ذكرت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية أن رموز المعارضة النيجيرية لم تكتف بالاحتفال مع الملايين من أبناء الشعب النيجيري بفوز فريقهم الوطني لكرة القدم بكأس الأمم الأفريقية يوم الأحد الماضي، لكنها استلهمت روح الفريق الذي تميز به a id="various"النسور"" href="iSearch.aspx?key=النسور" النسور رياضيا في معتركها السياسي. وقالت المجلة -في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت- إن استلهام روح الفريق تمثل في إعلان قادة المعارضة النيجيرية قبل أيام عن اندماج 4 أحزاب كبيرة في كتلة واحدة بهدف تكوين جبهة قوية يمكنها هزيمة حزب الشعب الديموقراطي الذي ينتمي له رئيس البلاد جودلاك جوناثان، والذي يخطط للبقاء في منصبه لفترة جديدة عبر بوابة الانتخابات المقرر إجراؤها بعد عامين. وأضافت المجلة أن المعارضة قد تنجح بتحالفها في منافسة الحزب الحاكم، الذي يتولى مقاليد الحكم في البلاد منذ نهاية الحكم العسكري قبل 14 عاما، خاصة بعد أن فشل الحزب مرارا في الوفاء بوعوده الخاصة بالقضاء على الفساد وتوزيع ثروة النفط التي تتمتع بها البلاد بشكل عادل. وأوضحت المجلة أن الإندماج يعد الأمر الأكثر فاعلية الذي تقوم به المعارضة إلى الوقت الراهن بهدف تشكيل جبهة موحدة، فنظريا يمكن القول بأن السلطة باتت في متناول المعارضة بعد أن خسر الحزب الحاكم الإنتخابات المحلية، غير أن هذا لا ينفي قدرة حزب الشعب على الوقوف بقوة في انتخابات الرئاسة بفضل تفرده بامتلاك شبكة واسعة من النشطاء تشمل جميع أنحاء البلاد. وفي المقابل ، فإن أحزاب المعارضة تعمل من معاقل خاصة بها، ومن ثم ليس لها نفس انتشار الحزب الحاكم، كما أنها فشلت حتى الآن في اختيار مرشح رئاسي له شعبية واسعة في مختلف أنحاء البلاد، ويمكن القول بأن تلك السمات ساهمت في فوز الرئيس جوناثان بالإنتخابات التي عقدت في عام 2011 من جولتها الأولى رغم القدر الضعيف من الحماس الذي أبداه آنذاك، كما أن المعارضة المنقسمة فشلت حينها في الحصول على ما يكفي من أصوات في الجولة الأولى تمكن أحد مرشحيها من خوض جولة الإعادة، حسبما ذكرت "ذي إيكونوميست" البريطانية. وتابعت المجلة أن " المحاولات السابقة من قبل أحزاب المعارضة للعمل سويا كانت تفشل بفضل الطموحات التنافسية لدى قادتها، غير أن الانتخابات الأخيرة دفعت أكثر المعارضين أنانية في التيقن بأنه لن يكون بمقدورهم الوصول للحكم دون تقديم بعض التنازلات". وفي المحاولة الحالية، عزز وجود شخصيات ذات وزن ثقيل الإندماج بين أحزاب المعارضة، حيث يتواجد محمد بخاري الذي خاض الانتخابات الرئاسية أعوام 2003 و2007 و2011، وحكم البلاد في الفترة بين 1983 و1985، وكذلك بولا تينوبو الحاكم "الأسطوري" السابق لولاية لاجوس، كما يدعم الاندماج مجموعة من حكام الولايات القادرين على حشد مؤيديهم في هذه الولايات. واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن التحالف الجديد للمعارضة النيجيرية يمثل تهديدا حقيقيا للحزب الحاكم، خاصة إذا ما تحلى أعضاؤه بروح الفريق التي ساهمت في فوز منتخب نيجيريا بكأس أفريقيا بعد نحو 19 عاما من عدم التتويج بالذهب.