تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم /الأربعاء/ عددا من الموضوعات المهمة. ففي عموده (نقطة نور) بصحيفة "الأهرام"، تساءل الكاتب مكرم محمد أحمد عن الذي يمكن أن يحدث في الذكري الثانية لثورة يناير خاصة أن شباب الثورة يبذل غاية جهده كي يكون يوما مشهودا تخرج فيه تظاهرة مليونية ضخمة. وقال إن هناك دلائل كثيرة تشير إلى أن هذه التظاهرة يمكن أن تفوق عددا وتنظيما كل التظاهرات السابقة رغم عدم وضوح الأهداف التي يمكن أن ترفعها التظاهرة، في ظل الاحساس المتزايد بعدم جدوي الحوار مع الحكم الذي يواصل فرض الواقع، وبأن الذهاب إلى صناديق الاستفتاء كان خطأ كبيرا لانه أعطى وثيقة الدستور، نوعا من الشرعية يطعن البعض على صحتها.
وأضاف أن ما يزيد من صعوبة الموقف أن الهوة واسعة بين مطالب الشباب التي تصل عند بعضهم إلى حد الطعن على شرعية الحكم، وبين قيادات جبهة الانقاذ التي يعتقد معظمها أن الطعن على شرعية الحكم يمثل هدفا مغلوطا يستنزف الجهد في غير طائل، وأن مقاطعة الانتخابات تعني التفريط في فرصة نجاح كبيرة يمكن أن تتحصل فيها جبهة الانقاذ على نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان القادم. واشار إلى أن واحدا من أهم الشعارات التي ينبغي أن ترفعها تظاهرة 25 يناير هو التأكيد على ضرورة نزاهة الانتخابات البرلمانية وتوفير قاض لكل صندوق انتخابي، والسماح بالرقابة الدولية على سير عملية الانتخاب وتشكيل حكومة محايدة تديرها، وإلزام اللجنة العليا بإجراءات شفافة سهلة للتصويت تتلافي الاخطاء السابقة. وقال إن التحدي الاساسي الذي يواجه جبهة الانقاذ يتمثل في المفارقة الواسعة بين القيادات التي ينظر اليها بعض الشباب باعتبارها أقل حسما وأكثر تباطؤا وأشد محافظة، وبين القواعد الشابة التي تبدو أكثر عجلة واندفاعا وأشد ميلا لرفض الحلول الوسط، تصر على أهدافها في إسقاط شرعية الحكم وترفض وثيقة الدستور على نحو قاطع، لا تثق في إمكانية تعديله أو تغيير بنوده المختلف عليها. وفي مقاله "رسالة مسلسل الكوارث" بصحيفة "الشروق"، تساءل الكاتب فهمي هويدي قائلا:إلى متى سنظل نذرف الدمع على ضحايا الإهمال في مصر، ونلقي بتبعة مسؤولية الكوارث الناجمة من ذلك الإهمال على عاتق النظام السابق؟. وقال إن حادث قطار البدرشين يمثل إحدى حلقات مسلسل نعرف له بداية ولا نعرف له نهاية، ونعرف أيضا أن ضحاياه هم من بسطاء الناس وفقرائهم، الذين تضطرهم ظروفهم إلى الاعتماد على ما تقدمه الدولة من خدمات، دون أن يدركوا أنها ظلت تتمسح فيهم بين الحين والآخر، دون أن تعتني بأمرهم في كل حين. وأضاف "ليست معروفة على وجه الدقة ملابسات الحادث الذي كان ضحاياه من المجندين حديثا بالقوات المسلحة، لكننا درجنا على إقالة أو استقالة الشخص الذي يحمل المسؤولية الأدبية عما جرى، ثم تشكيل لجنة من الخبراء للتعرف على ملابسات الحادث، وبعد بضعة أسابيع، حين يكون الناس قد نسوا الموضوع أو انشغلوا بهموم أو كوارث أخرى، تعلن نتائج أعمال اللجنة، التي عادة ما تنتهي إلى إحالة الأمر إلى القضاء الذي يدين الصغار ويبرئ الكبار". وأوضح هويدي أنه لا يستطيع أن يقلل من مسؤولية النظام السابق، الذي لا ينكر أحد أنه لم ينشغل في أي مرحلة بمشاكل الناس أو بالنهوض بالمجتمع من أي باب، وكانت نتيجة ذلك أن تدهورت الخدمات بشكل مخيف، الأمر الذي حول البلد في نهاية المطاف إلى مجموعة من الخرائب في أهم القطاعات فلا تعليم ولا صحة أو إسكان أو مواصلات، وشاءت المقادير أن يحال أمر ذلك كله إلى النظام الجديد. وخلص هويدي إلى أن الحكومة مطالبة بأن تتعامل مع المجتمع بشفافية تضع الناس في الصورة وتقنعهم بأن ثمة حركة محسوبة في الاتجاه الصحيح، وما لم تفعل ذلك فسنظل نتلقى الكارثة تلو الأخرى وننتظر من السماء معجزة لن تأتي أبدا، لأن زمن المعجزات انتهى ولن يعود. وفي عموده "بدون تردد" بجريدة "الأخبار"، قال الكاتب الصحفى محمد بركات : مرة أخري تتكرر المآسي الدامية على قضبان السكة الحديد، وتحدث كارثة جديدة مروعة، يروح ضحيتها المزيد من الشهداء والعديد من المصابين، وكأننا البلد الوحيد في الدنيا الذي صممت القطارات فيه، كي تتصادم أو تنقلب أكثر من مرة في العام الواحد، خاطفة معها أرواح الضحايا. وأضاف أنه لم يمر أكثر من بضعة أسابيع على الكارثة البشعة لقطار أسيوط، بكل ما أصابنا فيها من ألم وأسي على أطفالنا الذين فقدوا أرواحهم البريئة فيها، حتي فوجئنا بمصابنا الجديد في كارثة قطار البدرشين الذي أصابنا وكل المصريين بمزيد من الحزن والألم. وأكد أن المأساة المروعة الجديدة التي وقعت منتصف ليلة الاثنين الماضي والتي راح ضحيتها 19 شهيدا وما يزيد عن المائة مصاب من شبابنا لن تكون الاخيرة للأسف، إذا استمرت حالة مرفق السكك الحديدية على ما هي عليه من تدهور جسيم، واهمال اشد جسامة. وأعرب الكاتب عن أسفه عن قول ذلك، لكنها - كما يري الكاتب - الحقيقة المرة التي يجب علينا أن نواجهها، حيث لابد أن ندرك أننا نواجه في كل كارثة نتيجة حوادث القطارات، جريمة اهمال شديد ومتفش في أحد أهم المرافق في مصر، دام على مدار سنوات طويلة ماضية حتي وصل بهذا المرفق إلى حالته المزرية وبالغة السوء التي هو عليها الآن. وتابع :"وليس خافيا على أحد منا أننا قد تعاملنا مع جميع كوارث السكة الحديد السابقة، وآخرها حادثة قطار أسيوط، بطريقة كبش الفداء، الذي يجب أن نحمله المسئولية كاملة حتي يهدأ الرأي العام، وتمتص موجات الغضب والانفعال التي تنتاب أهالي الضحايا وعامة المواطنين جراء كل كارثة. وفي مقاله (وجهة نظر) بجريدة (المصري اليوم)، قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الانتخابات البرلمانية المقبلة، التى ستجري فى ظل استقطاب سياسى حاد سيؤدى استمراره إلى عواقب وخيمة قد تهدد أمن الوطن وسلامته. ورأي الكاتب أن هذه النتائج لن تخرج عن أحد السيناريوهات التالية :السيناريو الأول: حصول جبهة الإنقاذ على أغلبية المقاعد. وفى هذه الحالة سيكون على رئيس الدولة تكليف أحد رموز المعارضة بتشكيل حكومة تستطيع الحصول على ثقة مجلس النواب، مما سيفضى إلى قيام نظام سياسى برأسين سيتعين عليهما التعايش معا فى ظل دستور لا يوفر أرضية صالحة لمثل هذا التعايش. والسيناريو الثاني - كما يري الكاتب - :حصول تحالف الإخوان والسلفيين على أغلبية المقاعد. ولأنه بات من المستبعد احتمال تشكيل جبهة انتخابية موحدة تضم فصائل الإسلام السياسي، فالأرجح أن يصبح رئيس الحكومة فى هذه الحالة إما سلفيا أو إخوانيا، وبالتالي ستتوقف درجة استقرار النظام الحاكم فى مرحلة ما بعد الانتخاب على درجة الانسجام الأيديولوجي بين الجماعة والسلفييين. والسيناريو الثالث - كما يري الكاتب - :عجز أى من الأحزاب أو التيارات أو التحالفات الانتخابية عن الحصول منفردا على أغلبية المقاعد. وفى هذه الحالة سيتمتع رئيس الدولة بهامش أكبر من حرية الحركة والمناورة يتيح له تشكيل حكومة ائتلافية بالطريقة التى يريدها. غير أن هذه الحكومة ستكون على الأرجح إما حكومة هشة وضعيفة وغير مستقرة. وتابع الكاتب قائلا :إذا أضفنا إلى ما تقدم أن عدم تلبية النظام الحاكم المطالب الخاصة بضمانات النزاهة والشفافية قد يدفع بجبهة الإنقاذ إلى المقاطعة وعدم المشاركة فى الانتخابات، وبالتالى إلى وقوع أزمة مبكرة، ويتضح لنا أن الانتخابات المقبلة، على أهميتها، لن تكون حاسمة فى التوصل إلى مخرج من الأزمة الراهنة.