الغرب صور القضية على أنها صراع بين الإسلام والمسيحية قال الدكتور محمد رفعت الإمام، أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر بآداب دمنهور، إن اعتراف مصر بمذابح الأتراك ضد الأرمن سيكمل دورها الإيجابي، باعتبار أن الأرمن جزء لا يتجزأ من المنظومة المصرية. وأضاف خلال ندوة، «المذابح الأرمنية 1894 – 1896: سياسة أم دين ؟»، إنه في مقابل ما تفعلته تركيا من استخدام كل الوسائل لضرب مصر وآمالها، فيجب على مصر أن تعترف بأن ما جرى للأرمن سواء فى الحقبة الحميدية أو الاتحادية يُمثل جريمة «إبادة جنس جماعية». وأشار رفعت، خلال الندوة التي نظمتها كلية الآداب بجامعة دمنهور، بحضور جمع من الآكاديميين والباحثين، أن القضية الأرمنية فى الدولة العثمانية قد ولدت رسمياً بموجب المادة «61» من معاهدة برلين عام 1878. وتابع، أن الإدارة العثمانية لم تُنفذ ما وعدت به من إصلاحات للأرمن العثمانيين، وفى عين اللحظة ، انشغلت أوربا لاسيما الدول التى قبلت مراقبة تنفيذ المادة " 61 " بمصالحها الكبرى عن الاهتمام بالقضية الأرمنية واستطرد الدكتور محمد رفعت «ورغم أن القضية الأرمنية كانت لا تعدو أن تكون مجرد مجموعة إصلاحات إدارية فى الولايات التى يسكنها الأرمن العثمانيون فى شرقي الأناضول ، فإن الغرب قد صوَّرها للرأى العام على أنها صراع الإسلام ضد المسيحية» من جانبه اعترض الدكتور صبرى العدل، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة مصر الدولية، خلال حضوره الندوة، على استخدام مصطلح «المذابح الأرمنية»؛ لأنه وجهة نظر الغرب، فقام الدكتور «رفعت» بالتعقيب بأن مصطلح «مذابح» يُستخدم فى الدراسات التاريخية عبر العصور وأخيراً سأل الدكتور أحمد عبد الدايم، أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر بمعهد الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، عن القضية المرفوعة فى المحاكم من أجل اعتراف مصر بالإبادة الأرمنية ؟ وهل يجب أن تعترف مصر بها ؟ وماذا لو إعترفت ؟ وأجاب الدكتور الإمام بأن مصر دولة مركزية فى الشرق الأوسط، ويجب أن تُثبت للعالم أجمع أنها نصيرة للشعوب المظلومة سواء تاريخياً أو آنياً . والكل يعرف المواقف المشرفة لمصر شعباً وحكومات عندما استقبلوا اللاجئين الأرمن من المذابح وفى حال اعتراف مصر، تكون قد أكملت دورها الإيجابى لصالح الأرمن الذين يُشكلون جزءاً لا يتجزأ من المنظومة المصرية.