ياميش رمضان من العادات التي اشتهر بها المصريين خلال الشهر الكريم، ولا يكاد يخلو منه بيت في رمضان، كما أنه من أساسيات الأطعمة التى يتجمع عليها الصائمين، وتتزين مائدة الإفطار بوجودها.. ونتيجة عدة اسباب منها الصراع الدائر الآن في سوريا والتي تعد من أكبر الدول الموردة للياميش، بالإضافة الي جشع التجار الذين تعودوا دائما على استغلال تلك الفرص، فقد شهدت الاسواق ارتفاع كبير في اسعار الياميش وهو ما أستقبله المواطنون بشئ من التوقع، نتيجة الإرتفاع الذي سيطر على جميع السلع في الفترة الأخيرة. *** أسعار الياميش أرتفعت اسعار الياميش هذا العام بصورة كبيرة جعلت الفقراء ليس في مقدورهم سوى انتظار شنطة رمضان وغيرها من الأشياء التى يتبرع بها الأغنياء. حيث ارتفعت أسعار الياميش هذا العام عن رمضان الماضي، فقد بلغ سعر "اللوز" العام الماضي 80 جنيها للكيلو، ولكنه زاد هذا العام ليصل الى 90 جنيه للكيلو. كما ارتفع سعر "عين الجمل" من 60 العام الماضي الى 120 جنية للكيلو، كما ارتفع "البندق" من 40 جنيهًا العام الماضي الي 55 جنيهًا هذا العام. في حين ارتفع سعر " الفستق " من 70 جنيهًا الي 100 جنيهًا هذا العام، " قمر الدين " ارتفع سعرة من 60 جنيها للكيلو الي 70 و80 جنيها للكيلوا هذا الموسم، " جوز الهند " من 60 جنيه للكيلوا الي 70و 80 جنيه للكيلوا هذا العام. *** تباين أراء المواطنين رغم استقبال الكثير من المواطنين لارتفاع اسعار الياميش بشئ من التوقع، الا أن البعض حمل الدولة المسئولية عن رفع أسعار الياميش، وربطوها باتجاه الحكومة الى رفع الدعم. كرم محمد إمام وخطيب، قال إن أسعار جميع السلع مرتفعة وليس الياميش فقط، مرجعا السبب في رفع سعر الياميش الى اتجاه الحكومة الى رفع الدعم، ومن ثم استغلال التجار الجشعين الأمر في رفع اسعارها في ظل غياب الرقابة الجهات المختصة. وطالب كرم بوجود رقابة صارمة من الدولة على منافذ بيع تلك السلع، فضلاً عن سن تشريعات تضمن عدم ارتفاع اسعارها، بالإضافة الى تطبيق نظام التسعيرة الجبرية على التجار. من ناحيته قال محمد فتحي طالب ثانوي، إن الحكومة مسئولة مسئولية تامة عن هذا الأمر، نتيجة ارتباطها بمصالح رجال الأعمال وشبكات النفوذ والتجار الجاشعين. وتابع فتحي " الحكومة تتعمد دائما أن تأتي على حساب المواطن الفقر وتقف في صالح التاجر الجشع، معقباً "نصير الفقراء عبد الناصر، مات". واختتم كلامة بقوله، أنتخبت الرئيس السيسي علشان كلمه في 30 يونيه عندما قال "لقد عانى هذا الشعب كثيرا ولم يجد من يحنوا عليه" وها نحن في فترة رئاسة السيسي ومازالت المعاناه مستمرة، والأسعار في زيادة، لذا أطالبه بتنفيذ وعده وتحقيق مطالب الشعب الذي انتخبه. من ناحية أخري قال سعد ابراهيم صاحب محل بيع سلع رمضانية إن الياميش ليس متوفراً هذا العام كسابقه، مضيفا أن الأسعار لم ترتفع بشكل كبير كما يردد البعض. وتابع ابراهيم أن لم يستغل ضعف الكمية المعروضة من الياميش ليرفع سعرها ويربح منها الكثير، قائلاً "أعامل الله في سعره، ولا احتكره وأعلم أن الياميش من السلع المهمة للناس في رمضان". وأوضح التاجر أن هناك تجار آخرين يستغلون بالفعل هذه اللحظة من أجل الحصول على الربح الكبير من ورائها، ولا يراعوا ربهم في ذلك. *** اراء الاقتصاديين قال رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة السويس، الدكتور حامد مرسي، السلع الرمضانية الموجودة في السوق الآن، مستورده ومنها الياميش ومن ثم يمثل عبء علي ميزان المدفوعات والموازنة العامة، كما أنها تساعد بشكل كبير في استنزاف الاحتياطي الأجنبي في البنك المركزي، وتثقل الميزانية ما يقرب من نصف مليار دولار. وتعجب من كيفية استيراد الدولة لتلك الأطعمة، والسماح للتجار باستيرادها وهي مديونة لا تستطيع توفير أبسط السلع كالزيت والسكر للمواطنين. وأختتم بوقوله"مفيش ياميش والدولة مديونه، وعلى المواطن اللجوء الي البدائل لأنه ليس من أسس الصيام، خصوصا بعد غلائه". في سياق متصل أرجع الخبير الاقتصادي، صلاح العمروسي، زيادة أسعار "الياميش" إلي انخفاض سعر الجنيه المصري مقابل الدولار، وكذلك زيادة التضخم ومعدلات الطلب علي تلك السلع، كما أوضح أن الواردات لا تكفي حاجة السوق ولا تغطية بشكل كامل. وأضاف العمروسي "إذا أرادت الدولة حلا لذلك فينبغي تيسير الحصول علي نقد أجنبي وهذا غير متوفر في ظل الظروف الحالية. من ناحيته قال عصام رمضان، رئيس لجنة الصحة وحماية المستهلك بالجيزة، إن شهر رمضان يعتبر موسم للمصرين في الأكل، وهذا ضمن ثقافتهم، ومن ثم الإقبال على المأكولات والمشروبات ومنها الياميش. وأرجع رمضان ارتفاع أسعار الياميش الى العلاقة بين العرض والطلب في السوق، فكلما زاد الطلب علي شراءه كلما قلت كمية المعروض بالإضافة الي زياده سعره، مشيراً الى أنه في حالة تقليل الطلب سيتم تقليل السعر. وأوضح أن المجمعات الاستهلاكية الحكومية تعمل علي توفير الياميش، بسعر أقل من المعروض لدي التجار، من أجل تخفيف العبئ علي المواطن، ب20% من السعر المعروض. وأشار الي وجوب استخدام بدائل "الياميش" في رمضان من خلال الإقبال على شراء أطعمه لها نفس الفائدة كالياميش بالإضافة الى قله سعرها، للمراوغم والضغط على التجار لتقليل سعر الياميش. وتابع أن الأزمة السوريه، هي السبب في رفع سعر الياميش، نظراً لأناه المصدر الأول للياميش بالنسبة لمصر، لذا ينبغى سلك طرق أخري في استيراده من إيران وتركيا، لسد العجز في السوق.