الزواج بالوشم والطلاق بماء النار هي أحدث طرق الزواج العرفي التي يتبعها الشباب ، ويستخدمها كغطاء لعلاقات غير شرعية تحت مسميات غربية غريبة علي مجتمعنا الشرقي ، والتي تأخذ من حين لأخر أشكالاً عديدة مثل "زواج الوشم ، زواج الكاست ، زواج الطوابع ، ووثيقه حب بالدم " ، ونتج عن هذه الطرق في الآونة الأخيرة ألاف الأطفال مجهولي النسب نتيجه لأكثر من 6 ملايين حالة زواج عرفى . "الوادي" تفتح هذا الملف الذي يدق ناقوس الخطر علي الجميع لينذر المجتمع بمشكلة كبري تهدد مستقبل الأسرة المصرية وبداية المأساه بصمه دم.. مريم تزوجت وهى فى ثانيه إعدادى من جارها وكان عمرها حين ذاك 14 سنه فكان يعمل نجار فى ورشه نجاره وكان من الغريب أنهم تزوجا عن طريق بصمه الدم حيث قامت بالبصم على ورقه مكتوب عليها زوجتك نفسى ، بجرح صابعها لإنزال الدم منه وبصمت بالدم على الورقه، فقد قضت تلك البصمه على حياتها كما تورطت فى هذه العلاقه الغريبه من نوعها ذلك لعدم الرقابه الكافيه فى المنزل لأن والدها متوفى وأمها تعمل فراشه مدرسه وفى المساء تعمل خادمه فى إحدى البيوت. أما الطالبه زمرده فقد سلكت طريق آخر هو الطريق الذى إعتدنا سماعه فى تلك الفتره، فزمرده طالبه جامعيه تعرفت على أحد أصدقائها بالجامعه وأرتبطت به عرفياً وكانت النتيجه من تلك الكارثه أنها حملت وعندما علمت بذلك طلبت منه التقدم لها بشكل رسمى ولكن تهرب منها، وفى نفس الوقت تقدم لها عريس آخر وقد أصرت أسرتها على الزواج منه، وفى ليله الزفاف إعترفت له بكل الحقيقه وأتفقت معه على أن يتم الطلاق بعد فتره حتى تصبح الأمور عاديه، ولكن عندما وضعت سجلت المولود باسم زوجها الذى وقف بجوارها حفاظاً على سمعتها، وعندما علم الزوج بهذا الفعل رفع قضيه إنكار نسب، وإنكشف كل شئ عندما قال الحقيقه أمام القاضى، وهى أن الطفل ليس إبنه ولكنه إبن شخص تزوجت منه عرفياً. وعلى صعيد آخر يرى محمد المصرى، الطالب بكليه الحقوق جامعه عين شمس أن الأشكال الجديده للعلاقات غير الشرعيه متعددة ومنها الزواج بالدم بجرح صغير فى يد كل من الشاب والفتاة ويسلم كل منهما على الآخر فيصبحا زوجان، وقد تطورت الآن الأساليب التى يمارسها الشباب فى الزواج و منها زواج الوشم عن طريق إختيار شكل معين يتم رسمه على ذراع كل منهما ويكون هذا الوشم بمثابه عقد زواج، وهناك نوع آخر من الزواج وهو زواج الطوابع بلصق طابع بريدى على جبين كل من الشاب والفتاة . فيما رأت الطالبة نورهان أحمد الطالبة بآداب عين شمس أن من أسباب لجوء الشباب لهذه العلاقات غير الشرعية هى البطالة وإرتفاع سن الزواج والتنشئة الإجتماعية الخاطئة . كما قال الطالب "محمد أحمد" بكلية الحقوق أن عدم الشعور بتحمل المسئولية وعدم الألفة فى المنزل هو السبب فى ظهور وإنتشار مثل هذه الحالات من الزواج غير الشرعي . كما أشار "هانى محمود" الطالب بكلية الآداب إلى أن غياب القدوة وضعف الوازع الدينى بين الشباب هو السبب فى كل هذه العلاقات المشوهة . وأضافت الطالبة "ريم مروان" آداب عين شمس أن هذه الأشكال الجديدة للزواج موجودة منذ فترة ولكنها منتشرة بدرجه كبيرة فى الجامعات الخاصة، وأن هذا يرجع إلى ما تبثه الفضائيات من أفلام إباحية شجعت الشباب والفتيات على قيام هذه العلاقات غير الشرعية . وأضافت أيضا ً أنها تعرفت على فتاه فى المصيف وعرفت منها أنها تزوجت من شخص عن طريق الوشم ، حيث رسم كل منهما على ذراعه اسم الآخر ثم تم الإنفصال عندما أزالوا هذا الوشم بماء النار . فيما قالت الدكتورة علياء حبيب أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس أن الأشكال الجديدة من العلاقات غير الشرعية والتى تتمثل فى الزواج بالدم والكاسيت والوشم والمتعة وغيرها موجودة بالفعل ولكنها غير منتشرة بكثرة ولا يعلم بها أحد فتتم فى الخفاء بإعتبارها ضد الدين والعادات والتقاليد ، وأرجعت أن السبب فى إنتشار هذه الظاهرة إلى عدة جوانب فالجانب الأول هو الجانب الإقتصادى ويتمثل فى غلاء المهور والمبالغة فى الطلبات التى يطلبها أهل العروس ، أما الجانب الثانى فهو الجانب الإجتماعى ويتمثل فى ظهور فجوة بين الوالدين والأبناء نتيجه إنشغال الأم فى العمل معظم فترات اليوم بالإضافة إلى أن سفر الأب للعمل فى الخارج يساعد على زيادة الفجوة بين الآباء بإعتبارها أفكار صارمة وباليه. بينما رأت الدكتوره عزيزة السيد أستاذ علم النفس بكليه البنات جامعه عين شمس ان الأسباب التى أدت إلى إنتشار هذه العلاقات الغير شرعيه هو إرتفاع سن الزواج بالإضافه إلى العامل النفسى الذى يلعب دور بارز فى هذه القضيه لأن الشباب لديهم رغبات مكبوته لا يستطيعون إشباعها بالزواج الشرعى مما يصيبهم بحاله من عدم التوازن لذا فقد يلجأون إلى هذه الأشكال الغير شرعيه. وأضاف الدكتور أحمد مجدى طبيب نفسي أن هناك عاملاً آخر للجوء الشباب إلى هذه الأشكال من الزواج هو عدم تحملهم المسئوليه لذلك يجب عل الأسره أن تغرس فى نفوس أطفالها كيفيه تحمل المسئوليه والثقه بالنفس، فالزواج بهذه الطريقه يعد زنا لذا فآثاره تكون سيئه بالنسبه للفتاه التى تصاب بالإكتئاب والإحباط وبالنسبه للأسره فهى التى تفقد كرامتها وإحترام الناس لها. فيما أشار الدكتور محمد عبد المنعم حبشى، أستاذ الشريعه والقانون بكليه الحقوق أن هناك شروطاً للزواج الشرعى فلابد أن يستوفى أمرين أساسيين الأمر الأول هو ما يتصل بأركانه وشروطه وأساسها الإيجاب والقبول والولى للمرأه، أما الأمر الثانى مراعاة مقاصد الشريعة من الزواج وهو قصد الإستدامه للحياه الزوجيه وتأسيس العلاقه على الموده والرحمه والذريه. وأكد حبشى أن أغلب ما يجرى من الصور التى نسمعها من الزواج السرى والمتعه والوشم يعتبر زنا ويتم إثبات النسب فى تلك الأشكال بعده طرق ، وهى الشهادة أى إعتراف الزوج بأنه كان على علاقة بهذه الفتاة ، ثانيها القرائن وهى الشهود بالرؤيه أى رؤيتهم معاً والشهود بالإستماع وأخرها تحليل DNA، بينما فى حالة عدم إثبات النسب يقيد الطفل باسم وهمى ، ويحرر بعدها محضر فى قسم الشرطة بأن هذا الطفل مجهول النسب ولا يصح أن يكتب باسم والد الفتاة لأن هذا حرام شرعاً وقانوناً. وفي ذات السياق أكدت الدكتورة سوزان الفلينى رئيس قسم الإعلام سابقاً بكليه الآداب جامعه عين شمس أن الأشكال الجديدة للزواج تنتشر بين مجموعة من الشباب الذين يعانون من خلل دينى وأخلاقى وعدم إستقرار أسرى ، وأن الإعلام له دور كبير فى معالجة مثل هذه المشكلات الخاصة بالشباب لأنه أحياناً يعالجها بطريقة خاطئة مثل النعامة التى تدفن رأسها فى الرمال ، وأن الإعلام الوافد من الخارج قد يبث قيماً وتقاليد مختلفه عن قيم المجتمع ، وأنه لابد وأن يركز على مخاطبة الشباب من الناحية النفسية وتحديد هدف يوجه من أجله الإعلام الداخلي .