وسط حالة من الارتباك تشهدها تجارة اللحوم الحمراء بسبب ازمة الحمى القلاعية التى اجتاحت سوق اللحوم، تراجع الاقبال على سوق اللحوم من المواطنيين وسط اقبال شديد على البروتينات الاخرى، الامر الذى ادى الى ارتفاعا كبيرا فى اسعار البروتينات الاخرى كالدواجن والاسماك، وقد ادى ذلك إلى زيادة اشتعال الاسعار فى تلك اللحوم غير الحمراء بالرغم من الرسائل التطمينية من المسئولين الى التجار، ظهر فيروس فيروس الحمى القلاعية الذي يصيب الماشية، مما أدى أن إلى تجنب المستهلكين لشراء اللحوم والإقبال على شراء منتجات الدواجن والأسماك مما أدى إلى إرتفاع في أسعار تلك السلع ومعاناة من قبل بعض التجار لظهور عدة مشكلات. فقد اتفق أغلب الجزارين على أن ظهور هذا الفيروس يعتبر "وقف حال" لأنه أوقف حركة الشراء والبيع للحوم نظراً للقلق من قبل أغلب الناس بسبب ظهور هذا الفيروس، ويروا أن هذا يأتي بالإيجاب على محلات بيع منتجات الأسماك والدواجن نظراً لهروب الناس من شراء اللحوم بشراء الأسماك والدواجن، وعلى الرغم من أن هذا لم يؤثر تماماً على أسعار اللحوم. واوضح تاجر اللحوم الحاج ناصر السبكى فى حواره مع "الوادى" ان المشترى خائف من شراء اللحمة الان وهذا اثر على الاقبال على اللحوم وشرائها، واكد ان الحمى القلاعية موجودة من ايام الفراعنة، متهما وزارة الصحة بالتقصير بسبب عدم توافر الامصال والتطعيمات للماشية. وقال السبكى :"نطالب الحكومة بتوفير التطعييم للماشية مجانا خاصةً للفلاحين الفقراء والذين لا يملكون اسعار تلك الامصال". وقال ان الحمى القلاعية اصابت عدد كبير من المواشى وهى تصيب رأس وأقدام الماشية الجاموسى، ولذلك هناك اقبال طفيف على اللحوم، وقال تاجر اللحوم انه لا يوجد رقابة من وزارة الصحة على المواشى للتاكد من سلامتها للاستهلاك وحتى لا تنتشر الشائعات بين المستهلكين. واكد المعلم سمير "بائع لحوم" ان الاقبال قليل جدا على اللحوم بسبب انتشار الشائعات من الاعلام عن اللحوم، فالبرغم من هذا الاقبال الضعيف الا انها لازالت بنفس السعر. واكد احد بائعى اللحوم بمحل ناصر العربى: "مفيش حاجة هترخص حتى اللحمة... الانسان بس هو اللى بيرخص"! بينما اكدت الحاجة ايمان احد المشتريين انها لا تقلق من شراء اللحوم تجار السمك: مصائب قوم عند قوم فؤائده وعن الاسماك التى وصلت الكيلو من السمك البلطى إلى 18 جنيه، اضاف محمد عبد النعيم "تاجر اسماك" انه بالرغم من زيادة اسعار الاسماك، الا ان الاقبال عليها لم يتراجع بسبب الشائعات التى تحيط باللحوم الحمراء، واضاف ان غلاء اسعار الاسماك يرجع الى عدم رقابة الحكومة على تجار الاسماك، وانما تترك تحديد السعر الى التجار دون رقابة على تجار السمك الذين يضعوا الاسعار بانفسهم. واضاف التاجر:"لا يجرؤ اى مسئول الان ان يطلب منى ان احدد تسعيرة على الاسماك.. لان المسئول الاعلى لم يحددها للتاجر!" نفس هذا التأثير السلبي جاء على أسعار الدواجن أيضاً، فيرى تجار الدواجن أن هذا الفيروس أثر تأثيراً سلبياً كبيراً على شراء الدواجن، فبظهور هذا الفيروس ارتفعت أسعار بيع الدواجن نظراً للإقبال الكبير عليها أيضاً خوفاً من اللحوم. مما أدى إلى إرتفاع أسعار الدواجن بشكل لم ير من مثله من قبل حتى في رمضان ومواسم الإقبال الشديد على شراء الدواجن. وعن اسعار الدواجن فزادت حتى وصل الكيلو الى 22 جنيه بعد ان كان 15 جنيه، اضاف علاء الدين احد تجار الفراخ ان الاسعار زادت ايضا بعد "جنون اللحوم"، ومن المتوقع ان تزيد اسعار الفراخ اكثر من ذلك وخاصةً مع اقتراب شهر رمضان الكريم. واكد ان غلاء اللحوم يتسبب فى ركود بسوق الخضروات ايضا لان الناس "مش هتعرف تطبخ"!. وعن اسعار الخضروات التى زادت ايضا، فقد وصلت الفاصوليا الخضراء الى 14 جنيه، اكدت ام بلال احد بائعى الخضروات انها لا تشترى الفاصوليا من تاجر الجملة لان لا احد من المشترين مستعد ان يدفع هذا المبلغ، بالاضافة الى انها تتلف اذا بقيت عندها، واكد الحاج محمد بائع اخر للخضروات ان غلاء الاسعار الذى اجتاح اللحوم اثر على تراجع شراء الخضروات، واعتماد الناس على الاسماك فى المقام الاول. يُذكر ان مرض الحمى القلاعية مستوطن فى مصر منذ سنوات صيفا وشتاءً بنسبة تتراوح من 5 إلى 7%، وما حدث هو ظهور كبير له وانتشار بين الماشية بسبب موجة البرد القارصة خلال الفترة الماضية وتقاعس مديريات الطب البيطرى عن الكشف والمراقبة على المجازر ومنح الأمصال اللازمة على مستوى محافظات مصر.