قال الرئيس محمد مرسى، إن مكتب إرشاد جماعة الإخوان لا يحكم مصر، وإن الشعب هو الحاكم الفعلى. مشيرًا إلى أن تكوينه النفسى يمنعه أن يكون تابعًا لأشخاص. وشدد على أنه يتحمل مسئولية قراراته. وأشار «مرسى»، فى حواره مع الإعلامى عمرو الليثى، الذى تمت إذاعته فى الساعات الأولى من صباح أمس، على القنوات الفضائية والتليفزيون المصرى، إلى أن تقنين جماعة الإخوان، تم عرضه من قبل على مجلس الشعب المنحل، ويتم عرضه حاليًا على مجلس الشورى للانتهاء من الإجراءات وفقًا للقانون. وفيما يتعلق بالمظاهرات التى تجوب أنحاء البلاد للمطالبة برحيله، أوضح الرئيس مرسى أن هناك فارقا بين «البلطجى والمتظاهر». لافتًا إلى أن التعامل بقوة وحسم مع المخربين، أما أصحاب المطالب الشرعية «أنا أحملهم على راسى». مؤكدًا أن حرية الرأى أصبحت متاحة للجميع.
ورفض «مرسى» وصف حكومة الدكتور هشام قنديل ب«الفاشلة» من جبهة المعارضة، وطالب المواطنين بمنحهم الفرصة حتى انتخابات البرلمان المقبلة، وسيتم تشكيل حكومة جديدة. وحول ما تردد عن توزيع 3 أرغفة عيش لكل مواطن، قال «مين قال كده؟! الكلام ده غير صحيح والحكومة مقلتش كده أبدًا.. العيش متوافر وأى حد ياخد اللى هو عايزه». رغم أن الحكومة أكدت على لسان الدكتور حاتم عودة، وزير التموين، أنها بصدد توزيع 3 أرغفة فقط على كل مواطن، وذلك فى آخر اجتماع لمجلس المحافظين. وتابع «أتشاور مع رموز المعارضة فى القرارات التى أتخذها، وأجرى اتصالات هاتفية بنفسى مع أكثر من 150 شخصية معارضة لتحقيق المصلحة العامة للبلاد». وقال «مفيش مشكلة بينى وبين أى حزب.. وأقدرهم وأحترمهم.. مثل حزب النور والأصالة والبناء والتنمية والوسط». واللافت أن كل هذه الأحزاب التى ذكرها الرئيس إسلامية.
وبالنسبة لإقالة المستشار خالد علم الدين، أحد قيادات حزب النور، قال «هناك مستشارون قدموا استقالاتهم لأسباب تخصهم، وأنا قررت إقالته لأسباب خاصة، وأنا أقدره وأحترمه». وأعرب الرئيس مرسى عن اندهاشه من حجم الفساد الذى اكتشفه من النظام السابق، وقال إنه أصيب ب«صدمة»، لذا دائمًا ما يطالب الشعب المصرى بالتكاتف معه للقضاء على الفساد، وهو ما دفعه أيضًا لتطبيق قانون الطوارئ، رغم وعوده السابقة «لكن هناك ضرورة للتصدى إلى المخربين الذين يرهبون ويسعون لانتشار الفوضى، ولابد بالضرب بيد من حديد للتصدى لهم، بالإضافة إلى ضرورة التفرقة بين البلطجى والمتظاهر السلمى» بحسب قوله. أما عن الجانب الاقتصادى، فأكد «مرسى» أن مصر تعانى من أزمات اقتصادية، وتحتاج لقرض الصندوق الدولى حتى يمكن الخروج من الأزمة الراهنة. مشيرا إلى أن فائدته «ليست ربا» وإنما مصاريف إدارية. وعن الأزمة مع القضاة، أكد الرئيس، أن الدستور لا يمنحه سلطة إقالة النائب العام، وأنه أصبح محصنًا بعد إقرار الدستور الجديد.
وفيما يتربط بوضع القوات المسلحة، وما أشيع مؤخرًا عن وجود خلاف بين مؤسسة الرئاسة والجيش، قال «مرسى» «إننا نسيج واحد، ورئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع رجل وطنى ويحب بلده، وعلى دراية بالمرحلة الحالية، ولا صحة لما يتردد من شائعات حول وجود نية لإقالته». وبالنسبة للشائعات التى ترددت بشأن بيع قناة السويس إلى دولة قطر، نفى الرئيس مرسى تلك الشائعات، مؤكدًا أن «قناة السويس مصرية خالصة وستظل مصرية، لأنها حفرت بدماء المصريين ولا يمكن لعاقل أن يفكر مطلقا فى بيعها». وعن حرية الإعلام، أكد «مرسى» أن هناك «بعض الصحفيين والإعلاميين الذين يسيئون ويتجاوزون كل الحدود، ويستغلون الظروف للتأثير على المواطن، فلابد أن يكون هناك ميثاق شرف إعلامى حتى لا يتأثر المواطن بالأخبار الكاذبة، ولابد أن يكون النقد بناء وفى مصلحة الوطن، وأرفض السخرية إلا إن كانت فى إطار ترفيهى وفكاهى». وكرر الرئيس عبارة «أنا رئيس لكل المصريين» 7 مرات، مؤكدًا أن العصيان المدنى يجب أن يكون رغبة شعبية، وليس مفروضًا على المواطنين، من أشخاص يحملون الأسلحة ليجبروا الموظفين على ترك وظائفهم، وأصحاب المحلات على غلقها، مؤكدًا أن «من يحملون السلاح ويمارسون العنف ويقطعون الطرق لا يمكن اعتبارهم فى عصيان مدنى، ويجب التعامل معهم بالقوة والحسم والقانون». وأكد أن مدن القناة «قريبة من قلبى وعقلى». مشددًا أنه فرض الطوارئ على الخارجين عن القانون، وفعل ذلك «متألمًا»، لذا فوَّض المحافظين لتخفيفه بعد أسبوع من فرضه. وحول ما يتردد عن تعيين 12 ألف إخوانى للسيطرة على مفاصل الدولة، قال مرسى «هذا غير صحيح، لكن كيف يعمل بدون إدارة قوية فاعلة فى كل مكان بالدولة، ومفهوم السيطرة بمعنى القهر والظلم مرفوض، أما السيطرة بمفهوم الإدارة فهى مطلوبة».
وشدد «مرسى» على ضرورة احترام الشرعية، وقال «أنا رئيس لمدة 4 سنوات وفقًا للدستور». وأشار إلى أنه يستمر فى قرار اتخذه ولا يتراجع فيه بحكم موقعه كرئيس للجمهورية. ولم ينس الرئيس فى حواره الإشارة إلى سائقى «التوك توك»، وقال: «المفروض اللى راكب ميكروباص أو توك توك وشاف حد قاطع الطريق ميسكتش ولازم يتكلم ويقوله كده عيب وغلط». وفى رده على سؤال حول أسباب إقالة اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق من منصبه، وهل ذلك له علاقة بعدم تأمين قصر الاتحادية أم لا، قال مرسى «على فكرة أنا عرفت إن واحد أصيب إمبارح فى مقر الحرية والعدالة فى بورسعيد». وأجاب الرئيس عن علاقة مصر مع الولاياتالمتحدة، فى الدقيقة 86 من الحوار، دون أن يكون هناك سؤال عنها، وفجأة قال «علاقة مصر بأمريكا طبيعية».
موضوعات متعلقة: «الصباح» تكشف كواليس تأجيل إذاعة حوار «مرسى» التيارات الليبرالية تعليقًا على حوار الرئيس: مرسى يعيش فى «كوكب ثانى» حوار الرئيس.. 5 ساعات من «الكوميديا السوداء» «الإخوان» تدعو المعارضة للاستجابة لدعوة «مرسى».. و«مصر القوية» يرفض صحف عالمية: حوار مرسى لن يهدئ الرأى العام الغاضب