27 قتيلا و29 مصابا ضحايا حادث قطار الموت ب "دهشور" : صاحب السيارة "اللوري" : طريقة تأمين المزلقان "تافهة" وعمال المزلقان وسائق القطار المتهم الأكبر في ضحايا قطار دهشور مدير الادارة الفنية بهيئة السكة الحديد بدهشور يطالب بضرورة عمل كوبري علوي فوق المزلقان يبدو أن الغلابة في هذا البلد صار فرضاً عليهم أن يصاحبوا الموت يوميًا وفي كل المناسبات، كأنه أحد عيالهم حتى ولو كانوا عائدين من فرح، ففي كل ليلة أصبح حتمًا على المواطن المصري أن يتخوف من الخروج من بيته ليمارس حياته اليومية في ظل الإهمال الصارخ في كل مرافق ووسائل النقل. وفي ذلك اليوم المشهود وقعت الكارثة التي أسفرت عن إزهاق أرواح ما يقرب من ثلاثين مواطناً، غالبيتهم من الأقباط، كانوا عائدين من أحد الأفراح الليلية وذلك دهساً تحت عجلات قطار دهشور في الساعات الأولى من صباح اليوم . "الوادي" انتقلت إلى موقع الحادث على طريق الفيوم والذي يبعد نحو 70 كيلومتر عن المحافظة وكان الطريق السريع مفتوحًا على مصراعيه أمام السيارات المارة عبر مزلقان دهشور الذي يبعد خطوات عن قطاع الأمن المركزي "الشهيد أحمد سعيد" في غياب تام عن التأمين أو وجود إرشادات عامة علي طول الطريق، فضلا عن نوم عاملي المزلقان خلال وقوع الحادث الأليم الذي راح ضحيته نحو 27قتيل و28 مصابًا في أتوبيس رحلات يحمل رقم (126) الفيوم وسيارة نقل "لوري" قد تم تهشيمهما بالكامل ودهس كل من كان في الأتوبيس الجماعي تحت عجلات قطار الموت، حتى صار الشعار العام الذي يوصف به حال قطارات مصر.. "سكك حديد مصر تأخذك إلى الجنة". العديد من شهود العيان على الواقعة اتهموا كلا من سائق القطار وعاملا المزلقان ومسئولي السكك الحديدية، بالمسئولية الأكبر عن الكارثة وفي هذا الإطار قال الصباحي السماحي، ابن عم سائق السيارة اللوري والذي كان بجوار الحادث إن الخطأ وقع من خفير المزلقان والمسئول الرئيسي عن وضع جرس الإنذار والإشارات الضوئية للتنبيه، فضلا عن إغلاق الطريق لحظة مرور القطار، حسبما وصف له سائق اللوري المعروض حاليا على نيابة أكتوبر. وتساءل : كيف لمزلقان مثل هذا أن يتم تأمينه بهذه الطريقة "التافهة" بدون علامات إرشادية للمركبات، علاوة على اختفائها تمامًا ليلاً، حيث لا يستطيع السائق بسهولة التعرف عليها مما يعرضه لمخاطر داهمة. وأضاف الصباحي أن المساعد "التبّاع" حاليًا بمستشفى قصر العيني ولا يعلمون حالته جيدًا ما إذا كان سيعيش أم لا؟ فيما وصف مصطفى محمد، أحد أقارب سائق اللوري، ما حدث بالمجزرة خاصة أنه يعد تهاونًا واضحًا في دماء المصريين، فعملية التأمين غائبة تمامًا عن هذا المزلقان والذي شهد العديد من الكوارث السابقة، مطالبًا بضروة محاسبة الخفير والمسئولين عن هذا الإهمال الجسيم. وأوضح أنه لو كانت الحادثة لمركبة واحدة، لكان الخطأ سيقع أغلبه تقريبًا على سائق هذه المركبة، إلا أن ما شاهدناه غير ذلك، فما حدث هو قيام القطار بتحطيم مقدمة السيارة اللوري من اتجاه الذهاب، وجرّ أتوبيس نقل جماعي، محملا بالركاب من الجهة الأخرى وبالتالي هناك خطأ واضح في عملية تأمين المزلقان. وطالب مصطفى بضرورة محاسبة المسئولين وعلى رأسهم الخفير،عما بدر منهم من إهمال تسبب في إزهاق الأرواح، كما يجب محاسبة كل مسئول تهاون في إنشاء كوبري علوي خاص بالمزلقان، حقنًا للدماء والأرواح التي تزهق مع كل حادث. ومن جانبه، حمّل منصور شكري، أحد شهود العيان وبائع متواجد بشكل يومي بالمنطقة الخفير ومسئولي القطارات المسئولية الكاملة عن الحادث، متسائلا كيف يكون الحاجز لطريق مكشوف مثل هذا هو سلسلة أو جنزير حديدي لم تتم صيانته منذ سنوات، والذي يمكن قطعه بأبسط الأشياء، مضيفًا أن الفاجعة الأكبر تكمن في غياب الإشارات الضوئية، إنما تم الاقتصار على وضع بعض القصاصات القماشية الحمراء المتربة، حيث تختفي تلك الاشارات تمامًا مع دخول الليل، فوجودها مثل عدمه لأنها ليست فسفورية عاكسة تنبه السائقين، فضلاً عن أن الرؤية الليلية للقطارات ضعيفة للغاية، وتحتاج لإشارات ضوئية تحث السائق على توخي الحذر. وقد طالب السيد عبد القوي، مدير الادارة الفنية بهيئة السكة الحديد بضرورة عمل كوبري فوق المزلقان، خاصة وأن المساحة المطلوبة لعمله متاحة ولن يتطلب ذلك مصاريف باهظة مقارنة بالارواح التي أزهقت بشكل متكرر . من جانبه رفض محمد إبراهيم، أحد شهود العيان الأسلوب الذي قام به أهالي المتوفين حيث اعتدوا على الخفير البديل، لغفير النوبة الليلية،متسائلا : ما ذنبه؟ . أحد مجندي الأمن المركزي "قطاع الشهيد أحمد سعيد"، المجاورة للمزلقان، وصف ل"الوادي" ما حدث بالمأساة الحقيقية، حيث قام القطار بسحب الأتوبيس أمامه، لمسافة تخطت 1000 متر وبطول تلك المسافة سقطت الأشلاء وبقايا ملابس ودماء وجثث جميع من كانوا بالأتوبيس. وقال المجند إن ما حدث لا يمكن وصفه فهو مفزع بكل ما تحمله الكلمة من معني وسرعان ما جاء مواطنون بالطريق، لتفقد الحادث وإنقاذ ما يمكن إنقاذه . ونفى حمادة شكري، مالك السيارة النقل "اللوري"، مسئولية السائق عن الحادث، خاصة أنه وقع عبر الاتجاهين والمسئولية مشتركة بين سائق القطار وعامل المزلقان والخفير والمسئولين عن تأمين المزلقان، متسائلا : كيف يتم تأمين مزلقان على الطريق السريع بتلك الطريقة المتواضعة "التافهة" بسلسلة جنزير دون وجود أذرع حديدية تتصدى لأي تجاوزات من قبل السائقين .