لطالما ارتبطت أسماء كبار لاعبى كرة القدم بالأرقام التى تحملها قمصانهم.. من رقم 1 الذى كان يحمله "أرديليس" حتى رقم 14 الذى كان يحمله "كرويف" مرورا بجميع أساطير كرة القدم الذين حملوا الرقم الأشهر(10)، تلك الأرقام التى نسجت حولها أساطير وحكايات وراجت بها تجارة. البداية كانت مع مونديال عام 1958 الذى نظمته السويد، حيث أرسل المنتخب البرازيلى الى هذه الدولة الاسكندنافية قائمة بأسماء لاعبيه ال 22 إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، بيد أنه أغفل إضافة الرقم الذى يحمله قميص كل لاعب.. وقد عهد فى النهاية بمهمة توزيع الأرقام على اللاعبين إلى مندوب أوروجواى لدى الفيفا وهو شخص يدعى لورنزو بيليثيو الذى أعطى الى جليمار وهو حارس مرمى المنتخب رقم (3) وإلى بيليه (وكان عمره آنذاك 17 عاما) رقم 10 بدلا من رقم 9 الذى كان يحمله حتى ذلك الحين. وأصبح عدد اللاعبين الكبار الذين كانوا يحملون رقم (10) لا يحصى من بوشكاش وحتى ميسى مرورا ببلاتينى ومارادونا وزيكو وزيدان وفيجو ورونى.فقد أصبح رقم (10) منذ سنوات مقترنا بمركز رأس الحربة، لكن الأمور اختلفت حاليا ، وأصبحت الأرقام التى يحملها اللاعبون تلبى جميع المتطلبات والمعتقدات الخرافية وأى أهواء أخرى. لقد كانت الأمور أكثر بساطة عندما كان التلفزيون يبث باللونين الابيض والاسود حيث كانت الأرقام توزع على اللاعبين حسب أماكن تمركزهم فوق أرض الملعب، فكان رقم 1 مخصص، على سبيل المثال لحراس المرمى ورقم 10 لرأس الحربة صانع الألعاب ورقمى 7 و 11 للجناحين الايمن والأيسر. وتقول مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية أنه فى أعقاب نهائى الدورى الانجليزى الذى جرى فى ويمبلى فى 8 أبريل عام 1993 وجمع بين فريقى ارسنال وشيفيلد وينزداى، اعتمدت بريطانيا نظام الترقيم السائد حاليا فى جميع الدول ، بحيث يحمل كل لاعب رقما ثابتا. وقد لحقت بها سريعا جميع الدول، وفى اليوم التالى اشادت صحيفة "ديلى اكسبريس" البريطانية بهذا النظام الذى يتيح التعرف بسهولة على اللاعبين، لكن تطبيق هذا النظام الجديد ، الذى كان بمثابة ثورة، استغرق وقتا طويلا. فخلال نهائيات كأس انجلترا لعام 1933 ، كان لاعبو نادى افرتون يحملون أرقاما متسلسلة من 1 حتى 11 بينما كان لاعبو نادى مانشستر سيتى يحملون أرقاما من 12 حتى 22.. لكن الفيفا اعتمدت خلال كأس العالم لعام 1954 النموذج الذى كان سائدا آنذاك .. بحيث أصبح لكل لاعب رقما ثابتا خلال جميع مباريات الكأس. وفى منتصف الستينات ، ظهر مفهوم جديد خاص بالبدلاء و الذين تم تخصيص رقم 12 لهم . ولم تعد الارقام التى يحملها اللاعبين لتحديد هوياتهم و انما اصبحت جزءا من ملكيتهم .. حيث كان يحمل بيليه رقم 10 و كان كرويف أول من حمل رقم 14. وفى السبعينات، ظهرت التجارة بزى اللاعبين.. و كان للانجليز ايضا السبق فى ذلك ، فقد اصبح نادى ليدز يونايتد أول نادى يصنع نسخ أصلية من زى لاعبيه مخصصة للبيع . و ظهر الرعاة . ثم أصبح اسم اللاعبين يكتب على ظهر قمصانهم . و لم يعد يبقى حاليا سوى طباعة صورهم أيضا على الزى. وقد أصبحت تجارة زى اللاعبين حاليا مربحة للغاية ، لاسيما بالنسبة لكبرى الأندية . فقد أصبح رقم 7 بمثابة علامة تجارية لا يحظ بها سوى كبار اللاعبين فى نادى ليفربول (أمثال كيفن كيجان ودالجليش فى الماضى ولويس سواريز حاليا ) و كذلك فى نادى مانشستر يونايتد . بينما يعد رقم 9 رقما ملعونا فى نادى نيوكاسل . كما اختار بيكهام رقم 23 تكريما لمايكل جوردن و هو لاعب كرة سلة أمريكى شهير . وفى تلك الاثناء، اخذت الارقام ترتفع ، فخلال دورى أبطال أوروبا لعام 2004 ، 88 فى نادى بارما الايطالى وهو رقم شائع للغاية فى الأوساط الفاشية، لكنه قام بتخفيض هذا الرقم سريعا الى 77. كما حمل قميص روجيريو سنى حارس مرمى نادى ساوباولو رقم 618(أكبر رقم حمله قميص لاعب) لكى يحتفى بالرقم القياسى لعدد مرات ظهوره مع ناديه. كان فيتور بايا حارس مرمى نادى بورتو أول من حمل رقم 99 ، كما حمل جيجى بوفون رقم يذكر ان منتخب الارجنتين قام خلال مونديال 74،78،82 على التوالي بتوزيع الارقام على اللاعبين بحسب الترتيب الأبجدي لاسم العائلة. فبالرغم من وجود بعض المخالفات المحدودة خلال مونديال عام 1974، الا ان هذا النظام تم تطبيقه بشكل كلى فى مونديال عام 1978، حيث كان أرديلس يحمل رقم 2 (بينما كان يحمل نوربيتو ألونسو رقم 1) وكان حارس المرمى فيلول يحمل رقم 5 و كامبس رقم 10.. وكان من المفترض أن يحمل كامبس الرقم نفسه فى مونديال عام 1982 . لكن مارادونا، و الذى كان من المفترض ان يحمل رقم 12، مارس ضغوطا للاحتفاظ برقمه الذى يتفائل به. ومن جانبها، قررت العديد من الأندية سحب بعض الأرقام تكريما للاعبين كان لهم بصمة فى تاريخها، وينطبق ذلك على رقم 3 فى نادى ميلان الذى كان يحمله باولو مالدينى وعلى رقم 10 فى نادى نابولى الذى كان يحمله مارادونا. كما قرر نادى مانشستر سيتى الا يحمل اى لاعب رقم 23 والذى كان يحمله مارك فيفيان فويه الذى توفى اثناء احدى مباريات بطولة كاس القارات لعام 2003. يذكر ان الارقام التى يحملها اللاعبون فى إسبانيا تتراوح بين 1 و 23 وحتى 40 لمن يصعدون من البدلاء، وتبدو بريطانيا اكثر تساهلا ، حيث يستطيع اللاعبون ان يحملوا اى رقم يتراوح بين 1 و 99 بصرف النظر عن مراكزهم ، شريطة ان يحصل على موافقة بذلك من اتحاد الكرة. وفى ألمانيا، حظر اتحاد الكرة فى يونيو 2011 ان يحمل اى لاعب رقما اكبر من 40 في ماعدا اللاعبين أمثال اناتولى تيموتشوك (يحمل رقم 44) مظرا لانه كان يحمله قبل الانتقال الى صفوف الفريق الالمانى. لقد اصبح حاليا لكل لاعب قصة مرتبطة بالرقم الذى يحمله سواء كان يشير الى تاريخ ميلاد او عدد الاهداف التى قام بتسجيلها او وزنه أو رقم حظ بالنسبة له . وكان باريس سان جيرمان قد أقام احتفالا كبيرا بقدوم بيكهام لباريس سان جيرمان في مقر النادي بوسط باريس وسط حضور إعلامي غير مسبوق و عدد كبير من النقاد و الصحفيين. وقد بدأ بيكهام ملء خزائن النادي بعد طرح فانلة بيكهام الذي وقع إختياره على رقم 32 و قد تدفق مشجعو باريس سان جيرمان على محلات النادي في بارك أو برانس لشراء الفانلة التي يتوقع النادي أن تدر عليه ملايين اليوروهات خلال فترة مشاركة بيكهام. أما أمير القلوب "أبو تريكة" فقد استغل جيدا ذكائه عند انضمامه لفريق بني ياس الإماراتي باختيار الفانلة رقم(72) التي تخلد شهداء حادث بورسعيد.. ففى الوقت الذي يعتقد فيه مشجعو الأهلي أنهم بحاجة إلى أبو تريكة رد أبو تريكة عليهم برقم القميص حتى يسكت الأصوات التي تتهمه بالتخلي عن النادي الأهلي الذي حقق معه بطولات غير مسبوقة خلال الثماني سنوات التي لعب فيه.