أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن حالة الاتحاد في الولاياتالمتحدة أكثر قوة، وأن هناك الكثير من التقدم الذى تم احرازه بفضل عزم وإصرار الشعب الأمريكي. وقال في خطابه عن حالة الاتحاد، الذى ألقاه الليلة الماضية أمام جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي - وركز فيه على القضايا المحلية وخاصة حالة الاقتصاد الأمريكي، -إن الكثير من القوات الأمريكية عادوا إلى بلدهم بعد أكثر من عقد من الحرب الطاحنة، وبعد أعوام من الركود الاقتصادي القاسي وفر الاقتصاد الأمريكي أكثر من 6 ملايين وظيفة جديدة، كما يتم شراء سيارات أمريكية أكثر مما كان عليه الحال قبل 5 سنوات، كما تشتري الولاياتالمتحدة نفط أجنبي أقل مما كانت تشتريه منذ 20 عاما. وسوف الاسكان يلتئم.. والبورصة تنتعش.. والمستهلكون والمرضى وأصحاب البيوت يتمتعون بحمايات أكبر مما تمتعوا به من قبل، إلا أن أوباما أوضح أنه لا يزال الكثير من الأمريكيين الذين لا يستطيعون العثور على وظائف، ورغم ارتفاع أرباح الشركات إلى أعلى مستوى إلا أن الأجور والدخول لم تتزحزح على مدى أكثر من عقد من الزمن، وشدد على أن مهمة الجيل الحالي هي إعادة الحياة إلى محرك النمو الاقتصادي الأمريكي الحقيقي وهو الطبقة المتوسطة المنتعشة والصاعدة، والتأكد من أن الحكومة الحالية تعمل بالنيابة عن الكثيرين وليس القليلون وتشجع العمل الحر وتكافئ المبادرة الفردية وتفتح ابواب الفرص إلى كل طفل على مستوى الولاياتالمتحدة. وطالب أوباما الكونجرس الامريكي بإعادة تحفيز الطبقة المتوسطة التي وصفها بأنها " المحرك الحقيقي للنمو الاقتصادي في أمريكا، وشدد على أن الشعب الأمريكي انتخبه لتنفيذ السياسات التي تعهد بها في حملته الانتخابية بشان ضرورة إلزام الأغنياء بتحمل مسئولياتهم عبر زيادة الضرائب المفروضة عليهم والاستثمار في التعليم ومشروعات البنية الأساسية وتنفيذ استقطاعات ذكية في الموازنة لخفض الإنفاق. ودعا أوباما الكونجرس إلى النظر على وجه السرعة في تمرير قانون للحد من امتلاك الاسلحة النارية الشخصية للحفاظ على أرواح الأمريكيين. وطالب الكونجرس بتمرير قانون لإصلاح قانون الهجرة، ودعا إلى شراكة جديدة من أجل إعادة بناء أمريكا، وشدد الرئيس الامريكي في خطابه على أنه منفتح على كل الاقتراحات. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الشعب الأمريكي لا يتوقع من الحكومة أن تحل كل مشكلة أو الاتفاق على كل قضية، إلا أنه يتوقع أن يتم وضع مصلحة البلاد قبل مصلحة الأحزاب وأن تتم بلورة حلول توافقية معقولة بما يظهر ويؤكد أن أمريكا تتحرك إلى الأمام عندما يعمل الحزبان الديمقراطي والجمهوري معا. وأكد أوباما في خطابه عن حالة الاتحاد، الذى القاه الليلة الماضية أمام جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي على ضرورة اتخاذ قرارات تتعلق بالميزانية والحد من العجز وتخفيض الديون الأمريكية من خلال العمل المشترك بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. ودعا أوباما الكونجرس إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب التخفيضات التلقائية العشوائية والقاسية اعتبارا من أول مارس القادم، حتى لا تؤثر سلبا على الاستعدادت العسكرية الأمريكية وتدمر أولويات مثل التعليم والطاقة والبحوث الطبية، وتبطئ الانتعاش الاقتصادي وتخفض مئات الآلاف من الوظائف. ونوه بأن الحيلولة دون وقوع التخفيضات في المجالات الدفاعية فقط عن طريق الاقدام على تخفيضات أكبر في مجالات التعليم والتدريب على الوظائف والرعاية الطبية للمسنين والضمان الاجتماعي، يمثل حلا سيئا للأزمة الاقتصادية. وأكد أنه لا يمكن مطالبة المسنين والأسر العاملة تحمل العبء الأكبر الخاص بالتخفيضات بينما لا تتم مطالبة أغنى الأغنياء بأي شيء. وطرح الرئيس أوباما مقترحات تخفض العوائد الضريبية بينما تغير الطريقة التي تتحمل بها الحكومة تكاليف الرعاية الصحية للمسنين، وشدد على أن الحكومة الأمريكية لا يجب أن تقدم على تعهدات لا تستطيع الوفاء بها ولكن يجب أن تحافظ على الوعود التي قطعتها على نفسها بالفعل. وتساءل أوباما بدهشة عن سبب إجراء تخفيضات أكبر على برامج الطبقة المتوسطة من أجل حماية العوائد الضريبية للأغنياء.وشدد أوباما على أن هناك الآن فرصة أفضل لتحقيق اصلاحات ضريبية لتخفيض العجز في الميزانية، ضمان عدم استفادة أصحاب الملايين من الثغرات الضريبية. ونوه أوباما بأن الاصلاح الضريبي وإصلاحات المخصصات لن تكون سهلة، ولن يحصل أي طرف على 100 في المائة مما يريده، ولكن البديل سيكلف الولاياتالمتحدة الوظائف وسيلحق الضرر باقتصادها. ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تنحية المصلحة الحزبية جانبا وتمرير ميزانية تحل محل التخفيضات العشوائية في الانفاق وتشجع على الاستثمار والتوفير الذكي، وتحافظ على السمعة الائتمانية للولايات المتحدة ولا تخيف المستثمرين. وأوضح أوباما في خطابه امام الكونجرس الأمريكي عن حالة الاتحاد أن تخفيض العجز لا يمثل خطة اقتصادية، وإنما الاقتصاد النامي الذى يوفر وظائف للطبقة الوسطى يجب أن يكون الضوء الذي يوجه جهود البلاد. ودعا أوباما إلى البحث عن سبل لجذب المزيد من الوظائف إلى داخل الولاياتالمتحدة وتعزيز التصنيع، وتجهيز الأمريكيين بالمهارات التي يحتاجون إليها، والتأكد من الاجتهاد والعمل الشاق يؤدي إلى عمل كريم. وحث أوباما الكونجرس على تمرير الأجندة التي كان قد اقترحها لخلق المزيد من الوظائف، وشدد على أن الولاياتالمتحدة لا تحتاج إلى حكومة أكبر بل إلى حكومة اذكى تحدد الأولويات وتستثمر في النمو. ودعا أوباما الكونجرس إلى انشاء 15 مؤسسة للإبداع في الولاياتالمتحدة على غرار 3 مؤسسات للتصنيع أعلن عن إطلاقها بالفعل بعمال يتمتعون بالمهارات بالتعاون مع وزارات أمريكية من أجل توفير وظائف تكنولوجية عالية. ودعا أوباما إلى الاستثمار في أفضل الأفكار، مشيرا إلى أن كل دولار يتم استثماره في هذا المجال يعود للاقتصاد الأمريكي 140 دولارا. وأشار أوباما إلى ضرورة الاستثمار في الطاقة البديلة، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تنتج حاليا نفطا أكثر مما أنتجته منذ 15 عاما، كما ضاعفت المسافة التي تقطعها السيارة في الجالون الواحد من البنزين.. كما يتم انتاج غاز طبيعي أكثر من أي وقت مضى.. كما تم تخفيض الانبعاث الكربوني الضار.. ولكنه شدد على ضرورة عمل المزيد من أجل محاربة التغير المناخي. ونوه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه عن حالة الاتحاد بأن حدثا واحدا لا يمثل توجها، إلا أنه أشار إلى أنه كان هناك 12 عاما أكثر حرارة من الأعوام السابقة، كما أن هناك موجات من الحر والجفاف، وأن عاصفة "ساندي" وأسوأ موجات جفاف ضربت منذ عقود لا تمثل مصادفات لا تتكرر. وحث أوباما الكونجرس على السعي للتوصل إلى حلول لأزمة التغير المناخي، مشيرا إلى أنه إذا لم يتصرف الكونجرس سريعا فإنه سيتصرف بتوجيه مجلس وزرائه الى اقتراح أعمال تنفيذية لتخفيض التلوث وإعداد المجتمعات المحلية لتداعيات التغير المناخي وتسريع الانتقال إلى موارد طاقة مستدامة، وأشار إلى أنه تم في العام الماضي تغيير ذلك وأن طاقة الرياح أضافت نصف قدرة الطاقة في الولاياتالمتحدة، وأن الطاقة الشمسية تصبح اقل تكلفة عاما بعد الآخر، وكما أن دول مثل الصين تستطيع أن تعتمد على الطاقة النظيفة فإن الولاياتالمتحدة يمكنها ذلك أيضا.. لتوفير قدرة أكبر من الطاقة واستقلالية أكبر. ونوه بأن إدارته ستخفض من الروتين وتسرع من منح تصاريح جديدة في مجال التنقيب عن النفط والغاز.. حث الكونجرس على تشجيع البحوث والتكنولوجيا التي تساعد الغاز الطبيعي على الاحتراق بشكل أنظف ويحمي الماء والهواء. وأشار أوباما إلى أن قطاع الطاقة في الولاياتالمتحدة يمثل جزءا من بنية تحتية قديمة تحتاج إلى إصلاح، ودعا أوباما إلى التجهيز لإصلاح حوالي 70 الف من الجسور في الولاياتالمتحدة، كما دعا إلى بناء شراكة لإعادة بناء أمريكا من خلال جذب رأس المال الخاص لإصلاح الموانئ والطرق التي تسهل نقل البضائع وإنشاء خطوط أنابيب حديثة تتحمل العواصف وبناء المدارس والمنازل. كما أطلق أوباما دعوة لإتاحة التعليم قبل الصف الأول الابتدائي لكل طفل في الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن كل دولار يتم استثماره في التعليم قبل الصف الأول يوفر أكثر من 7 دولارات عن طريق تسريع معدلات التخرج وتخفيض سن حمل البنات في سن المراهقة وتخفيض الجرائم العنيفة. من ناحية أخرى، اعترض السيناتور ماركو روبيو الذى اختاره الحزب الجمهوري للرد على خطاب أوباما على دعوة الرئيس الامريكي لرفع الضرائب على الأثرياء، وشدد على ضرورة تخفيض الانفاق لتخفيض العجز في الميزانية الأمريكية والديون الأمريكية.