نقلت صحف دولية وإسرائيلية عن محللين ومراسلين أن محاكمة مبارك حدث تاريخي ينتظره الآلاف من المصريين الذين استشهد أبناءهم في ميدان التحرير، وفي الوقت الذي يعتبره المصريون وقت القصاص اعتبرته دول عربية بابا سوف يؤثر علي الدول العربية وسيثير التوترات بين الدول العربية، بينما يرى الرئيس المخلوع نفسه على أنه الرجل العسكري الذي حكم مصر ثلاثون عاما. في تقرير مطول عرضت ال"بي بي سي" محاكمة مبارك حيث بدأت بالحديث عن هتافات أقارب الأشخاص الذين قتلوا في الثورة خارج المحكمة في القاهرة، مطالبين بعقوبة الإعدام للرئيس المخلوع مبارك واصفة جلسات المحاكمات السابقة، والتي سبق وقد أجلها القاضي للشهر الجاري، وقد أنكر فيها جميع المتهمون بقتل المتظاهرين ارتكابهم الجرائم الموجهة ضدهم خاصة المتعلقة بقتل المتظاهرين، وفي الجلسة النهائية وجه وزير الداخلية السابق والمتهم بقتل المتظاهرين حبيب العادلي كلمة للمحكمة بلغت مدتها ساعة ونصف، وذلك في الوقت الذي رفض فيه جمال مبارك نجل المخلوع أي تعليق، وفي تلك الجلسة هتف أهالي المتظاهرين مطالبين بعقوبة الإعدام لمبارك وقد تم تجاوز الشغب من قبل قوات مكافحة الشغب إلا أن هذا اليوم ظل باهتا حتى وصول المخلوع على عجلات – كما وصفها التقرير – وقد حملته النيابة مسؤولية قتل المتظاهرين، ومنذ ذلك الحين ولمدة قاربت الثلاثة أشهر تدرس المحكمة آلاف الصفحات قبل إلقاء الحكم والعقوبة حيث يقول جون لين معد التقرير أن معظم المراقبين من الإدعاء، يعتقدون أن النيابة حرمت المحكمة الكثير من الأدلة الهامة على رأسها مكالمات وزارة الداخلية في الساعات الحاسمة عند قتل المتظاهرين. وفي سياق متصل قالت "تليجراف" أن مشهد محاكمة مبارك هي "لحظات رائعة" ينتظرها الكثير من المصريين مضيفة أنهم في الجلسات الأولى قد استمتعوا بمشهد البث المباشرة لمحاكمته على التليفزيون الحكومي، لاسيما مع إذلال الرجل الذي حكم بتسلط لا شك فيه لمدة 29 سنة، حيث أصبح حلم المصريين، رؤيته في هذا الوضع، بعد إهانته لهم على مدى السنوات ال30 الماضية. ومن جانبها قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن الرئيس المخلوع لا يزال يرى نفسه الرجل الذي خدم كقائد للقوات الجوية، ولهذا لا يمكن محاكمته في محاكمة مدنية، كما أنه يحمل رتبة فريق ويمثل أعلى رتبه في القوات المسلحة. وقالت تحليلات أمريكية أن محاكمة الرئيس المصري السابق، حسني مبارك شهدت في بدايتها اندهاشا من وسائل الإعلام المصرية والخارجية إضافة إلى تعاطف مع الرجل الذي حكم مصر لمدة ثلاثين عقدا بقبضة من حديد، وامام هذا الاندهاش فقد شوهد أيضا بسعادة بالغة من قطاع كبير، وقد عبرت الصحف الخليجية استيائها من فكرة المحاكمة حيث اعتبرت أنه لابد وأن يأخذ القانون مجراه حتى تتم محاكمته بنزاهة وشفافية حيث كانت محاكمته محط أنظار كافة العواصم العربية، إلا أن العواطف كان يجب وضعها جانبا حيث اعتبرت أنه إذا كانت الثورة المصرية معيار للثورات العربية فيجب أن تكون محاكمة مبارك أيضا معيارا للشفافية والنزاهة. أما عن دولة الإمارات العربية المتحدة فقد اعتبرت أن محاكمة مبارك سوف تضر أكثر مما ستنفع، كما تأثير النطق النهائي بالحكم سوف يؤدي إلى استمرار الاضطرابات في الوطن العربي. وقالت صحية "ديلي ستار" اللبنانية، أن محاكمة مبارك لها أهمية رمزية تؤكد على نجاح الثورات العربية ودليل على تطور آليات الديمقراطية في أعقاب الثورات. وفي صحيفتين يوميتين سعوديتين الرئيسية قالتا أن مبارك رجل قوي ومهما كانت المحاكمة فلا بد وأن تراعي حالته الصحية خاصة وأن الهدف النهائي للمحاكمة هو العدالة وليس الانتقام إلا أن الصورة الحالية تؤكد أن المصريين يريدون الانتقام منه وليس تحقيق القانون والعدالة. وأضاف التقرير، نقلا عن صحية جوردان تايمز الأردنية أن وجهة النظر الأردنية لم تختلف كثيرا عن السعودية والتي رأت أن المسئولين لديهم حالة ذهول من محاكمة مبارك الذين لم يتوقعوا حتى الآن مثول مبارك للمحاكمة وجلوسه في قفص الاتهام، خاصة وأن المجلس العسكري لديه مصالح مع الرئيس المخلوع لهذا فإن محاكمته لا بد وأن يتم في سياق موازنات حتى تستمر الامتيازات.