ريم عيدرغم التأكيدات الحكومية بالسيطرة علي وباء الحمي القلاعية وتحصين الحيوانات بالأمصال الفعالة لحماية الثروة الحيوانية في مصر لكن سرعة انتشار المرض في المحافظات أدت إلي ارتفاع حصيلة الإصابات خلال الأسبوعين الماضيين.. وتسببت تلك الأزمة في ارتفاع أسعار اللحوم البلدية في الأسواق وكذلك ارتفعت أسعار البدائل كالدواجن والأسماك فوصل سعر كيلو الكندوز إلي 66 جنيها وتراوح سعر كيلو البتلو ما بين 70 و80 جنيها وأدي ذلك إلي امتناع عدد كبير من المواطنين عن شراء اللحوم بسبب انتشار المرض وزاد الإقبال علي شراء الدواجن المحلي والمستورد. واستغل أصحاب محال الدواجن الأزمة وتراجع المواطنون عن شراء اللحوم وقاموا برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه وارتفعت أسعار الدواجن البيضاء من 13 إلي 17 جنيها للكيلو والدواجن البلدي من 16 إلي 22 جنيها واتجه المواطنون إلي شراء اللحوم المجمدة وكذلك الدجاج المجمد من المجمعات الاستهلاكية. وحول حماية المستهلكين من جشع التجار أكدت «عنان هلال» - عضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك، ورئيس جمعية حماية المستهلك - أهمية تعاون الأجهزة المعنية للسيطرة علي الوباء والحفاظ علي ثرواتنا الحيوانية وأن يتم إعطاء الأمصال للحيوانات مجانا لأن الفلاحين اعتادوا علي تحصين الحيوانات مجانا.. وأكدت أهمية أن يقوم المستهلك بشراء اللحوم من مصادر موثوق بها ومن جزار أمين أو من المجمعات الاستهلاكية حتي لا تتسرب اللحوم المصابة إليهم. وشددت علي أهمية دور المجمعات في حماية المستهلكين عن طريق طرح كميات من اللحوم والدواجن والأسماك بأسعار مخفضة لحمايتهم من جشع التجار ولابد أن تقوم وزارة التموين والتجارة علي عمل حملات مكثفة لمراقبة الأسعار في الأسواق. من جانب آخر، قال الدكتور سعد الحياني رئيس رابطة مربي الجاموس إن ظهور عترة جديدة من الفيروسات إلي دخولها للبلاد من الخارج ولا يوجد مصل مناسب لها، وأضاف أن فيروس الحمي القلاعية لا يصيب الماشية الكبيرة ولكن تأثيره علي الماشية الصغيرة في السن والوالدات الجديدة، وبعض هذا النفوق يرجع إلي أمراض أخري وليست من الحمي القلاعية فقط.. وشدد علي ضرورة الرقابة البيطرية والحجر البيطري علي الحدود مع مصر وخاصة الحدود الجنوبية لمنع تهريب حيوانات حية ودخولها البلاد وهي تحمل المرض. وعن عوامل نقل المرض يقول الدكتور «أحمد حجازي» استشاري الأمراض الباطنة والكبد أن هناك عوامل كثيرة تساعد علي نقل الوباء غير استيراد الماشية نظرا لصغر حجم الفيروس حيث يمكن أن تحمله الرياح وهذا ما حدث منذ سنوات حين انتقل من فرنسا لبريطانيا بسبب التغيرات الجوية وأدي إلي إصابة العديد من قطعان الماشية كما يمكن أن ينتقل عبر الطيور المهاجرة أو الفئران أو عند تلوث الجروح الجلدية بهواء معبأ بالفيروس. وأضاف أن من طرق نقل الحمي القلاعية للإنسان تناول اللبن المباشر والجروح والخدوش والمتعاملين مع الحيوانات أثناء الذبح والسلخ ولعاب الحيوانات المصابة والملامسة، وأوضح أن أعراض المرض للإنسان تشبه الأنفلونزا من ارتفاع درجة الحرارة وجفاف في الفم وصعوبة في البلع ومع ذلك فإن المرض غالبا غير قاتل إلا في بعض الأطفال وإذا ظهرت حالة إصابة فالعلاج يكون بالعلاج التحفظي في أحد مستشفيات الحميات. وفي المنيا، لجأ بعض الأهالي لذبح العديد من الماشية المصابة وبيعها بسعر أقل من سعرها الحقيقي، في محاولة للخروج بأقل الخسائر. وأكد عطا سلامة فلاح من مركز ملوي، أن الاعراض بدأت تظهر منذ أوائل فبراير الماضي، وتأخر الوحدات البيطرية عن توفير الأمصال اللازمة أو تنبيه الفلاحين كان سببا في انتشار الفيرس بهذه السرعة بين المواشي، وقال ماجد سليم صاحب مزرعة والذي فقد خمسة مواشي بعد إصابتها ولم يتمكن من علاجها، إن الإصابة الاكبر بدأت بين الماشية الصغيرة سناً مابين ثلاثة أو أربعة شهور، ومع الوقت بدأت تنتشر بين كل الأعمار. وتضيف الحاجة أم سامح من قرية تندة مركز ملوي أن الفيرس قضي علي ثلاثة عجول صغيرة كانت تملكها ونصحها طبيب الوحدة البيطرية بالقرية بعدم تناول ألبان الماشية المصابة للعجول الصغيرة منعاً للعدوي، علي عكس القول بإن إمكانية تناولها للإنسان لا يؤثر علي صحته. وكانت وحدة بيطرية ملوي قد وعدت بتعويضات للمتضررين خلال أيام إلا انه حتي اليوم لم يظهر تقرير رسمي يفيد بذلك، أما عن طرق التخلص من المواشي النافقة فيتم إلقائها في الترع المسئولة عن ري الأراضي الزراعية. رفعت محافظة القاهرة درجة الاستعداد القصوي للحيلولة دون ظهور حالات مصابة بين الحيوانات بمرض الحمي القلاعية في العاصمة واتخذت إجراءات مشددة علي النقاط الأمنية المنتشرة حول مداخل ومخارج القاهرة لمنع دخول أي سيارات محملة بعجول حية من المحافظات الاخري او دخول شحنات مستوردة من الخارج مهربة عن طريق الأفراد لذبحها بالمجازر وبيعها في الاسواق . وقالت د. سعاد الخولي مديرة الطب البيطري بالقاهرة إن التحصينات المضادة لمرض الحمي القلاعية بدأت في القاهرة مبكرا قبل ظهور المرض منذ يوم 1 مارس الجاري ولكنها توقفت بمجرد الإعلان عن تفشي المرض في محافظة المنوفية حيث لا يصح تحصين الحيوان في فترة حضانة المرض حتي لا يتأثر الحيوان بصورة سلبية إذا كان حاملاً للمرض.