«أمجاد» للسلفيين و«الشعب» للإخوان.. والناصريون يحضرون ل «العروبة» وشفيق يستحوذ على «القاهرة والناس» طارق نور: من حقي كمواطن أن أعمل بالسياسة هاني البنا: القناة ليست دينية وتوجهات مقدمي البرامج لا تعبر عن سياستها
في تطور مفاجئ عقب اندلاع ثورة 25 يناير 2011 انتقل صراع التيارات السياسية من الشارع والميادين إلى شاشة الفضائيات، فبعدما كان الصراع بين التيارات على مقاعد داخل البرلمان أو كسب تعاطف الشارع وفشلت بعض التيارات أو أغلبها فى جلب الشارع نحوها أو الحصول على ثقتهم فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية بعد اكتساح جماعة الإخوان جميع الانتخابات بالأغلبية المطلقة، انتقل الصراع للشاشة حيث بدأ كل تيار سياسى فى التحضير لإطلاق قناة فضائية لكى يصل إلى جميع المواطنين لمواجهة جماعة الإخوان فى نجوع المحافظات. بدأ الصراع بإطلاق جماعة السلف قناة فضائية تجمل اسم «أمجاد»، والتى انطلقت مؤخرا ويقودها الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل ممثل الجماعة حيث يقدم برنامج ال«توك شو» الرئيسى الذى يحمل اسم «ملفات سياسية»، ويرأس القناة الحاج هانى البنا أحد أهم قيادات جماعة السلف. على الجانب الآخر تحضر جماعة الإخوان لإطلاق قناة فضائية كبيرة بديلة لقناة «مصر 25» التى فشلت فى الحصول على ثقة الشارع، وبدأ التركيز على قناة «الشعب» المقرر إطلاقها منتصف مارس المقبل ويرأس القناة الدكتور ماجد عبدالله، ويملكها المهندس حمد مراد وهو الاسم الذى أثار جدلا كبيرا حيث إن مراد يعرف بعدائه للإخوان، ولكن فى الواقع القناة تمول من رجال أعمال الإخوان ويملك الدكتور صفوت حجازى نسبة من القناة، وهو مؤشر على أن القناة ستكون فى المعلن قناة عامة ولكنها تدار بفكر إخوانى حتى لا تفقد مصداقيتها فى الشارع كما حدث فى قناة «مصر 25». وبعيدا عن التيارات الإسلامية يستعد التيار الناصرى لإطلاق قناة فضائية لتكون ناطقة باسم الناصريين وتعبر عن آرائهم وتوجهاتهم وتوصل صوت التيار الناصرى لجميع المحافظات وتستطيع من خلالها الأحزاب الناصرية مواجهة مرشحى جماعة الإخوان فى دوائر الأقاليم وتحمل القناة اسم «العروبة»، ويملكها خالد عبدالناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ويرأس القناة الدكتور صلاح جودة، ومن أبرز الإعلاميين المقرر ضمهم للقناة منى الشرقاوى ومن رموز السياسة المنتمين للتيار الناصرى على رأسهم حمدين صباحى والمستشار مرتضى منصور الذى تجرى معه مفاوضات الآن، ومن المقرر إطلاق القناة رسميا أول أبريل المقبل. وآخر التيارات السياسية التى ظهرت مؤخرا تيار الوطنى المنحل أو «الفلول»، كما يطلق الشارع عليهم، والذى يدعمه الفريق أحمد شفيق، مرشح رئاسة الجمهورية السابق، والذى أطلق حزب «الحركة»، وفوجئ الجميع بوجود اسم الإعلانى طارق نور مالك قناة «القاهرة والناس» ضمن قوائم مؤسسى الحزب، وهو مؤشر على وجود تمويل من رجال الأعمال المؤيدين للفريق شفيق للقناة خاصة أن القناة كانت تبث خلال شهر رمضان فقط، وفاجأ طارق نور الجميع هذا العام وقرر استمرار بثها طوال السنة على الرغم من الخسائر التى تتكبدها القنوات الفضائية على مدار السنة بسبب ركود الإعلانات بعد اندلاع الثورة لاسيما أن طارق نور كان المسئول الأول عن حملة إعلانات شفيق فى انتخابات رئاسة الجمهورية والذى ظهر مؤخرا فى لقاء حصرى على شاشة «القاهرة والناس» من دبى حيث العاصمة الإماراتية التى يتواجد بها حاليا. «الصباح» حرصت على الالتقاء برؤساء تلك القنوات للتعرف على رأيهم حول مصادر تمويل القناة وتوجهاتها والشائعات التى تدور حولها. فى البداية أكد ماجد عبدالل،ه رئيس قناة «الشعب»، أنه وعلى الرغم من انتماء أغلب مقدمى برامج القناة إلى فكر حزب الحرية والعدالة إلا أنها لن تمثل جماعة «الإخوان المسلمون» وستكون قناة عامة وإخبارية وليست مثل قناة «مصر 25» الناطقة باسم حزب الحرية والعدالة. وتابع «عبدالله» أن القناة ستنطلق رسميا منتصف مارس المقبل وستبدأ حملتها الإعلانية وإطلاق البرومو أول مارس وستبدأ ب 5 برامج توك شو وفنية ورياضية وإخبارية وستستكمل باقى البرامج عقب الانتهاء من انتخابات البرلمان المقبلة مشيرا إلى أن هناك برنامجا مخصصا للانتخابات فقط. ونفى وجود برامج دينية فى القناة موضحا أن القناة عامة ولا تتبع منهج أى تيار إسلامى كما أشيع، وسيغلب عليها طابع البرامج السياسية وبرامج المنوعات وهو ما سيفاجأ به المشاهد عند إطلاق القناة. وعن مصادر تمويل القناة أوضح «عبدالله» أن هناك وكالة إعلان كبيرة وهى «m b a» ومعروفة للجميع ويملكها عمرو الفقى وهى الراعية للقناة وستكون كافلة تمويلها ولا يوجد تمويل خارجى للقناة من أى جهة أو رجال أعمال. من جانبه أكد هانى البنا، رئيس قناة «أمجاد»، أن محتوى القناة ليس موجها نحو فصيل معين أو تيار وسيتم منح الفرصة للرأى والرأى الآخر، مؤكدا استضافة جميع الشخصيات من جميع التيارات ومنهم من يرفضون الظهور نافيا أن تكون القناة مخصصة لجماعة السلف. واعترف البنا أن القناة بها أكثر من مقدم من الدعاة الإسلاميين ولكن هذا لا يغلب الطابع الدينى على القناة حيث إن هناك برامج سياسية وفنية ورياضية، بالإضافة إلى النشرات الإخبارية والتغطية الميدانية وهو ما لا يكون متوفرا فى القنوات الدينية إذا أطلقنا على «أمجاد» أنها دينية فهى قناة عامة وشاملة وليست دينية، مشيرا إلى أن الحكم على القنوات يكون من خلال المحتوى المقدم، وليس من خلال مقدمى البرامج وتوجهاتهم السياسية، وهناك قنوات أخرى ناطقة باسم أحزاب معينة وتيارات ومع ذلك يظهرون وكأنهم على الحياد. من جانبه أكد صلاح جودة، رئيس قناة «العروبة»، المقرر إطلاقها أبريل المقبل والتى تمثل التيار الليبرالى وليس الناصرى فقط وهو ما سيكون معلنا للجميع أنه لن يتم تجاهل الآراء الأخرى مثل القنوات التى تمثل أحزابا معينة وأيضا القنوات الدينية التى لا تنقل إلا وجهات نظر واحدة فقط، بالإضافة إلى مقدمى البرامج لن يكونوا من التيار الناصرى فقط حيث إن هناك برامج دينية وبرنامج أحزاب سيمثله شخصيات من جميع الأحزاب المصرية. وعن تمويل القناة أشار «جودة» إلى أن القناة يملكها خالد عبدالناصر، نجل الزعيم جمال عبدالناصر، وهناك وكالة إعلان ستكون الراعية للقناة ولن تقبل تمويلا من أحد ولن توجه القناة وهناك أفكار كثيرة سيتم تنفيذها على أرض الواقع لتحقق عائدا ماديا يكفى لتمويل القناة ولن تتبع سياسات القنوات الأخرى وستكون حيادية وموضوعية. على الجانب الآخر أكد طارق نور، رئيس قناة «القاهرة والناس» أن انضمامه لحزب «الحركة» الذى يرأسه الفريق أحمد شفيق لا يؤثر على محتوى القناة ولا يعبر عن توجهاته،وقال: أنا أمارس حياتى السياسية مثل أى مواطن مصرى ولا أتدخل فى محتوى برامج القناة. وأوضح أن تمويل القناة من وكالة الإعلان فقط التى يملكها ولا يتلقى تمويل من أحد ولا يمثل أى تيار ولن يعمل لحساب حزب على حساب حزب آخر وسيمنح الفرصة للجميع للتعبير عن رأيهم. وتابع «نور»: لو كانت القناة تدعم أحمد شفيق ما كنت تعاقدت مع إبراهيم عيسى أحد أبرز معارضى أحمد شفيق وأكثر من وجه له انتقادات أثناء رئاسته لمجلس الوزراء لاسيما أن القناة على الحياد دائما منذ إطلاقها وتمنح الفرصة لجميع ممثلى التيارات السياسية للتعبير عن رأيهم ونستضيف الجميع عبر برنامج «أجرأ الكلام» الذى يقدمه الإعلامى اللبنانى طونى خليفة.