جريمة جديدة تضاف إلى سجل اعتقلات النشطاء فى عهد الرئيس مرسى، بإلقاء القبض على الطفل «محمود»، فى أحداث الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، ورفضهم الإفراج عنه، ليس لأنه حدث قاصر، ولكن لإصابته بمرض سرطان العظام. النيابة العامة فاجأتهم بتجديد حبسه 15 يوما أخرى، دون مراعاة لحاجته إلى جرعة العلاج الكيماوى التى حرم منها بسبب الاعتقال. «منهم لله مش عارفة عايزين من ابنى إيه، ابنى ملوش دعوة بالمظاهرات ولا يعرفها»، جملة ظلت ترددها والدة الطفل «أم محمود»، والتى انهمرت دموعها بمجرد سؤالها عن حال محمود. وقالت الأم المكلومة ل«الصباح»: إنها فوجئت بأحد معارف والده وهو يخبرها بإلقاء القبض على نجله بمظاهرات ميدان «فيكتور عمانويل» ضمن الحملة التى شنتها المديرية لإلقاء القبض على المحتجين بمحيط المديرية، وأوضحت أن محمود كان فى طريقه لسيدى جابر بمرافقة صديقه لإيصاله إلى محل سكنه، وكان من المفترض أن يذهب لمنزله مباشرة، مضيفة: «أنا لما كلمت محمود قالى أنا كنت بوصل صاحبى وأنا راجع لقيت فى مظاهرة وفجأة لقيت اتنين لابسين زينا مش لبس شرطة ومسكونى من كتفى، ولما حاولت أفلت من إيديهم ضربونى وقطعولى هدومى، وأخدونى على المديرية». واستكملت قائلة «وأنا بكلم محمود كان فى حالة صعبة وتعبان جدا، ولما سألته قالى دول بيتونى على البلاط وكنت بترعش طول الليل»، قائلة: «ابنى شاف أسود ليلة فى حياته داخل المديرية» وأوضحت أنها مرت بأيام صعبة لحين عثورها على طفلها داخل أحد أقسام الشرطة، بعدما رفضت مديرية الأمن مقابلتها لنجلها يوم اعتقاله، وقالت: «ده طفل وتعبان وممكن يروح منى من اللى بيحصل معاه، ده أنا خفت عليه من مجهود المدرسة وقعدته منها تيجى الشرطة تعمل فيه كده». من جانبه أكد حمدى خلف محامى الطفل، أنه يعانى من مرض سرطان العظام، ولا يقوى بدنيا وصحيا على استكمال حبسه على ذمة القضية التى لن توجد بها حجة قوية لتجديد حبسه، فى الوقت الذى تم فيه إخلاء سبيل 15 آخرين بنفس القضية، على حد قوله، مضيفا: إن النيابة قد أمرت بحبسه داخل إحدى دور الرعاية الاجتماعية، إلا أن رئيس مباحث برج العرب ماطل بحبسه لمدة يومين، وتم نقله إلى مديرية أمن الإسكندرية لإبقائه ضمن عنبر الأحداث الموجود بها، دون مراعاة لاعتياده على الجلسات العلاجية التى قد فاتته.