هيكلة الإعلام «كلام استهلاكى» وأى سلطة فى العالم تكره الإعلام أولاد أبوإسماعيل عارفين بيعملوا إيه.. وحصارهم لمدينة الإنتاج الإعلامى كان مدروسا «قالوا علىّ إخوانى لما حاورت مرسى ولو حاورت شفيق هيقولوا ده فلول» انفصال مرسى عن الإخوان صعب.. ومبارك والسادات وعبدالناصر لم ينفصلوا عن الجيش
نفى الإعلامى شريف عامر رفضه محاورة الرئيس محمد مرسى، بسبب توجيهات من وزير الإعلام، مؤكدا أن ذلك لم يحدث مطلقا، كاشفا عن أن السبب فى ذلك هو تغيير موعد الحوار، وهو ما لم يكن متوافقا معه، وقال فى حواره مع «الصباح»: لا أفكر فى تقديم برنامج «توك شو» بمفردى مؤكدا سعادته بالدويتو مع زميلته الإعلامية لبنى عسل، وتطرق عامر إلى الحديث فى السياسة والاتهامات الموجهة له بأنه «إخوانى الهوى» نافيا ذلك وكاشفا عن أسرار كثيرة. وإلى نص الحوار.. هل رفضت محاورة الرئيس مرسى فى آخر حوار له على التليفزيون المصرى.. وهل فرضت عليكم توجيهات معينة من قبل وزير الإعلام؟ لم يحدث مطلقا أن يفرض على أحد شيئا، وما حدث بالضبط أنى طلبت محاورته وبلغونى بتحديد موعد واتفقت بالفعل على الموعد لكن تغير وتم تحديد موعد آخر، لكنه لم يناسبنى فقدمت اعتذارى عن عدم إجراء الحوار وأجراه زميلى تامر حفنى وشهيرة. أما ما أشيع حول توجيهات من وزير الإعلام منعتنى، فذلك غير صحيح، فهو ليس له سلطة علىّ ولم نلتق مطلقا. قلت قبل ذلك «كل الظروف تدعو للانصراف».. ماذا كنت تعنى بهذه الجملة؟ قلت ذلك منذ فترة طويلة جدا وليس لذلك علاقة بالوضع السياسى الحالى الذى تشهده البلاد وكانت عن شيء آخر لا أتذكره الآن. هل تفكر فى الهجرة وترك مصر كما أعلن إعلاميون آخرون؟ لم ولن أفكر فى الهجرة مطلقا ومصر دى بلدى ولن أتركها تحت أى ظرف فأهلى وإن ضنوا على كرامُ. ألم ترَ أن نسبة المشاهدة لبرنامجك بدأت تتراجع؟ لا، ولا توجد أى دراسة تؤكد ذلك، وأنا أرغب فى تطوير البرنامج للأفضل، على الرغم من احتلاله المركز الأول، ولكن التطوير دائما يرسخ ثقة المشاهدين فى البرنامج. هل أنت راض عن السياسة التحريرية لقناة «الحياة» بشكل عام؟ قناة «الحياة» قناة عامة، وبالتالى تقدم كل ما يرتبط بجميع المجالات المختلفة وجميع الأذواق وقد تكون الأذواق غير مناسبة لى لكن تعجب آخرين ومفيش حاجة حاكمة لكل البرامج، أما عن القناة ككل فأنا راض عنها وعن أدائها ولو لم أكن راضيا لما استمررت فى العمل بها حتى الآن. هل تفكر فى تقديم برنامج «توك شو» بمفردك؟ مطلقا لأنى سعيد بوجودى مع زميلتى الإعلامية الكبيرة لبنى عسل، التى كونت معى «ثنائى» هو الأفضل فى مصر بشهادة الجميع، والدليل أننا الثنائى الوحيد فى مصر اللذى استمر فى العمل لأطول فترة، وهناك ثنائيات أخرى لم تستكمل بعد، ولكن لن أذكرها، أما عن إمكانية تقديم برنامج بمفردى فليس عندى رد سوى بالمثل الغربى الشهير «إذا لم تكن مكسورة فلماذا تصلحها». فيما يخص السياسة، كيف ترى أداء الرئيس مرسى؟ للأمانة أنا تعاملت معه على المستوى الشخصى قبل وبعد الحكم وبصراحة شديدة لم ألمس فيه الغرور، وأجريت حوارًا معه فى نيويورك حيث دخلت وخرجت ولم يتحدث معى أحد، ولم يفرض على سؤال ولم يحجب سؤال. هل ترى أن اعتماده على جماعة الإخوان يكفى ليحقق النجاح فى موقعه كرئيس للجمهورية؟ أى رئيس جمهورية أو أى رجل فى العالم يتولى مستوى مرموقا فى الدولة، ويعتمد على جماعة بمفردها سيكون هناك قصور فى عمله، والنجاح الكامل لن يأتى إلا بتضافر جميع القوى حوله.. الموظف العام حتى لو كان رئيس الجمهورية اعتماده على جماعة دون الأخرى يعد قصورا فى عمله. هل تعقد أن الرئيس مرسى انفصل بالفعل عن جماعة الإخوان؟ انفصال الرئيس مرسى عن جماعة الإخوان يحتاج إلى وقت طويل لأن الرئيس السابق مبارك والسادات وعبدالناصر لم ينفصلا عن العسكر، وهو ما سيصعب على الرئيس مرسى الانفصال عن الإخوان، ولكن الأزمة ليست أن ينفصل أو لا، المهم أن قراراته تكون فى صالح الشعب وليس الجماعة. ما رأيك فى إرهاب قيادات الإخوان والحرية والعدالة للإعلام والهجوم الدائم عليه؟ مع الأسف تصرف كلاسيكى من أى مجموعة تصل إلى الحكم وهذا يحدث فى العالم كله، أن السلطة دائما تكره الإعلام، ودائما غير سعيدة بالإعلام، فى العالم كله، ولكن الفرق بيننا وبين الدول الأجنبية أنهم لا يمتلكون آليات لقهر الإعلام، أما فى مصر فلا توجد آليات تمنع إرهاب الإعلام وتحصنه، فلا توجد قوانين أو لوائح تنظم العمل الإعلامى، ونفتقد وجود مجلس وطنى للإعلام. ما تعليقك على مواد حرية الإعلام فى مسودة الدستور؟ ما يهمنى النصوص القانونية التى تهم الشارع، والدستور أغلبه جمل مطاطية صعب الحكم عليه وتفسر بأكثر من طريقة. وماذا عن رأيك فى الدستور فى بأكمله وهل وافقت أم رفضت فى الاستفتاء؟ أنا مثل أى مواطن، بعض الأحيان أراه على الناحيتين: هناك مواد مناسبة وهناك مواد غير مناسبة تماما للبلاد ولكن أنا أرفض أن أعبر عن رأيى فى شىء يختلف عليه أكثر من قوى سياسية فى البلد. ولكن على كل حال أنا كنت أتمنى أن يكون الدستور المصرى أفضل من ذلك. كيف ترى إعادة هيكلة الإعلام المصرى، وهل أنت مع الإبقاء على وزارة الإعلام أم لا؟ أنا لم أسمع من قبل عن هيكلة وكله كلام استهلاكى وأتمنى أن يشكل مجلس وطنى للإعلام وليس منوطا بى أن أحكم على وزير الإعلام، والقرار من سلطات مؤسسة الرئاسة والحكومة وليس شريف عامر. ما تعقيبك على هجمة بعض رموز التيار الدينى وأبرزهم أنصار أبوإسماعيل على المذيعين المصنفين مع التيار المدنى؟ أنا أعتقد أن هجمة أولاد أبوإسماعيل كانت منظمة جيدا ومخططا لها من قبل وليست تلقائيا وهم يعرفون ماذا يفعلون ومتى يصعدون الموقف والعكس، فهناك قيادات توجههم لكن الاعتصام ضد شىء لا يجب، ووجهة نظرى أن يكون من تلقاء نفسى وليس بتوجهات من أحد. ومن المسئول من وجهة نظرك عن حماية مدينة الإنتاج الإعلامى؟ رئيس الجمهورية مسئول عن تأمين أى منشأة فى البلاد خاصة أن 80% من أرض مصر أملاك دولة والمنوط به تأمينها هو رئيس الجمهورية وحكومته، وأتمنى أن يتدخل رئيس الجمهورية لفض أى اعتصام يحدث أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، وللأمانة أنا لا أعلم إذا كان تدخل أم لا ولكن لو كان تدخل لتم فض الاعتصام منذ أول يوم. هل فكرت فى الانتقال لقناة أخرى غير «الحياة»؟ لم أفكر مطلقا فى ذلك، وأنا سعيد جدا بوجودى فى قناة «الحياة» وبرنامج «الحياة اليوم» البرنامج الأول فى مصر، وسعيد بالعمل مع زميلتى لبنى عسل شريكتى فى النجاح منذ أول يوم. هناك من يقيّم المذيع بحجم الإعلانات التى يجلبها لبرنامجه، فهل تتفق مع ذلك؟ الواقع قد لا يعجبنى، لكن هذا هو الواقع فى جميع دول العالم، وكنت أتمنى أن يكون هناك تنظيم أفضل لتقاس به نسبة المشاهدة والبرامج الأفضل ولكن فى مصر يقاس بحجم الإعلانات. هل يقدم توفيق عكاشة وخالد عبدالله وباسم يوسف إعلاما حقيقيا؟ توفيق عكاشة وخالد عبدالله للأمانة أنا لا أشاهدهما مطلقا لكى أحكم عليهما، أما باسم يوسف فأنا أشاهده بانتظام يوم الجمعة، وهو يقدم نموذجا أنا أحبه جدا وأحترمه كمشاهد، وخريطة حياتى اليومية تغيرت يوم الجمعة من أجل برنامج باسم، وكثير من المواطنين يشاهدونه باستمرار ومعجبون به، وأنا لمست ذلك من خلال سائقى الخاص الذى يحرص دائما على متابعة باسم يوسف يوم الجمعة. هل تتوقع إيقاف برنامجه أو حبسه؟ لا أتوقع حبس باسم يوسف أو إلغاء برنامجه «البرنامج» ولو حدث بالفعل سيكون سذاجة وإشارة خطر على الإعلام، خاصة أننا نعيش عصر الثورة التى منحتنا الحرية، ولن نرضخ لضغوط ولن نعود للخلف مرة أخرى. ألا ترى أن ارتباط قنوات الحياة بوكالة «الشويرى» للإعلان يعد تدخلا خليجيا فى الإعلام المصرى؟ أنا لا أتدخل فى شئون إدارية خاصة بالقناة وليست لى علاقة بوكالة الإعلان الراعية وأنا متعاقد مع القناة وليس وكالة «الشويرى» . بعد أن حاورت ياسر عرفات، والمنصف المرزوقى، وهيلارى كلينتون، ما الشخصية التى لاتزال تتمنى أن تحاورها؟ الشخصية الوحيدة التى كنت أتمنى إجراء حوار معاه هو الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل، والحمد لله أمنية وحققتها، لأنها كانت هدفا فى حياتى، والشخصيات تفرض نفسها على الإعلاميين عندما تكون هناك رغبة من الشارع للاستماع إليها. هل تتمنى محاورة مبارك أو أحد من أسرته حاليا؟ أنا قلت من قبل فى أكثر من حوار إننى أرغب فى إجراء حوار مع سوزان مبارك، ولكنها ليست أمنية أو حلما مثلما كنت أحلم بمحاورة هيكل. بعد انفرادك بحوار مع رئيس الجمهورية وقيادات الإخوان، واجهت اتهامات بأنك موالٍ للنظام الحالى، وهناك تسهيلات من الجماعة لحواراتك؟ لو كنت عملت حوارا مع أحمد شفيق، كانوا سيقولون عنى «فلول»، وأنا لو كنت أعلن النتيجة باستمرار بتقدم مرسى كانوا سيقولون أيضا إننى إخوان. وهل بالفعل شريف عامر إخوانى؟ أنا طوال عمرى لم أنتمِ لتيار سياسى أو حزب، ومازلت على الحياد ولا تشغلنى أى قوى مهما كانت قوتها، أنا أقدم محتوى إعلاميا حياديا فقط، والإخوان يعرفون جيدا من هو شريف عامر وأولهم عصام العريان ومحمد البلتاجى وغيرهما من قيادات الإخوان، يعرفون أفكارى جيدا وما يدور فى عقلى وليس عندى مصالح مع أحد. شهدت إحدى الفترات فى قناة «الحياة» توجه السيد البدوى مالك القناة لإقصاء أعداء الإخوان وأبرزهم مصطفى بكرى ونصر القفاص ومحمود مسلم، فما حقيقة ذلك؟ الله أعلم بذلك، وأنا أكرر: لست طرفا فى أى أمور إدارية خاصة بالقناة، ولم أطلع على رحيلهم وأنا على المستوى الشخصى أتمنى عودتهم للقناة، لأنهم إضافة كبيرة لتليفزيون «الحياة».