- رغم المعاناة التي يعانها الصم والبكم إلا أنهم يتمتعون بالرضا التام عن حالهم. - الحاجة سناء : للصم والبكم طاقة يمكن بها بناء المجتمع. منطقة منشية الصدر هي منطقة أغلبها من فئة الصم و البكم،ذهبنا لإجراء حوار معهم في محاولة لإكتشاف مايدور في خواطرهم ونفوسهم و المشاكل التي تواجههم ، والمفاجأة التي ادهشتنا أن هؤلاء الناس يتمتعون بأحاسيس جياشة وذكاء عقلي ووجداني كبير فهم بالفعل صامتون ولكنهم أبلغ من كثير من المتحدثين ، بالإضافة إلى أنهم يتمتعون برضا كبير عن حالهم ولا يكفون عن قول "الحمدلله".. في البداية قابلنا الحاجة سناء وهي من سكان منطقة منشية الصدر، وهي أيضا المسؤلة عن كل الصم والبكم في المنطقة ،فلها ثلاثة أخوة من الصم والبكم وهذا ما دفعها لمساندة هؤلاء الناس لأنها احست بمعاناتهم وتعيش فيها فقررت أن تساعد كل من يقابلها من حالات الصم والبكم، على الرغم من أنها تعيش حياة بسيطة ولكنها تحاول مساعدتهم بما يتوفر لديها ، و لم تتخل عن المسؤولية عن هذه الفئة فقذ عاشت في جو الأسرة و الصمت يحيطها ،كما حاولت اكتساب لغة الإشارة حتى تستطيع التعامل معهم ،وكانت بمثابة مترجم لنا لهذه الإشارات، وهذا ماجاء على لسانها.. إن فئة الصم والبكم هي من الفئات المهمشة في المجتمع المصري ،فالمجتمع ينظر إليهم بنظرة العجز ولا يعطوهم أي اهتماما رغم أننا إذا أتحنا لهم الفرصة والإمكانيات فسوف يبدعون ، فهي من أكثر الفئات التي تعاني في مصر و تتعدد مشاكلهم ومن أول المشاكل التي تقابلهم هي نظرة المجتمع إليهم بالشفقة التي تحسسهم بالعجز ،بالإضافة إلى عدم اهتمام الحكومة بهم وكأنهم ليسوا من أفراد المجتمع فيجب أن يتيحون لهم العمل والمسكن ومبلغ شهري يكفيهم حتى لا يضطرون للسؤال و الإستلاف فمنهم من يعاني من العمى بجانب أنه أصم وأبكم وهذا من الصعب أن يعمل ويحتاج الى الرعاية الكاملة ومنهم من لديه أولاد يريد أن يعلمهم وينفق عليهم ومنهم من حاول أن يعمل ولكنهم يعاملون اسوء معاملة وتقوم الناس بإستغلالهم وإهانتهم مما سبب لأغلبهم حالة نفسية سيئة لدرجة أنهم فضلوا مد أيديهم للسؤال عن العمل حتى لا يعاملوا بهذه المعاملة السيئة، فأغلبهم متعلمون ومعهم شهادات ،بالإضافة إلى أنهم يقومون بتأدية الصلاة ويقومون بحركات الصلاة ولكنهم صامتون وبعضهم يحفظ أجزاء من القرأن الكريم، فلماذا لا يتم إستغلال هذه الطاقات في مشاريع تفيدهم وتفيد المجتمع وتجعلهم يختلطون بالمجتمع و معاملتهم كفرد من المجتمع فهم طاقة لا يمكن إنكارها، وطلابتهم بسيطة جدا ولكنها تعني لم الكثير ، وأنا أحاول أن اساعدهم بكل ما أملك حتى لو أنني أملك رغيف خبز فقط سوف أقوم بتقسيمه معهم فأنا بمثابة أم لهم فالصم والبكم يأتون إلينا من المحافظات ومن كل مكان يحتاجون المساعدة أو ليشاركونا معانتهم و يتحدثون .. وشرح لنا إبراهيم فتح الله أحمد 45 عام وهو أخو الحاجة سناء وهو أصم وأبكم و هو أيضا مسؤول عن الصم والبكم في منطقة منشية الصدر،قائلا : إن منطقتنا بها حوالي 100 فرد من الصم والبكم وتبلغ نسبة الصم والبكم على مستوى الجمهورية 2 مليون فرد،و أنا من هذه الفئة وأشعر تماما بمعانتهم حيث يضطرون للسؤال ومد أيديهم بعدما حاولوا أن يعملوا ولكنهم تعبوا وتعرضوا للمهانة و لكنهم أيضا يحصلون على 100 أو 150 جنيه في الشهر، وهي لا تكفيهم أبدا فمعظمهم يحتاج لمصاريف لدفع إيجار البيت وفتورة الكهرباء والماء الإضافة الى مصاريف مدارس أبنائهم و المأكل والمشرب ، فكل واحد يقوم بالإستلاف من الأخر ، وإذا توفر عند أي أحد شئ يقوم بتقسيمه علينا ،ومهما نقدم من شكاوي لا يستجب لنا أحد ولا يقوم أحد بمساعدتنا ،فيجب أن تهتم الحكومة بنا وتوفر لنا ما نحتاج إليه لأنه من واجبها علينا.. وتقول زوجة ياسر محمود 44 عام أن وهو أصم وأبكم أعمى ، عندي ثلاثة أولاد صم وبكم وزوجي غير قادر على العمل وأنا لا أستطيع أن أعمل لأنهم يحتاجون للرعاية فأنا لا أستطيع أن أتركهم وهم يحتاجون لمن يهتم بهم فنحن نعيش على المساعدات التي تأتينا من الناس ،فكيف يمكننا أن نعيش على المساعدات فقط وأولادي يذهبون الى المدرسة ويحتاجون لمصاريف ،بالإضافة إلى إجار البيت الذي لم ندفعه حتى الأن منذ 3 أشهر. ويقول مصطفى محمود 28 عام من الصم والبكم أنا متزوج ولدي طفلة 4 شهور وزوجتي مريضة قلب و عندما ذهبنا لعلاجها أعطوها دواء غلط فسائت حالتها و أنا لا أملك ثمن الدواء الذي تحتاجه فهي لا تستطيع العمل وعندما حولت أن أعمل عاملوني معاملة سيئة وتعبت نفسيا لأنهم يقومون بإستغلالنا و يعاملونا معاملة غير ادمية وكرهت العمل بسبب هذه المعاملة فأنا غير قادر على دفع إيجار الشقة التي نسكن فيها بعدما وقع سقف المطبخ والحمام ،فنحن نحتاج للمساعدة وتغير نظرة المجتمع لنا. ويقول عادل فتحي 63 عام وهو من الصم و البكم، عندي ثلاثة أولاد ولكنهم أصحاء "أحنا مش محتجين حاجة من حد ربنا موجود" بس كل مانحتاج إليه هو توفير مصدر دخل لنا حتى لا نضطر الى السؤال أو مد اليد للغير،و أنا منذ عام لم أدفع فاتورة المياه بسبب عدم توفر المال، بإضافة الى غلاء الأسعار في كل شئ مما يصعب علينا شراء ما نريده.. ويقول مصطفى أمين 53 عام وهو من الصم والبكم، عندي ولدين و زوجتي عمياء و أنا كنت أعمل ولكني توقفت بسبب حادث تسبب في بتر قدمي وأبني 24 عام مريض سمنة وقلب فوزنه 300 كيلو وهو لا يستطيع العمل وأنا احاول علاجه و هو يحتاج الى عملية وأنا لا أملك ثمن العملية وكل ما أتمناه أن يشفى أبني و أن أجد عمل أستطيع به أن أعول أسرتي. ويقول باسم علي وهو من الصم والبكم 51 عام ،أنا أبنتي مقبلة على الزواج وتحتاج الى مصاريف لتجهيزها و أنا لا أملك المال لتجهيزها و أشعر بالخجل من الإستلاف أو مد يدي للغير،و حاولت العمل ولكني لم أجد إلا المعاملة السيئة. و أخيرا يقول سمير محمد 50 عام وهو من الصم والبكم ، كل الناس تأتي إلينا ويوعدوننا بالمساعدة ولكنهم لا يساعدوننا ولا أحد يستجيب إلى ندائتنا فمشاكلنا كلنا واحدة ونحتاج فقط للإهتمام وتوفير مبلغ مادي يكفينا كل شهر لأننا لا نستطيع العمل و توفير مكان يجمعنا و يقوم برعايتنا فهذا من واجب الحكومة علينا..