أكدت صحيفة (الراية) القطرية في افتتاحيتها اليوم الاثنين أن تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بشأن "عدم قدرة أي من نظام الرئيس بشار الأسد أو معارضيه على حسم الأمور عسكريا في النزاع المستمر منذ 21 شهرا" تدل على حجم المأزق الذي يعانيه النظام السوري بعد أن وصلت الحرب إلى العاصمة دمشق في الأسابيع الأخيرة وهى التي ظلت في منأى عن الأحداث طوال شهور الثورة السورية إلا في ما ندر. وقالت الصحيفة "إن أهمية تصريحات الشرع المختفي عن الأضواء منذ يوليو 2011 تأتي من شخصية من صلب النظام السوري وتكشف عن وجود اختلاف في وجهات النظر بين الشرع والقيادة السورية التي اختارت استخدام الحل الأمني في التعامل مع الثورة ومطالب الشعب بالحرية والتغيير". وأضافت أن من أهم ما صرح به الشرع لصحيفة الأخبار اللبنانية المؤيدة للنظام السوري "أن كل يوم يمر يبتعد الحل عسكريا وسياسيا ونحن يجب أن نكون في موقع الدفاع عن وجود سوريا ولسنا في معركة وجود لفرد أو نظام" .. وهو ما يمكن أن يفهم أنه دعوة للرئيس السوري لإعادة النظر في طريقة التعامل مع الأحداث ووقف الحل الأمني المتبع لأن بقاء سوريا ووجودها أهم من بقاء النظام أو الرئيس نفسه. وأشارت الصحيفة إلى أن الشرع توارى عن الأنظار منذ أشهر عديدة بعد أن فشلت جهوده في إطلاق حوار وطني شامل وإنجاز مصالحة نتيجة إصرار النظام على استخدام القتل والعنف في مواجهة الشعب وهو ما جر على البلاد مآسي كان من الممكن تجنبها لو استجاب النظام لصوت العقل والحكمة. وأكدت صحيفة (الراية) أن تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع تمثل جرس إنذار أخير للنظام السوري بوقف إطلاق النار وإراقة دماء الشعب والاستجابة لمطالب الثورة العادلة التي ضحى من أجلها عشرات الآلاف من السوريين بأرواحهم. وقالت "إن كل المؤشرات تدل على أن النظام يعيش في الربع ساعة الأخيرة وأن أقرب حلفائه إليه "روسيا" باتت تتوقع نهايته القريبة بعد أن أوشك على خسارة المعركة في وجه الثوار السوريين لأن دروس التاريخ تعلم الجميع أن إرادة الشعوب هى المنتصرة وهى الغالبة دائما وأن أعتى الأنظمة الاستبدادية وأقواها عسكريا لا يمكن أن تنتصر على شعب قرر أن ينال حريته ويسترد قراره. وخلصت (الراية) إلى أن النظام قد سقط بالفعل في اللحظة التي أنكر فيها حق الشعب السوري بالحرية والتغيير وسقط أيضا في اللحظة التي استخدم فيها الطائرات الحربية والأسلحة الثقيلة لقتل شعبه وبالتالي تكون تصريحات الشرع أو صرخته قد جاءت بعد فوات الأوان.