لم تعد كرة القدم مجرد رياضة فقط مثلما كان الحال فى السابق ولكن فى العقود الأخيرة باتت تدار بشكل احترافى ، وبدأ ضخ الاستثمارات في هذا المجال وقامت الأندية بإعداد الدراسات اللازمة للحصول على موارد ومكاسب مادية لتغطية رواتب وانتقالات اللاعبين وإنشاء الملاعب ومراكز التدريب . وقام الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (يويفا) بوضع قواعد اللعب المالي النظيف لاجبار الأندية على الموازنة بين العائدات والمدفوعات وذلك حتى تتجنب شبح الافلاس ومن لا يحترم تلك القواعد يتم عقابه مثلما حدث حاليا مع نادى "ملقة" الاسبانى /الذى اشترته قطر/ ، حيث لم يف بآخر موعد لتسديده التزاماته المالية والذى كان مقررا فى سبتمبر الماضي ، مما أدى لاحالته إلى الغرفة القضائية باليويفا ومنعه من المشاركة من دورى أبطال اوروبا الموسم المقبل . وقال ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبى لكرة القدم إن الكثير من الأندية الاوروبية العريقة واجهت مشاكل مادية ضخمة ، كما انها لا تمتلك رؤية واضحة للمستقبل فهى بكل أسف لم تقم باستغلال إلا جزء قليل من الموارد التى تحصل عليها فى استثمارات طويلة الآجل وذلك على الرغم من نمو العائدات الاجمالية التى ارتفعت إلى 2،13 مليار يورو عام 2011 أى بنسبة أكثر من 3\% عن عام 2010 . وأضاف أن قيمة المنشأت التي أقامها 237 ناديا مسجلا فى مسابقات اليويفا من ملاعب ومراكز تدريب ارتفعت خلال عام 2012 إلى 8،4 مليار يورو ولكنها انفقت 9،6 مليار يورو لسداد رواتب اللاعبين وانتقالاتهم ، كما ان الرواتب شهدت ارتفاعا بنسبة 38\% فى الفترة من عامي 2007 إلى 2011 ، حيث تخطى العجز المالى ل 14 ناديا 45 مليون يورو . وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن بعض الاندية شهدت تحسنا فى الفترة بين يونيو 2011 ويونيو 2012 ، حيث انخفضت متأخرات دفع الرواتب وتكاليف الانتقالات والضرائب بنسبة 47\% وذلك بفضل اتباع قواعد اليويفا . ويبدو أن سياسة فرض العقوبات التى ينتهجها الاتحاد الاوروبى لكرة القدم بدأت تؤتى ثمارها وخاصة ان العديد من الاندية تواجه مصير نادى ملقة الاسبانى . ورغم كل ما تتكبده تلك الأندية من مشاكل مالية وعجز فى الميزانية وعقوبات تجد اللاعبين يحصدون أموالا طائلة ، حيث وصلت صفقة انتقال اللاعب البرازيلى لوكاس مورا من ناديه "ساو باولو" إلى نادى العاصمة الفرنسية "باريس سان جيرمان" بحوالى 40 مليون يورو ، كما بلغت صفقة انتقال نجم المنتخب السويدى ولاعب ايه سى ميلان الايطالى زالاتان ابراهيموفيتش إلى نادى باريس سان جيرمان نحو 21 مليون يورو ، فيما انتقل المهاجم الإيطالى ماريو بالوتيلى من نادى مانشستر سيتى الانجليزى إلى نادى ايه سى ميلان الإيطالى فى إطار صفقة بلغت 34 مليون يورو . وأخيرا يظل اللاعبون هم الرابح الأكبر ويحصلون على أموالا طائلة في حين تعانى الأندية جراء الأزمة الاقتصادية الطاحنة .