أقامت الجماعة الإسلامية بمسجد الفردوس في مركز الغنايم بمحافظة أسيوط ندوة سياسية جماهيرية حاشدة، وقد حاضر في الندوة كل من الدكتورعصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية والشيخ حمادة نصار أحمد، وقد بدأت الندوة بتلاوة بعض آيات من الذكر الحكيم ثم تكلم حمادة نصار عن أنواع التمكين في الأرض التي ذكرها القرآن الكريم. وأكد الدكتور عصام دربالة ان اهم تحديات ثورة يناير هي محاولة إفشال الرئيس المنتخب بوضع العراقيل في طريقه، وافتعال الأزمات الحادة، وتقييد صلاحياته، وعلى الرغم من ذلك يطالبونه بحل كل المشاكل المستعصية التي تمرّ بها البلاد. وأشار ان أنواع التمكين في الأرض التي ذكرها القرآن الكريم تتمثل في نوعين من أنواع التمكين، النوع الأول ذكره في سورة القصص حين قال تعالي {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ}. فقد رتب الله تعالى التمكين في الأرض هنا على وصف الاستضعاف الذي قد يقع لعباده في الأرض ولا يشترط أن يكونوا مؤمنين لأنّ التمكين هنا تمكين ذوات، تمكين إرادات وليس تمكيناً للدين كالنوع الثاني الذي ذكره الله تعالي في سورة النور حيث قال {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ}. فالتمكين هنا غير التمكين هناك، فهنا تمكين للدين أما تمكين القصص فهو تمكين للأنفس حيث يسترد الناس إرادتهم المصادرة، ويستمتعون بكامل حريتهم بعدما كانت مقيدة مكبلة بفعل الطغاة المستبدين من الحكام. واشار دربالة ان هذا النوع من التمكين يمكن أن نفسر به أحداث ثورة 25 يناير، بل وكل الثورات التي وقعت في العالم قبل ذلك، مطالبا الحضور بالعمل الجاد والجهد المتواصل على نقل الثورة المصرية التي نعيش اليوم تجلياتها من تمكين سورة القصص إلى تمكين سورة النور، أي من التمكين للذوات والأنفس إلي التمكين للدين، لأن الله تعالي هو الذي أمرهم بهذا العبور والإنتقال بدليل قوله تعالي في سورة الحج {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} ثم تعرض لما يظنّ أنّه حكمة إلهية من وراء تقارب النتيجة بين الدكتور مرسي والمنافس الآخر إلى هذا الحد الذي يمكن تجاوزه واللعب فيه لصالح الآخر، وكيف كان هذا الأمر المقلق سبباً لسقوط أقنعة بعض المزايدين من مدعي الثورية الذين سارعوا إلى خلع بزة الثوار وعادوا إلى سيرتهم الأولي. ولفت الدكتور دربالة في الندوة أن الله سبحانه وتعالى نجا الثورة المصرية من إجهاضها عبر سيناريو فرض الفريق أحمد شفيق رئيسًا للبلاد لإعادة إنتاج النظام السابق، موجها الأنظار إلى سيناريو آخر شرير بديلا لملاحقة الثورة من جديد، والسيناريو الشرير باختصار هو عمل مخطط لإفشال الرئيس القادم، وهو بالمناسبة ليس بجديد علينا فقد تم تطبيقه من أشهر معدودة لإفشال مجلس الشعب عند تحميله المسئولية عن الأزمات المفتعلة، سواء كانت تتعلق بالأمن أو توفير السلع الضرورية في ظل حملة إعلامية مكثفة ظالمة ضد التيار الإسلامي وإشاعة مشاعر الخوف والقلق منه وبث الكراهية للثورة والثوار واتهام مجلس الشعب أنه انحرف عن رعاية مصالح الجماهير وغير قادر على حل الأزمات رغم مرور خمسة أشهر على تشكيلهن حتى صدور حكم المحكمة الدستورية العليا المثير للجدل بحل المجلس. وأشار دربالة بالقول: "نعم هناك من بدأ بالفعل في تنفيذ سيناريو إفشال الرئيس سواء في القنوات الفضائية التابعة للفلول أو من خلال إلصاق بعض الأمور المختلقة بالملتحين مثلما حدث في بعض الأماكن من قيام بعض الأفراد الذين أطلقوا لحاهم لملاحقة الفتيات بالوعيد إذا لم يتحجبن وتم اكتشاف أن هؤلاء من الأمن الوطني خليفة أمن الدولة السابق، لكن أخطر هذه الأدوات هو ما قرره الإعلان الدستور المكمل أو المقيد الذي سلب العديد من صلاحيات رئيس الجمهورية مما يجعله مسئولا عن الأوضاع في البلاد دون وجود سلطة كاملة لديه لمواجهة الأزمات أو المشكلات، ولذلك قد نرى في القريب العاجل مزيدًا من الأزمات المفتعلة والقلق والاضطراب الأمني المصطنع والحملات الإعلامية الظالمة ضد رئيس الجمهورية، وسوف يستمر استخدام سلاح الشائعات والمال الحرام لتزييف وعى المواطنين. وشدد على أن اتحاد القوى الوطنية والثورية والإسلامية ويقظة وذكاء وإيمان الشعب المصري وتكامل الميدان مع مؤسسة الرئاسة والقرارات الحازمة لفرض الأمن والعدالة لإنصاف الفقراء المهمشين، وكل هذا من عوامل إفشال هذا المخطط الشرير ولنقف جميعًا يدًا واحدة لمواجهة سيناريو إفشال الرئيس.