يحضرني في هذه الأوضاع المزرية، التي نعيشها الآن، والتي وصلت إليها حال أمتنا العربية والإسلامية، من قصف لقطاع غزة من قبل كيان صهيوني محتل وغاصب، يفعل ما يحلو له، وقت ما شاء، بدون تحرك من حكامنا العرب، لنجدة القطاع وأهلة، وسط تبريرات مخزية بأن حماس تابعة للإخوان، ولا ينبغي أن نساعدهم لأنهم ضد مصر، يحضرني أن أذكر القائد صلاح الدين الأيوبي، عندما خلَص القدس من أكثر من 90 عاماً من الإحتلال الصليبي، يحضرني نخوته وغيرته على ممتلكات الإسلام ومحارمة، وعلي المسلمين في بيت المقدس، وكيف هب لتخليص الأقصي وفلسطين من دنس الصليبيين، أمثال الإمبراطور ألكسيوس البيزنطي، الذي قتل المسيحيين قبل المسلمين، وألقي بجثثهم خارج القدس، وأصبحت الشوارع والأزقة والحارات مليئة بالدماء، واستولوا على جميع المساكن وما تحويه، عام 1099م، بعدما كان أهلها من المسلمين والمسيحيين يعيشون في محبة وإخاء، منذ تسلم سيدنا عمر بن الخطاب مفاتيح القدس، من البطريرك صفرمينوس بتاريخ 12 ه، 637 م. النخوة مصطلح لمن لا يعرفه سوي إسم فقط وليس مضموناً، هو الشهامة والمرؤة والدفاع عن المظلوم ضد ظالمة، كلمة أصبحت والعدم سواء في الوقت الذي نعيشة الآن، إلا القليل_ممن رحم ربي_ يتحلي بها، أصبح إعتيادي لدي الناس الآن، رؤية القتل، التحرش، السرقة، الظلم، وأستقبالها بشئ من اللامبالاة وعدم الإكتراث بخطورة هذه الحوادث، وليس فقط، بل امتد الأمر الي قيام من يري تلك الوقائع، بإخراج هاتفه المحمول ليقوم بتصويرها، "عذر أقبح من ذنب". مايحدث الآن في فلسطين، هوصمة عار على جبين كل حاكم عربي، يري ما يفعلة الكيان الصهيوني المحتل والمغتصب لجزء من وطننا العربي، وقلب العروبة النابض، دون أن يتخذ موقف صارم وحازم لوقف هذا العدوان البربري، نتيجة اللامبالاة أوالخزي والعار والإنبطاح التي يعيشه العرب. أطفال تُيتَم، نساء تُرمَل، أباء يفقدون أسرهم، كل هذا والوطن العربي على مستوي الشعوب يغلي من حالة الوهن والتشتت، الذي صار عليه حكامه ورؤساءة. أريد أن أضع نفسي مكان كل حاكم، وأري نظرة الناس لي، وأري كيف تتحرك مشاعري اتجاة طفل فلسطيني أو أم أوشاب أو كهل، يتضرع لي أو يتوسل لي كل أي أتدخل وأمنع هؤلاء الصهاينه عنه؟.. وأحمية من بطشهم، كيف أري مناظر الدماء التي تسيل على مائدة إفطار لأسرة تنتظر أذان المغرب ويأتيها صاروخ من غارة أو دانة مدفع من دبابة لترديها قتيله؟.. كيف أري طفل أوطفلة صغيرة، وفقدان أطراف من جسدهما أو إختراق رصاصة لرأسهما؟. أريد أن أعرف ما المانع من التدخل لمنع هذا العدوان الغاشم، وما المانع من التدخل من جميع الحكام العرب، لحل القضية الفلسطينية والتوحد لذلك، أمة المليار مسلم ليس فيها حكام قادرون على تحقيق ذلك؟!!!. يزيدني الحزن والأسي أن أسمع تبريرات من أشخاص هنا وهناك، _لا يطلق علي من يرددها سوي معدومى النخوة والضمير والمرؤة_ بأننا لن نتدخل ونقف بجوار حماس والمقاومة في غزة في دفاعها ضد الصهاينة، لأنها تابعة للإخوان، ألهاذا الحال وصلنا؟! ، السياسة بخبثها، تنسينا قضيتنا الأهم وهي القدس، ومقاومة الكيان الصهيوني، وتحرير فلسطين. تبريرات مخزية لا يصح ان تخرج من مسلم عربي يري أشقائة المسلمين يقتلون بدم بارد، تبريرات يستمد منها الصهاينة قوة، في اعتدائهم على كل شبر من أراضي الوطن العربي. تلك التبريرات وما شابهها، هي ما دفعت جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني وقت حرق المسجد الأقصي أغسطس 1969، أن تقول " لم أنم ليلتها وأنا أتخيل العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً من كل صوب لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء، أدركت أنه بإستطاعتنا فعل مانشاء فهذه أمة نائمة". ألم يخجل مبرروا قتل أهلنا في غزة، وهم يرون جندي صهيوني من طائرتة يرمي صاروخاً أو قنبلة على بيت لمدنيين، ألم يتحرك ضميرة ولو لوهلة، أن يري بشاعة الإصابات التي تحدث، فقط للأطفال الذين تبتر أيديهم أو أرجلهم، أو تخترق الرصاصات أجسادهم، وأن يطالب بفك الحصار المفروض على القطاع وفتح المعابر، على الأقل. ألا يوجد "صلاح الدين" يعيش بيننا، يستطيع أن يعيد إلينا تاريخ أمجادنا؟!.. ألا يوجد نخوة؟.