. من جانبه أكد نقيب الفلاحين بالبحيرة الدكتور بهاء العطار، ل"الوادي" أنه لابد من نقل الخبرات على أرض الواقع، مشددا على أن الدراسة الورقية فقط لا تفيد شيئا، قائلا إنه إذا كانت الحكومة تمضي قدمًا حقًا في نقل الخبرات البرازيلية في مجال الزراعة إلى مصر، فلابد إذًا من أن يسافر مجموعة من الفلاحين الذين ينتمون إلى النقابة العامة للفلاحين إلى دولة البرازيل كي يدرسوا التجربة على أرض الواقع . وأشار إلى أن الخبرة والتجربة أساس الفلاحة المصرية، بالإضافة إلى أن التربة البرازيلية تختلف عن التربة المصرية، والمناخ المصري يختلف كثيرًا عن المناخ البرازيلي.