رأت صحف قطرية اليوم /الجمعة/ أن من العبث تصور إمكانية الحل السياسي بسوريا إلا إذا كان الأسد خارج السلطة والاحتفاظ بمحاسبته والزمرة الحاكمة على إراقة الدماء، وإن كان تحت رعاية الولاياتالمتحدة وروسيا، مؤكدة أن المخرج الحقيقي للمأساة المستمرة منذ نحو عامين أن يقتنع النظام بأن الشعب اتخذ قرارا لا رجعة فيه هو تنحي بشار. وذكرت صحيفة (الراية) القطرية اليوم في افتتاحيتها، أن الشعب السوري الذي قدم التضحيات الكبيرة من أجل نيل حريته لا يمكنه أن يقبل ببقاء النظام الذي رد على مظاهراته السلمية ومطالبه بالحرية بالقتل والاعتقال والتدمير والتهجير. وأوضحت أن رحيل النظام بأجهزته الأمنية والعسكرية القمعية المسؤولة عن شلال الدم المستمر في سوريا وترك القرار للشعب السوري ليختار من يحكمه عبر صناديق الاقتراع بكل حرية في انتخابات حرة تجري تحت إشراف دولي هو الكفيل بوقف نزيف الدم وحماية هويتها ومستقبلها. وأضافت أن الهجوم الإرهابي الذي وقع بدمشق وذهب ضحيته المدنيون لا يختلف في أهدافه عن الغارة التي قامت بها طائرة حربية أصابت مشفى ميدانيا في درعا بجنوب سوريا، ذهب ضحيته 18 شخصا بينهم نساء وأطفال، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشارت أن استهداف المدنيين بالقتل بالسيارات المفخخة أو القصف بالطائرات وبراميل الموت التي تلقيها الطائرات على بيوت المواطنين عمل يجب محاسبة مرتكبيه أمام المحاكم الدولية باعتباره جرائم حرب ضد الإنسانية. وشددت الراية على أن سياسة خلط الأوراق واتهام المعارضة السورية بالإرهاب لتبرير عمليات القتل والعنف التي يرتكبها النظام لا يمكن أن تنجح في تحقيق أهدافها ولن يتمكن النظام من خداع الشعب والرأي العام العربي والغربي للتغطية على جرائم الإبادة اليومية. وقالت صحيفة (الوطن) القطرية في افتتاحيتها صباح اليوم "إنه لا يمكن مساواة الجلاد بالضحية لكن أوروبا ساوت بين نظام سوريا القمعي وبين طلاب الحرية والكرامة، حين منعت السلاح عن الجانبين، فالقرار الأوروبي يوسع دائرة الدم ويطيل عمر الأزمة التي يدفع ثمنها الشعب وليس هناك أغلى من الدم". وأكدت الصحيفة أن القرار الأوروبي يكشف أن هذا الدم الذي يسيل بسوريا لا يعني القارة الأوروبية وإلا لخرجت بقرار تزويد الثوار بالسلاح للدفاع عن النفس بأقل تقدير، وأن ثورة سوريا مصيرها إلى انتصار مدو، سواء قررت أوروبا لاحقا تزويد الثوار بالسلاح أم استمسكت بقرارها غير الصائب. واختتمت الوطن افتتاحيتها بالقول إن "نيران الثوار الآن في دمشق، بل هي تطال قصر تشرين الرئاسي بقلب العاصمة.. إن الثوار على موعد قريب من النصر، ليت أوروبا تسمع ما يقال". وكتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها "من المؤكد أن ما أجمعت عليه مكونات المعارضة الوطنية منذ تآلفها، كانت تستند فيه إلى مطالب الشعب السوري وانتفاضته بالإصرار على تنحي بشار الأسد وكافة أجهزته الأمنية والعسكرية المسؤولة عن شلال الدماء بسوريا، ومحاكمتهم على الجرائم التي اقترفوها. وأكدت أن الشعب السوري ومقاوموه في الداخل وممثلوه السياسيون في الخارج في النهاية هم من سيقولون كلمتهم في مصير النظام ورموزه، مشددة على أنه لن تستطيع أي قوة إقليمية أو خارجية أن تفرض عليهم حلا لايسبقه إعلان بشار الأسد تنحيه عن السلطة ورحيل نظامه القمعي بكل رموزه وحتى إن كانت هناك مفاوضات لن يتوقفوا عن مقاتلة النظام.