علي الرغم من إن الوطن العربي شهد نكسة1967, ولكن يبدو انها لم تكن أخر النكسات, خاصة وقد شهدت توابع بعد ما يقرب45 عاما, تمثلت في ما يحدث الآن في مصر وسوريا وليبيا وتونس. فلكل دولة حكاية بدأت بالمطالبة بالحرية من أنظمة لم تختلف كثيرا عن العدو الصهيوني الذي كان وقتها عدوا معروفا لنا, سقط ما سقط من رءوس تلك الديكتاتوريات ولكن تبقي الشعوب في طريق كفاحها معلنة انها لن تستسلم ولن تخضع ولن تركع لمن يريدون لها ان تدخل قمقمها مرة أخري فالمارد المتمرد علي الظلم والقهر لن يعد لما كان علية...الأهرام المسائي استطلعت آراء الشارع المصري حول نكسة...67 في السطور التالية: يقول عم محمد عامل بوفيه انا عشت النكسة بأكملها واتذكرها جيدا وكأنها حدثت اليوم, واكثر ما احزنني وقتها قتل الاسري المصريين وخسارتنا الفادحة في الجيش المصري, كما لم تكن هذه نكسة علي مصر ولكنها كانت نكسة علي الوطن العربي, حيث كان الجيش يعاني فيها من حالة عدم القبول التي تعاني منها الشرطة الآن في الشارع, غير ان الجيش المصري وقتها كان مهزوما وتعرض لحالات من الاعتداء والضرب والسرقة من المواطنين في الشوارع, نتيجة عودتهم مهزومين وظلوا يعانون من هذه المعاملة لعدة سنوات حتي انتصار اكتوبر.73 وصمت قليلا والحزن علي وجهه قائلا:ان الجيش المصري وقتها بذل اقصي ما في جهده اذن فلماذا يكون هذا جزاءه؟ ولولا انتصار73 لعاش الجنود في الاضطهاد وقتا طويلا دون اي سبب سوي انه تمت هزيمته في الحرب دون قصد, بل بالعكس فالجيش حزن اكثر من المواطن العادي لانه يعتبر نفسه هو المسئول عن الوطن وامنه وحمايته ولذلك يجب ان يكون الجيش والشعب يد واحدة, حتي يقفوا ضد اي اعتداء خارجي متمنيا ان يحدث هذا حاليا حتي يعود الهدوء لاركان الوطن بعد طرد العناصر الفاسدة منه. الآن.. أسوأ!! وقال عمرو حسن مدرس بإحدي مدارس اللغات في رأيي أن النكسة التي تعيش فيها حاليا أبشع من اي نكسة عاشها الشعب المصري من قبل, فعلي الاقل نكسة67 أتي بعدها انتصار اكتوبر, اما حاليا فالهزيمة تكثر والفشل يطارد ثورة25 يناير التي استشهد بها كثير من شباب مصر, وللاسف الشديد لم يقدر احد دم هؤلاء الشباب وعائلاتهم الذين كانوا يأملون في ان يقتصوا لدم ابنائهم ولكن بعد المحاكمة الاخيرة وبراءة كل عناصر الفساد ضاعت حقوق هؤلاء الشهداء وفقدت امهاتهم الامل في استرجاع حقوق ابنائهم, ولكن الله قادر علي كل شيء, كما اري انه لايوجد بريق امل فالشعب لا يوجد لديه غير ميدان التحرير للاعتصام, وفي نهاية الامر ينفذ ما في عقله دون الاهتمام بطموح ومطالب المواطنين.. وينهي عمرو كلامه بابتسامة امل ان الفرج من عند الله قريب. الاخوة الأعداء! أما أحمد عبدالهادي, صاحب محل ملابس فيقول: نكسة67 لم تكن نكسة إلا علي الشعب المصري بسبب خسارته الفادحة في الاسلحة والارواح, كما فقد الجيش ثقة الشعب فيه, كما كانت النكسة سببا في انتصار اسرائيل, واحتلالها للضفة الغربية وهذا ما احزن الجيش أكثر, ولكن النكسة اعطته الحماس والشجاعة لكي ينهض مرة أخري ويتحدي الهزيمة بانتصار73 وهو من اقوي الانتصارات التي حققها الجيش المصري ولكن اريد ان ينظر الشعب حاليا إلي هذه النكسة ويتعظ منها ومن الاخطاء التي حدثت بها, وكيف كانت هدفا لتحقيق انتصار اكبر بعدها, فما يحدث الان يعتبر مهزلة شعبية, فالاوضاع كلها انقلبت فاصبح القريب هو العدو, والعدو هو القريب واصبحنا في زمن الاخوة الاعداء وكل هذا بسبب عدم اتحادنا علي مبدأ واحد فثورة يناير كان هدفها ان نظل يد واحدة ولكن ماحدث في الفترة الاخيرة ودخول عناصر غريبة اصبح الشعب متفرقا, وبدلا من ان يكون الهدف هو تحقيق العدل والامن والامان, اصبح الهدف حاليا هو الصراع علي السلطة, وهذا ما ادي إلي انقسامنا إلي طرفين, وهذا لم يحدث علي الاطلاق في اي ثورة من ثورات الشعب المصري, ولذلك ان لم يصح الشعب في الوقت المناسب, سيتم احتلالنا من اي عنصر خارجي أو من العناصر الداخلية التي لاتهتم بمصلحة الوطن ولكن هدفها السلطة والمال فقط. بلطجة وأضاف محمد موسي, صاحب محل أدوات منزلية: العالم حاليا يشهد نكسات وطنية كثيرة لاتقارن بنكسبة67 التي تمت فيها هزيمة الجيش المصري, كما لم تنته تبعات حرب67 حتي اليوم, فاسرائيل مازلت تحتل الضفة الغربية وفلسطين, ولذلك فالوطن العربي يشهد نكسة في الاوضاع السورية وكذلك المصرية, غير ان سوريا والاردن كانوا مع مصر في نكسة67 ولكن في تلك الحرب كانت اسرائيل هي التي احتلت الاراضي العربي, وكان النزاع ضد عدو واضح, أما هذه المرة فالنزاع ضد انفسنا, ومع الجيش, الذي كان يوما من الايام يحمي الوطن, ولكن حاليا يعتقد الشعب المصري ان الجيش هو السبب في النزاعات التي تحدث, كما ان النكسة الحالية التي نعيشها تشهد حالة من الفوضي والبلطجة وعدم الامن والامان والظلم والاستبداد, وذهب فداء لها ضحايا اعتقد انهم اكثر من ضحايا67, ولذلك يجب اعادة النظر مرة أخري إلي أهداف الثورة التي تعتبر في بدايتها ناجحة, ولكن في نهايتها فشلت بسبب عدم اكتمال عناصرها فالمصريين فرحوا بخلع مبارك, وبعد ذلك نسوا أهدافهم الاساسية في تحقيق المطالب المصرية, وان تصبح مصر مثل أي دولة مستقرة. تغيير لاتجميل! ويؤكد أحمد إبراهيم محاسب ان النكسة كانت اسوأ تجربة مرت بها مصر وشعبها, بسبب سوء تخطيط النظام للعملية الحربية, وللمخاطر التي ستتعرض لها مصر, ان لم تخض تلك الحرب بكل قوتها, أمام ا لدول العظمي التي شنت الحرب عليها, وقد ذهب ضحية تلك الحرب التي دمرت مصر, جنودا ومدنيين, ولم يحاكم المتسبب الحقيقي في الكارثة التي لحقت بمصر.