التخفيضات بنسبة 70% .. والمحلات تبحث عن المشترين بالرغم من بدايته هذا العام قبل موعده الرسمى إلا أن موسم الأوكازيون للملابس الشتوى هذا العام والذى يشارك فيه أكثر من 3000 محل تجارى لم يلق حظه بسبب إحجام المواطنين عن عمليات الشراء للملابس الجاهزة حيث لم تتجاوز نسبة عمليات الشراء 30% حسب تأكيدات الخبراء والذين أرجعوا حالة الركود إلى سوء الأوضاع الأمنية والاضطرابات السياسية. عدد من التجار وأصحاب محلات الملابس أكدوا خلال جولة قامت بها "الوادي" أن سوق الملابس والأوكازيون يعانى من الركود وإحجام المستهلكين بشكل عام منذ ثلاثة سنوات وبالتحديد عقب إندلاع ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن لم ينج هذا القطاع من تلك الظروف السيئة لأسباب عديدة أهمها تدنى الأوضاع الإقتصادية للمواطنين وأرتفاع الأسعار بسبب أزمة سعر صرف الدولار وأستيراد الملابس من الخارج وسوء الاحوال الأمنية والإضطرابات السياسية للبلاد .. لويس عطية، رئيس شعبة الملابس بالغرفة التجارية بالأسكندرية، أن الأوكازيون يعاني من ركود بالغ، قائلا "كان المستهدف أن تصل نسبة المبيعات فى الأوكازيون 100 %، لكن نسبة المبيعات لم تتجاوز 30%، رغم مرور 3 أسابيع على الأوكازيون وأشار إلى أن الحالة الأمنية هي السبب الرئيسي فى الركود الذي أصاب الأوكازيون، موضحا "غياب الأمن والحوادث الإجرامية أثرت بشكل كبير على الأوكازيون، الناس خائفة من الخروج والتسوق وسط تلك الحوادث والإنفلات الأمني، حتى أن مصانع الملابس التركي فى برج العرب تبحث الإغلاق لتوقف عملها والسطو على سياراتها"، كما أن البرد وسوء الأحوال الجوية ساهما بشكل رئيسي فى حالة الركود. ولفت "عطية" إلى أن نسبة التخفيضات تراوحت ما بين 50 إلى 70%، ووصلت إلى 80% فى بعض المحلات الكبرى التى تعتمد على البضاعة المستوردة، قائلا "نسبة التخفيضات كبيرة لأن كل محل يريد أن يبيع ما لديه من بضاعة حتى ولو ببعض الخسارة، لكن العمل فى المحلات متوقف، وممكن بعض أنواع البضاعة المستوردة هي التى تباع لأن أسعارها رخيصة، لكنها فى نفس الوقت ضارة بالجسم". وأضاف "عطية" أن 60% من المحلات مشتركة فى الأوكازيون، وهناك 70% "ستوك" من البضاعة ولا يمكن إرجاعه للمصانع، وقال "أتوقع أن تكون المرتجعات من الأوكازيون كبيرة، وهو ما يؤثر أيضا على المصانع، خصوصا أن المصانع تعمل بنسبة 50%، أي بنصف طاقتها وقال محسن غالي، أحد أصحاب محلات الملابس الجاهزة بمنطقة وسط البلد والمشاركين فى الأوكازيون أن الموسم هذا العام إنضرب " على حد قوله " ومنطقة وسط البلد هى التى تحملت النصيب الأكبر فى هذه الخسائر حيث لم ينزل المواطن الى هذه المنطقة للشراء بسبب الإضطرابات السياسية والأمنية والمظاهرات التى تحدث فى ميدان التحرير بعد ان كانت محلات وسط البلد ينهال عليها الناس من كافة المناطق البعيدة منها والقريبة .. أما حمدي أبو العينين، وكيل أول الغرفة التجارية بالقليوبية، فقد أكد أن توقف السياحة، وخصوصا العربية منها، أسهم بشكل كبير فى ضعف حركة البيع والشراء، قائلا "كان العرب يأتون إلى مصر ويحدث رواج فى الأسواق نتيجة قيامهم بالشراء، لكن هذا العام والعام الماضي توقفت السياحة نتيجة ظروف البلد فضعف الإقبال على الشراء، إضافة إلى الدعاية بأن هناك عمليات سطو وسرقات جعلت هناك إنطباع سلبي لدى الناس فأحجموا عن النزول ليلا والتسوق من المحلات" ، مشيرا إلى أن نسبة المبيعات لم تتجاوز تقريبا 20%. ولفت "أبو العينين" إلى أن هناك نوعين من البيع، قائلا "هناك بيع قطعي، وهناك بضاعة أمانات، وفى تلك الأخيرة يتعامل صاحب المحل بالآجل مع المصنع، بمعنى أنه يكتب وصولات بقيمة البضاعة ثم يحاسب المصنع بعد ذلك ويرد إليه المرتجع، وفى هذا النوع من البيع أيضا يسهم المصنع مع المحل فى نسبة الخصم التى يقوم بعرضها من أجل تسويق البضاعة" ، وأضاف أنه من المقرر أن ينتهي الأوكازيون الشتوي بعد إسبوعين، لكن من المتوقع تجديده حتى آخر مارس المقبل.