يحتفل الشارع المصرى بعيد الحب " الفلانتين " يوم 14 من شهر فبراير فى كل عام ، حيث يقوم العشاق بتبادل الهدايا والرسائل الغرامية ، ولا يختص العيد فقط بالمحبين وحدهم ولكن علاقة الحب تشمل أيضا الأم والأم والأهل والأقارب والأصدقاء ، فهو عيد للتعبير عن حب الناس بعضها البعض . وتقوم محال الهدايا والاكسسوارات بالتجهيز لهذا العيد وشراء الدباديب والقلوب والورود حمراء اللون والتى تعبر عن الحب والرومانسية ، ويستعد العاشقون لشراء الهدايا لمحبيهم ، ولكن فى هذا العام إختلفت الأراء حول الاحتفال بعيد الحب حيث انتشرت دعوات بمواقع التواصل الاجتماعى على الانترنت لمقاطعة عيد الحب بإعتباره بدعة من بدعات الغرب والدين الاسلامى يحرم تقليد الغرب ، وقام الشيوخ بإصدار فتاوى تمنع الاحتفال بعيد الحب ، وعلى جانب أخر هناك أراء تدعو للاحتفال بعيد الحب لأن المصريين حاليا فى حاجة الى عودة علاقة الحب والمودة والترابط بالمجتمع مرة اخرى لتكوين نسيج وطنى واحد . وعن تجهيز المحال والاستعداد لعيد الحب ، فقالت أمل حسنى – 23 عاما – بائعة بمحل هدايا : نقوم بالتجهيز لعيد الحب بشراء كمية اكبر من المعتاد من القلوب الحمراء والدباديب والروائح المعطرة وشنط الهدايا ، حتى شكل المحل نقوم بتغييره حتى يناسب عيد الحب ، أما عن أسعار الهدايا هذا العام فلم تزداد عن العام الماضى ، ويكون الاقبال على الشراء كبيرا فى يوم عيد الحب 14 فبراير . وتابعت : لم أعتقد أن الناس ستبتعد عن الاحتفال بعيد الحب هذا العام ، لأن كل عام تاتى دعوات بمقاطعته ورغم ذلك الناس تحتفل به . وذكر حسام إسماعيل – 36 عاما – تاجر : أفضل فترة بيع هدايا وإكسسوارات فى السنة تكون فى أيام أعياد الحب والميلاد وماشابه ذلك ، فيكون الاقبال على الشراء كبير جدا . أما عن المواطنين ، فترى ريهام محمود – 18 عاما – طالبة : أن مناسبة عيد الحب ليست مهمة بقدر كبير وسط الظروف الحالية التى تمر بها مصر . وأيدتها سلمى إبراهيم – 22 عاما – طالبة : فى أن عيد الحب ليس له أهمية ويعتبر مناسبة عابرة ، والمصريين لا ينتظروا عيدا للحب لمحبة بعضهم البعض . فيما قال أحمد عبد المقصود – 25 عاما – موظف : ان الاحتفال بعيد الحب ليس حراما كما يقال ، ولكنه مناسبة جميلة يحتفل بها العشاق . وقالت كريمة محمد – 26 عاما – محاسبة : اسعد كثيرا بالاحتفال بعيد الحب مع خطيبى حيث يفاجىء كل منا الآخر بهدايا أو نزهة . واشارت أميرة محمود - 20 عاما – طالبة : انها اول مرة ستحتفل بعيد الحب لأنها وجدت شريك حياتها رغم كل الظروف التى تمر بها البلد من أزمات وخاصة الخلاق على حد قولها . وعلى جانب أخر ، قال محسن على – 33 عاما – محاسب ببنك إسكندرية : أن مصر تحتاج الى عيدا للحب من أجل التضامن والتماسك بعد أن أصبح المصريين مقسمين ومفككين . وإتفقت معه أمنية سعد – 32 عاما – مدرسة : فى أن المصريين يحتاجون الأن للحب والترابط واتمنى كل يوم عيدا للحب من أجل مصر . ومن الناحية الدينية ، يقول الشيخ خلف مسعود – من علماء وزارة الأوقاف - : انه يجب التمييز بين الأعياد الدينية وغيرها من الأعياد ، فالأعياد الدينية هى العيدين الأضحى والفطر المباركين ، أما الأعياد الأخرى فتتمثل فى أعياد وطنية كعيد تحرير سيناء و نصر أكتوبر ، واعياد إجتماعية كعيد الأم وعيد الحب ... ؛ فجميعها مباحة طالما لا تخالف الشرع . وتابع : عيد الحب يجوز إذا دعا لحب الأم والأب والقارب وحب الناس لبعضهم البعض ، ولكن بخلاف مايجرى من إرتباط غير شرعى بين الشاب والفتاة والاحتفال بعيد الحب بطريقة مخالفة ومنافية للشرع والأخلاق الحميدة . وختم الشيخ خلف مسعود كلامه قائلا : أن مصر تحتاج حاليا للحب والتعاون والفصل وعدم الخلط بين حب مصر وحب أحزاب سياسية معينة ، لأن مصر هى الأبقى . وعلى الجانب الاجتماعى ، أشار الدكتور شحاتة صيام – أستاذ علم الاجتماع ووكيل كلية الأداب بجامعة الفيوم - : إلى أن مصر تحتاج للحب من أبنائها والعمل من أجلها وترك العنف والخلافات السياسية جانبا ، ولفت الانتباه الى النهوض بمصر ، ولابد أن يكون عيد الحب هذا العام عبارة عن دعوة لحب مصر أولا وأخيرا .