أدلى الاقتصادي البيروفي هيرناندو دي سوتو بشهادة خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تحت عنوان "نداء من أجل الحرية الاقتصادية في العالم العربي"، بحضور مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية سابقا في عهد الرئيس بيل كلينتون، لمناقشة الأسباب الاقتصادية للاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتحديد مدى قدرة المخصصات الأمريكية (مليار ونصف المليار دولار) على الدفع بالتطلعات الديموقراطية والاقتصادية إلى الأمام". وأكد دي سوتو أمام اللجنة، أنه في الوقت الذي يعتبر فيه معظم صُناع السياسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا الثورات في العالم العربي بمثابة مشكلة، إلا أنه يعتبر هذه الثورات هي حل لمشاكل النمو الاقتصادي وأنها تساهم في إرساء السلام بالمنطقة. وقال أن منظمته وصلت إلى نتيجة مفادها أن شرارة الربيع العربي "اشتعلت بفضل أصحاب المشروعات الذين أضرموا النار في أجسادهم احتجاجا على افتقارهم لحقوق المِلكية، ثم تعاطف الملايين من العرب معهم."، وعلى الرغم من الاعتقاد السائد في الغرب بأن غالبية العرب لا يريدون ولوج السوق، أظهرت الأبحاث والدراسات التي قام بها معهد الحرية والديمقراطية أن اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كانت "في خضم الانتقال من مرحلة ما قبل السوق إلى مرحلة نظام السوق، وأن العنصر الحاسم في نجاح هذه المرحلة الانتقالية هو تمكين الناس العاديين من الحصول بسهولة على حقوق المِلكية القانونية". وأكد أن الدراسات التي أنجزها معهد الحرية والديمقراطية حول تاريخ النمو الاقتصادي بأن حقوق المِلكية "من بين الأسباب الرئيسية التي تفسر انتصار روح المبادرة في الغرب على مدى ال150 سنة الماضية". وأوضح دي سوتو لأعضاء الكونجرس بأن ريادة الأعمال وروح المبادرة تعني "خلق تركيبات ذات قيمة" من الأشخاص والأشياء، مضيفا بأن ما يُمَكن أصحاب المشروعات من القيام بذلك، هو قانون المِلكية والأعمال التجارية. يذكر أن منظمة "دي سوتو"، المسماة معهد الحرية والديمقراطية والموجود مقرها بعاصمة البيروليما، عملت في منطقة الشرق الأوسط على مدى ال12 سنة الماضية، بما في ذلك مدة 20 شهرا قامت خلالها بالتحقيق في الأسباب الكامنة وراء الربيع العربي.