مابين التهديد والوعيد للمخربين، وبين عبارة "أنا رئيس لكل المصريين" التي كررها 7 مرات، رصدت "بوابة الأهرام" بعض العبارات التي جرت بين السطور في إجابات الرئيس، في حواره الذي انتهي قبيل فجر اليوم الإثنين، مع الإعلامي عمرو الليثي. بدأ الحوار بابتسامة تبادلها المذيع والرئيس، حول الطريقة التي سيتم بها عرض الأسئلة، سواء كانت سياسية أو بلغة المواطن العادي، أو ستكون بطريقة المعارضة، لكن الرئيس اختار أن تكون تساؤلات "الليثي" معبرة عن نبض رجل الشارع العادي. فاجأ "الليثي" الرئيس مرسي في أول الحوار بتساؤل حول من يحكم مصر.. هل مكتب الإرشاد أم حزب الحرية والعدالة؟، لكن الرئيس ابتسم بطريقة حملت بين طياتها التعجب، ثم أجاب: "الشعب هو الحاكم". وبعد أن سرد مرسي طريقة الحكم، وتكوين شخصيته وطريقة تفكيره، فاجأه "الليثي" بسؤال آخر، قائلا له: أنت وعدتني في حوار سابق أن الشعب لو قال لك إرحل فسوف ترحل، لكن مرسي رد على ذلك التساؤل بالحديث عن الشرعية، قائلا: "أنا رئيس لمدة 4 سنوات وفقا للدستور". هدأ "الليثي" من أسئلته قليلا، وسأل مرسي قائلا: هل تعترف بالخطأ؟، فأجاب: "نعم.. فالأنبياء فقط هم الذين لايخطئون".. ثم عاد الرئيس مرسي وقال فى فقره الحوار: "أحيانا أستمر في قرار اتخذته ولا أتراجع فيه بحكم موقعي كرئيس للجمهورية، وأراه من وجهة نظرى صحيحا". وقال مرسي ل"الليثي": "أنا سعيد إنك سألتني عن رأيي فيمن يشبهونني بالرئيس السابق".. ثم رد مرسي على هذا التساؤل بإجابة بعيدة عن السؤال وقال: "إحنا لازم ننقل.. والنقلة بتاخد وقت.. وأكيد الثورة غيرت كتيرا، والنظام السابق كان فاسدا". ولم ينس الرئيس محمد مرسي فى حواره الإشارة إلى سائقى "التوك توك"، وقال: "المفروض اللى راكب ميكروباص أو توك توك وشاف حد قاطع الطريق ميسكتش ولازم يتكلم ويقوله كده عيب وغلط". وللمرة الثانية، واجه "الليثي" محمد مرسي بوعد قطعه على نفسه من قبل، وخالفه بعدما أصبح رئيسا، بأنه قام بتطبيق قانون الطوارئ على مدن القناة، لكن مرسي كان رده: "هما اللى كانوا عايزين الطوارئ.. وبعدين أنا عملته مضطرا". لكن اللافت للنظر، أن "الليثي" عندما سأل الرئيس عن أسباب إقالة اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق من منصبه، وهل ذلك له علاقة بعدم تأمين قصر الاتحادية أم لا، دخل مرسي في موضوع مختلف تماما، وقال: "على فكرة أنا عرفت إن واحد أصيب امبارح في مقر الحرية والعدالة في بورسعيد". ولم ير الرئيس أن ما يحدث فى بورسعيد عصيان، وقال إن مايحدث حاليًا بلطجة، وأن العصيان المدني ليس بقطع الطرق وحمل السلاح وإجبار الموظفين على مغادرة مكاتبهم، وإجبار التجار على إغلاق المحلات. ودافع الرئيس محمد مرسي عن حكومة الدكتور هشام قنديل، ورفض اتهامها بالفشل.. عندما سأله "الليثي" قائلا: ياسيادة الرئيس الحكومة عاملة مشكلة كبيرة لأنها هتوزع 3 أرغفة عيش بس على كل مواطن"، لكن الرئيس رد بتعجب قائلا: مين قال كده؟ الكلام ده غير صحيح والحكومة مقلتش كده أبدًا.. العيش متوافر وأي حد ياخد اللى هو عايزه". لكن المفاجأة الأكبر من ذلك، أن الحكومة قالت على لسان الدكتور حاتم عودة، وزير التموين، إنها بصدد توزيع 3 أرغفة فقط على كل مواطن، وكل ذلك في آخر اجتماع لمجلس المحافظين. وحين سأله الليثي عن علاقته بالأحزاب، قال: "مفيش مشكلة بيني وبين أي حزب.. وأقدرهم وأحترمهم.. مثل حزب النور والأصالة والبناء والتنمية والوسط"، واللافت أن كل هذه الأحزاب التي ذكرها الرئيس إسلامية. وكانت إجابة الرئيس مرسي على سؤال "الحارة المزنوقة"، دبلوماسيًا، حيث لم يفصح عن طبيعة الأشخاص الذين اتهمهم بأنهم "بيروحوا الحارة المزنوقة يخططوا ضد الثورة"، لكنه قال في هذا السياق: "أنا بطبيعتي حاسم". وحين سأله "الليثي" عن حصار الإسلاميين وأنصار أبو إسماعيل للمحكمة الدستورية، كان رد الرئيس مفاجأة، حين قال: "ماهو قصر الاتحادية اللى قاعد فيه رئيس الجمهورية كان محاصرا هو كمان.. بس أنا لا أقبل حصار أي جهة قضائية". واللافت فى حديث الرئيس مرسى مع الليثي أن كلمات "لن أسمح.. لن أقبل.. لن أتهاون.. غير صحيح.. غير مقبول بالمرة.. أحب.. أقدر.. أحترم" من أكثر الكلمات التي استخدمها الرئيس في إجاباته عن الأسئلة. حيث استخدم (لن أسمح ولن أقبل ولن أتهاون وغير مقبول بالمرة) عندما تحدث عن أعداء الثورة والبلطجية والخارجين على القانون ووقائع التعذيب، بينما استخدم (أحب وأقدر وأحترم) عندما تكلم عن الجيش والشرطة والقضاء والمخابرات العامة وسيناء. والشىء اللافت للنظر، أنه أجاب عن علاقة مصر مع الولاياتالمتحدة، في الدقيقة 86 من الحوار، دون أن يكون هناك سؤال عنها، وفجأة قال: "علاقة مصر بأمريكا طبيعية". بدأ اللقاء الذي امتد لنحو 130 دقيقة، بابتسامة بين المذيع والرئيس، بينما انتهى بطلب "السماح" من الشعب، حين قال مرسي: "سامحوني لو شفتوا أخطائي"، بينما كانت آخر كلماته: "جلدنا تخين.. وهنمشي على الأشواك علشان نوصل للي عايزينه". شاهد الفيديو .. لقاء الرئيس محمد مرسي مع عمرو الليثي http://www.amwalalghad.com/index.php?option=com_seyret&task=videodirectlink&Itemid=0&id=3435