ضمت ميادين مصر المختلفة مئات الآلآف من المصريين المحتجين على برائة رجال النظام السابق من تهم قتل الشهداء، ويصادف ذلك الحدث حزن المصريين على ذكرى نكسة 1967، وهو ما يثير التساؤل حول هل فوز الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسة يمثل نكسة جديدة لمصر كالتي شهدتها البلاد عام 1967، خاصة وأن ثورة 25 يناير قامت للقضاء على النظام السابق وأعوانه، فيما يتنافس الفريق شفيق اليوم على كرسي الرئاسة، وكأن الثورة لم تكن، والشهداء ذهبت أرواحهم سدى، وكل شيء عاد لما كان عليه أو أسوأ. قال د . أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة أن نكسة 67 تعتبر ذكري مريرة ونرجو أن لا تتكرر مرة أخرى في حالة وصول شفيق للحكم، لأن الثورة المصرية أكبر من شخص ولا أحد يستطيع إجهاض الثورة المصرية، مضيفاً أن ما حدث مؤخرا من وصول شفيق للجولة الثانية في الانتخابات ونتيجة محاكمة المخلوع هى مبرر كافي لاثارة الشعب خاصة حالة الاحباط التى اصيب بها أهالي الشهداء والمصابين. واضاف ان الثورة المصرية انتصرت وغيرت الشعب المصري ووضع مصر في الخارج، مستشهداً بحال مصر قبل ثورة 25 يناير والآن، مستبعداً قدرة الفريق أحمد شفيق على عودة النظام القديم، خاصة انه لم يتحدث ضد الثورة او الثوار، وأن ما يتردد بخصوص نكسة جديدة للشعب المصري هو نوع من المبالغات وتدخل في الحرب الدعائية، قائلا " لا اعتقد ان هناك شيء يأثر علي الثورة، ومن المتوقع حدوث مشاكل لكن الثورة مستمرة في تاريخها وتستمر الي الابد". ومن جانبه أكد عبد الله الأشعل استاذ القانون الدولي والمرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية، ان فوز شفيق بالرئاسة هو نكسة تختلف عن نكسة يونيه 67، لأن النكسة كانت هزيمة للجيش المصري وليس هزيمة للشعب، الذى انتصر في 1973 اما نكسة يونيه 2012 فستكون نكسة للشعب المصري والأمة بسبب هزيمة الشعب من الجيش المصري ، واضاف الميادين كلها رافضة لوجود شفيق وفي حالة فوزه فهذا اكبر دليل علي تزوير الانتخابات، وطالب الاشعل المجلس العسكري بأن يخضع لإرادة الأمة واستبعاد شفيق من الرئاسة، متساءلا كيف تنشأ الديمقراطية علي يد عسكري لا يعرف سوى الديكتاتورية. وأضاف ناجح ابراهيم كبير منظري الجماعات الاسلامية، أنه في حالة فوز احمد شفيق سوف تعود الثورة من جديد الي ميدان التحرير وكل ميادين مصر لإسقاطه قبل ان يتسلم مهام عمله، لانه يدين بالولاء للنظام السابق، موضحاً ان تاثير فوز شفيق سيكون له نفس الاثر المعنوى لنكسة يونيو 67، وإن اختلفت ستكون في عدد القتلي واسباب النكسة. وتوقع الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث السياسي بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حدوث صدام عنيف بين الإخوان وشفيق في حال فوز الثاني بمنصب رئيس البلاد. وأضاف ربيع أن الصدام بين الطرفين، متوقع له أن يصل إلي حد يصعب معه الحفاظ علي استقرار البلاد، وقد تكون المظاهرات متواصلة في الشارع وهذا أمر من الوارد جداً أن يحدث في ظل الرفض العام لشفيق. كما اكد محمود غزلان المتحدث الرسمى باسم جماعة الاخوان المسلمين ان مجيء شفيق للرئاسة " نكبة ونكسة " علي مصر وشعبها سواء جاء في يونيو ذكري نكسة 67 او غيرها . فهو رمز لعودة النظام البائد حيث يمثل النظام الفاسد القاهر للشعب المصري الذى يعوق الشعب عن الحرية وعن حقه في العيش بوطنه . واضاف غزلان ان ما يؤكد حدوث نكسه جديدة لمصر هو صدور الحكم الاخير علي الرئيس المخلوع الذى بشر ما سيكون عليه نظام شفيق من فساد يمثل استمرار لعهد صديقه المخلوع . كما اكد غزلان انه في حالة وصول شفيق للرئاسة هذا سيؤدى الي سقوط البلاد وفقد استقرارها ويدخلها في عوائق لا يعرف مداها سوى الله .